طالب اجتماع مائدة مستديرة عقد مؤخرا في دبي، وضم عدداً من كبار المشتغلين في قطاع تقنيات المعلومات، شركات المنطقة بضرورة الإسراع إلى وضع قوانين تقنية أشد صرامة لحماية الأفراد والشركات من المخاطر الأمنية التكنولوجية، كما طالبوا مسؤولي الشركات في الشرق الأوسط بان يولوا مسائل الأمن والحماية أهمية كبرى بغض النظر عن حجم مؤسساتهم. وترأس اجتماع المائدة المستديرة المذكور شركة "سيسكو سيستمز" و"داتا فورت" و"تيك داتا"، وحضره ممثلون عن أهم المجالات التكنولوجية في المنطقة. وقال تيم سكوت المسؤول في "سيسكو سيستمز" إن الأمن المعلوماتي أصبح من الأمور الملحة لدى المؤسسات العامة والخاصة في ظل التطور الكبير الحاصل في مجال الاعتماد على التقنيات الحديثة، مشيرا إلى أن الخطوة الأولى في هذا المجال أن تحدد كل مؤسسة سياسة أمنية تحدد فيها المباح والممنوع داخل نظام الشركة. وقدم المهندسون في "داتا فورت" خلال المائدة المستديرة عرضا حيا لعمليات الاختراق الإلكترونية غير المشروعة التي ينفذها قراصنة من جميع أنحاء العالم، وبين العرض أن تقنيات الاختراق والتسلل غير الشرعيين قد أصبحت أبسط وأسهل استخداما حتى بالنسبة للمستخدم العادي، حيث بين خبير تقني أن الاختراق الإلكتروني أصبح الآن متاحا بواسطة بطاقة لاسلكية في جهاز المساعد الرقمي، بواسطة هوائي خارجي يوضع على الشرفة "إن المتسللين يمكنهم اختراق أي شبكة غير محمية بسهولة"، وفق شرحه. وتوجهت المناقشة إلى موضوع حاجة منطقة الشرق الأوسط إلى قوانين تقنية فعالة، خصوصا تلك القوانين الخاصة بتنظيم صناعة تزويد خدمات الإنترنت. في الوضع العادي، فإن مزودي خدمات الإنترنت يهتمون فقط بمنع مهاجمة الخدمات، لأن هذا النوع من عمليات الهجوم يستهلك قدرا كبيرا من النطاق الموجي. ما يحتاجه الأفراد والشركات هو حد أدنى من الحماية، سواء على هيئة جدار نار مركزي أو رسائل تنبيه بسيطة ترسل إليهم عندما يدخل عملاؤهم على الشبكة العالمية. إن مزودي خدمات الإنترنت يمكنهم أن يطوروا أنفسهم ليصبحوا مستشارين أمنيين لعملائهم من خلال تقديم أنظمة اتصال آمنة وخدمات ذات قيمة إضافية. وأعرب المجتمعون في بيان أصدروه بعد لقائهم عن قلقهم من تدني حجم الانفاق من قبل مؤسسات القطاعين العام والخاص في المنطقة على برامج الحماية الإلكترونية، حيث أشاروا إلى أنها الأدنى بين العديد من دول العالم، وأوضح مشاركون في المائدة المستديرة، أن حجم الميزانيات التي تخصصها بعض المؤسسات الكبرى لشراء القهوة، أكبر من الميزانيات التي تخصص لحماية أنظمتها الإلكترونية.