يؤمن الرسام الياباني ايكوو هيراياما ان الفن يمكن ان ينجح فيما فشلت فيه الدبلوماسية. سافر الفنان الى معابد انجكور في كمبوديا عندما كان الصراع مازال يمزق البلاد وسافر أخيرا الى كوريا الشمالية ليطالب بالحفاظ على رسوم مقبرة عتيقة في الدولة الشيوعية. ويأمل هيراياما ان تدرج منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) نحو 63 مقبرة قرب بيونجيانج على قائمة التراث العالمي التي تضم مواقع ثقافية وطبيعية ذات قيمة عالمية وهو ما سيعيد كوريا الشمالية ذات الموقف المتشدد بشأن طموحاتها النووية الى الحظيرة العالمية. وقال الفنان في الاستوديو الفسيح الخاص به في كاماكورا جنوبي طوكيو حيث يزين الجدار رسم كبير للعاصمة اليابانية القديمة كيوتو اذا ادرجت المقابر على قائمة التراث العالمي يجب فتحها للجميع... ذلك يمكن ان يفتح الباب للسلام. وكان هيراياما في الخامسة عشرة من عمره حينما اسقطت القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانيةمسقط رأسه عام 1945 لكنه تجاوز الصدمة ليصبح واحدا من اشهر رسامي اليابان الاحياء. كما اصبح نصيرا متحمسا لانقاذ الكنوز الثقافية العالمية اعتقادا منه ان تلك العملية يمكن ان تجلب السلام عندما تفشل الوسائل الاخرى. وقال هيراياما 73 عاما: حتى لو لم نعرف ما اذا كان السلام ممكنا وحتى لو لم نعرف ما اذا كان الحوار ممكنا فعلينا ان نعمل من اجل الاخرين انطلاقا من حب البشرية. وشغل هيراياما منصب سفير ثقافي لليونسكو منذ 1988 ووضعت قضية مقابر كوريا الشمالية على جدول اجتماع تعقده اليونسكو في باريس بين 30 يونيو حزيران و5 يوليو . ويرجع تاريخ المقابر الى الفترة بين اواخر القرن الاول قبل الميلاد وسنة 668 ميلادية وربما تثبت وجود علاقة ما بين الثقافتين الكورية واليابانية. وتغطي جدران المقابر رسوم رائعة لملوك وملكات ومناظر طبيعية تشبه كثيرا رسوم مقبرة قرب مدينة نارا بوسط اليابان. وذهب هيراياما الى كوريا الشمالية ثماني مرات منذ عام 1997 ولديه امال كبيرة ان يسفر الاجتماع القادم عن ادراج المقابر الكورية على القائمة. ان الكوريين وبسبب مشكلة الاسلحة النووية ذكر الفنان الياباني اذا فعلوا اي شيء يخرق القانون الدولي فان محاولتهم ادراج مقابرهم على قائمة التراث العالمي قد تفشل. ويأمل هيراياما ان يجنب كوريا الشمالية تدمير الاثار الثقافية مثلما حدث في العراق وافغانستان. ومن بين مواقع العراق الكثيرة التي ترجع لتاريخ ما بين النهرين لم يدرج سوى موقع واحد على تلك القائمة. كذلك تضم القائمة موقعا افغانيا واحدا. وقال هيراياما الذي يقود الان حملة يابانية لاستعادة الاثار العراقية المنهوبة بعد سقوط صدام حسين ويعمل على المحافظة على الفن الافغاني انقاذ فنهم في تلك الحالات يتطلب مساعدة دولية... اذا دمر عن اخره سنخسر فهمنا لتاريخ البشرية. ويقول هيراياما ان ادراج اثار دولة ما على القائمة يجتذب السياح وينعش التنمية الاقتصادية ويخلق وظائف. وضرب مثالا بمجمع معابد انجكور الضخم في كمبوديا والذي ساعد في ترميمه.