تمكن بعض العلماء من تفكيك تركيبة جسم مضاد كشف لدى بعض المرضى الذين يقاوم جسدهم الإيدز، ما يسمح بإحراز تقدم في الأحاث الرامية إلى إعداد لقاح لهذا المرض، بحسب أبحاث نشرت نتائجها الخميس في الولاياتالمتحدة. وتم عزل هذا الجسم المضاد الذي أطلق عليه اسم "2 جي 12" قبل عشر سنوات لدى مرضى إيجابيي المصل يقاوم جسدهم الفيروس بنجاح. وكشف تحليله للمرة الاولى تشابكا غير متوقع لسلسلتين تدخلان في تركيبة الجسم المضاد المقاوم للفيروس. كما استنتج الباحثون أن الجسم المضاد يهاجم الفيروس عبر الالتصاق بالمواد السكرية على سطحه. وأوضح البروفسور ايان ويلسون الباحث في معهد سكريبس للأبحاث الذي شارك في إدارة الدراسة في بيان لم يسبق أن شهدنا ظاهرة مماثلة . ويذكر الباحثون بان نظام المناعة لا يهاجم عادة المواد السكرية التي تنتجها خلايا من الجسم وتلصقها بالفيروس، فتعتبر أجساما صديقة. والاكتشاف الذي عرض في مجلة ساينس قد يشكل قاعدة لإعداد مولد مضاد (مادة قادرة على إثارة رد فعل من نظام المناعة) يؤدي إلى إنتاج هذا الجسم المضاد، ما سيشكل خطوة مهمة على طريق التوصل إلى لقاح ضد مرض الإيدز. ورأى البروفسور دنيس بورتن الذي شارك في الدراسة إن هذا قد يسمح لنا بتوليد أجسام مضادة يمكنها التعرف إلى سلسلة جديدة من الجزيئات . من جهة أخرى، وبعد عشرين عاما على اكتشاف فيروس الإيدز، دعت 24 شخصية دولية في مجال الأبحاث والصحة إلى مضاعفة الجهود من اجل التوصل إلى لقاح وتجنب سقوط المزيد من القتلى من جراء المرض، في وقت يتوقع وفاة سبعين مليون شخص بحلول العام 2020. وفي نص نشر الخميس في مجلة ساينس الاميركية، حذرت هذه الشخصيات وبينها عدد من القادة والباحثين وحائزي جوائز نوبل من انه أن استمر المرض في الانتشار بالنمط الحالي، فان 45 مليون إصابة جديدة ستسجل بحلول العام 2010 وستسجل حوالي سبعين مليون وفاة بحلول 2020. وثمة حاليا في العالم حوالي 42 مليون شخص مصاب بالإيدز، وقد أدى هذا المرض إلى وفاة حوالي 25 مليون شخص خلال عشرين عاما.