بعد أن كانت المرفأ الاول للتزود بالبضائع في كل رحلة تجارية تناضل المتاجر الكبيرة المتنوعة الاقسام في استراليا في الوقت الحالي لارضاء اذواق المتسوقين المتقلبة التي تتغير من اقصى اليمين لاقصى اليسار بين دقيقة واخرى. هذه المتاجر التي كانت بداية انطلاقها في المدن الكبيرة مثل سيدني وملبورن غالبا ما أساءت تقدير الاذواق الريفية. وهي تواجه الآن منافسة متزايدة من جانب سلاسل المحال التجارية التي تقدم الخصومات. فهناك ببساطة الآن عدد كبير من المتاجر لنفس المجموعة الصغيرة والغنية من السكان. يقول مايكل بيت المحلل المتخصص في تجارة التجزئة في بيت الخبرة ووربيرج للاستثمارات نحن فقط 20 مليون نسمة ونوجد بشكل اساسي في ثلاث مدن ولذا فانه في عالم كامل فلربما لن تكون بحاجة الى العديد من المتاجر اذا كان بوسعك ان تبدأ مرة ثانية. وعلى مدار الخمسة عشر عاما الماضية فقد قامت متاجر ديفيد جونز وماير جراس وهما يعملان ضمن مجموعة كوليز اكبر متاجر التجزئة في استراليا بابتلاع نحو 90 بالمائة من المتاجر الصغيرة في انحاء البلاد. وظاهرة المتاجر الكبيرة التي تخوض صراعا ضاريا ليست ظاهرة استرالية فقط حيث تكتسب المتاجر التي تمنح الخصومات وتقدم المأكولات لقطاع عريض من المتسوقين المزيد من الارضية عبر انحاء العالم. ومن جانبها تقول ويستفيلد هولدنجز التي تدير أكبر مركز تجاري في استراليا ان متاجر الخصومات داخل فروعها الاثنين والثلاثين تتزايد مبيعاتها خلال ربع العام بنحو ستة بالمئة في حين تراجعت مبيعات المتاجر الكبيرة متنوعة الاقسام بنسبة 5ر1 بالمئة عما كانت عليه قبل عام. في استراليا يفضل المتسوقون المتاجر المتخصصة والمحال الانيقة او سلاسل المتاجر التي تقدم الخصومات على غرار كمارت او تارجت. ويقول كارل برينت 27 عاما حارس شخصي عن المكان الذي يفضل أن يتسوق منه فرنش كونيكشن مكاني المفضل في الوقت الحالي. ويؤكد انه جيد في نوعيته وفي قيمته. وتستحوذ متاجر ماير جراس ومنافستها الاصغر ديفيد جونز معا على نحو 18 بالمئة من حجم سوق الملابس وادوات الزينة التي تقدر بعشرة مليارات دولار استرالي 6ر6 مليون دولار امريكي وهذه السوق تعد الجانب المحوري في تجارة التجزئة كما انها تمثل عنصر الجذب نحو مبيعات السلع الاخرى. وعلى الرغم من ذلك فان المعارك الاخيرة التي واجهها المتجران تظهر مدى الصعوبة التي تواجهها اعمالهما في الوقت الراهن. وتقول ديفيد جونز التي منيت بخسائر هذا العام بعد فشل متاجرها المستقلة في مجال المأكولات والتي يعتقد انها ستلحق بها خسائر قيمتها 20 مليون دولار استرالي انها ستعود لمضاعفة حجم النمو في ارباحها خلال 2004/2003.