مع تسلم الحكومة الايطالية دفة رئاسة الدورة المقبلة للاتحاد الأوروبي في القمة الختامية لرئاسة اليونان تتكاثف التساؤلات حول قدرة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني على الابحار وسط امواج متلاطمة تحيط بالسفينة الاوروبية. وتتزايد في اوساط الرأي العام الأوروبي اصداء مسلسل السياسة الداخلية الايطالية وما اثاره رئيس الوزراء بيرلوسكوني اثناء اخر جولات معركته مع القضاء وما لوح به من اتهامات تطول رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي وهذه كلها امور تشكك في قدرة الربان بيرلوسكوني على الابحار رغم ما يعلقه على هذه السفينة من طموحات كبيرة تتعلق بمستقبله السياسي نفسه. وتتمثل التحديات امام الرئاسة الايطالية في مجموعة من المسائل الأوروبية الداخلية مثل دفع عجلة النمو الاقتصادي البطيئة واعادة تصور الهيكل الاقتصادي الاجتماعي للقارة مع معالجة الشيخوخة التي تدب في أوصال المجتمعات الأوربية وارتفاع عبء نظام التقاعد الذي يهدد النظام المالي في كثير من دول الاتحاد. وتمثل مشكلة الهجرة غير الشرعية التي توجج الجدل السياسي في العديد من البلدان وبشكل خاص ايطاليا ارضا شائكة اخرى في طريق الرئاسة الايطالية. اما على الصعيد الدولي وعلى اثر التصدعات التي اصابت جسور العلاقات الاوروبية الامريكية التقليدية عبر الاطلسي وجدران الدار الاوروبية ذاتها وحلف شمال الاطلسي (ناتو) ومن ثم الدور الاوروبي الغائب عن الساحة الدولية فان رأب الصدع في العلاقات عبر الاطلسي في ظل ما استجد من توازنات دولية يتصدر الاوليات السياسية الملحة التي يتعين على الرئاسة الايطالية التعامل معها. ويبقي التوصل الي دور أوروبي على الساحة الدولية وخاصة في الشرق الاوسط المتاخم يتناسب مع حجم الاتحاد الاوروبي ووزنه هو التحدي الحقيقي حيث ادرك الرأي العام الاوروبي ابعاده بوضوح خلال الاشهر الماضية. وصاغت حكومة بيرلوسكوني الذي يرنو الى ان يعود نجمه الى التألق من خلال ترؤسه للاتحاد الاوروبي بعد ما اصابه الذبول السياسي في الانتخابات المحلية الاخيرة برنامجا طموحا بل وجسورا في بعض جوانبه. فان كانت ايطاليا التي شهدت وضع حجر اساس البناء الاوروبي في روما تطمح الى ان يتم التصديق على اول دستور في التاريخ تعتمده دول مختلفة في روما خلال فترة الرئاسة الايطالية فان رئيس حكومتها يسعى لان يتوج نجاحا سياسيا دوليا ينظر اليه رجل الشارع الايطالي. ويوكد بيرلوسكوني الذي كان احد اطراف الانقسام في الصف الاوروبي الفاعلين والذي تضاعفت في ظل حكومته للمرة الاولى اواصر العلاقات الخاصة مع المحور الفرنسي (الالماني ان الرئاسة الايطالية تهدف الى تجاوز الانقسام الاوروبي /الاوروبي والخلافات الاوروبية) الامريكية في الوقت الذي يشكك معارضوه في قدرته علي ذلك. وكانت زيارة بيرلوسكوني الاخيرة الى اسرائيل والاردن ومصر والتي رفض خلالها لقاء رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات مناسبة خالف فيهاالموقف الاوروبي وابرز تبنيه الكامل للموقف الاسرائيلي حيت استحق الوصف بانه اهم اصدقاء اسرائيل في اوروبا.وتتنامى التساؤلات حول امكانية الحكومة الايطالية تحقيق الهدف الجسور بضم اسرائيل وروسيا الاتحادية الي الاتحاد الاوروبي الذي يتصدر جدول اعمال الرئاسة الايطالية في ظل عدم تلقي تاييد ذي مغزي في الاوساط الحكومية الاوروبية0 وتثارالتساؤلات ايضا حول امكانية نجاح بيرلوسكوني الذي يترأس حكومة لايخفي اعضاء فيها معاداتهم للمسلمين والعرب في تنمية الحوار الاوروبي (العربي والقيام بدور ايجابي في عملية السلام في الشرق الاوسط).