كانت الروسية فالنتينا تيريشكوفا أول امرأة تقوم برحلة إلى الفضاء في 16 من يونيو 1963، وهي تقر بعد مرور أربعين عاما بان هذه الرحلة التاريخية كانت "صعبة للغاية. وظلت هذه الرحلة التي استغرقت 70 ساعة و41 دقيقة المهمة الفضائية الوحيدة في حياتها، ولم تخلفها في هذا المجال سوى ندرة من رائدات الفضاء الروسيات. وتروي تيريشكوفا البالغة من العمر اليوم 66 عاما في إحدى مقابلاتها القليلة جدا لم يسمح لي بعدها بالقيام بأي رحلة رغم كل اعتراضاتي. وتوضح في المقابلة التي نشرتها مجلة اوغونيوك الروسية يوم الاثنين الماضي في ذكرى مرور 40 عاما على الرحلة بعد أن قمت برحلة إلى الفضاء، كانت تساورني رغبة جامحة في القيام برحلة أخرى، لكنني لم أتمكن من ذلك (..) فقد حصلت سلسلة من الصدف المأسوية. وكان من المقرر تنظيم رحلة ثانية لرائدة فضاء عام 1966، غير أنها أرجئت بحسب تيريشكوفا اثر وفاة سيرغي كوروليوف الذي بنى أولى المركبات الفضائية السوفياتية.. ثم توفي رائد الفضاء فلاديمير كوماروف عام 1967 خلال اختبار مركبة سويوز جديدة. وشهد العام 1968 مأساة جديدة مع وفاة يوري غاغارين أول رجل قام برحلة فضائية. غير ان رائدة الفضاء تعبر عن امتنانها للقضاء الذي أتاح لها هذه الرحلة الوحيدة، ولو انها كانت صعبة للغاية وتضمنت أعباء إضافية هائلة، ولا سيما خلال الهبوط. فقد غادرت فالنتينا تيريشكوفا مركبتها بواسطة مظلة على ارتفاع سبعة كيلومترات فوق جبال الالتاي وسط رياح تصل سرعتها إلى 15 مترا في الثانية. وزعم البعض آنذاك ان أول رائدة فضاء في العالم لم تتحمل الرحلة وظلت في حال من شبه الغيبوبة خلالها، وهي مزاعم تصفها تيريشكوفا بأنها لا معنى لها وسخيفة. وتقول: اتفقنا مع كوروليوف على أنني إن شعرت بأنني بحال جيدة بعد 24 ساعة في الفضاء، فسوف اطلب من لجنة الدولة تمديد الرحلة الى ثلاثة أيام.. وهذا ما فعلت. وقمت بكل البرنامج المقرر. هل كان في وسعي إتمام ذلك لو كنت نصف حية؟ ولم تعقبها رائدة فضاء جديدة إلا في عام 1982، مع قيام السوفياتية سفيتلانا سافيتسكايا برحلة الى الفضاء. أما الولاياتالمتحدة، فلم ترسل سالي رايد إلى الفضاء إلا في يونيو 1983.