دعا وزير الخارجية الامريكي كولن باول أمس الاربعاء الاعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الى الضغط على كوريا الشمالية لحملها على القبول بمفاوضات متعددة الاطراف حول برنامجها النووي. ونقل مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية عن باول قوله ان مساعدة من قبل آسيان في ابقاء الضغط على كوريا الشمالية ضروري للغاية اذا ما اردنا تحقيق الهدف الذي نسعى اليه جميعا وهو التوصل الى حل دبلوماسي يجعل شبه الجزيرة الكورية والمنطقة والعالم اكثر امنا . واوضح المسؤول ان باول قال في مؤتمر دول اسيان ان الولاياتالمتحدة لن تذعن للخطاب او التهديد الكوري الشمالي ولن تحيد عن اصرارها لاشراك دول اخرى في الحوار. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه للصحافيين: مامن شيء يمكن للكوريين الشماليين ان يقولوه لنا.. لانستطيع اخباره لشركائنا . واضاف: لا يمكن ان نتقدم باقتراح دون موافقة شركائنا. ليس هناك حاجة تاليا الى حوار ثنائي . واوضح المسؤول ان باول اضاف: كلما اسرعت كوريا الشمالية في ادراك هذا ووافقت على منتدى موسع متعدد الاطراف كان توصلنا الى طريقة لحل هذه المشكلة اسرع . واضاف باول: في المحادثات المتعددة الاطراف يكون كل مشارك حرا في قول ما يرغب فيه لاي طرف مشارك في المفاوضات.. لن نذعن لمحاولات التهديد او الخطاب او المزاعم الكورية الشمالية حول تحقيق تقدم في مجال الاسلحة . وقال باول انه لا توجد قضية تهم الولاياتالمتحدة اكثر من البرنامج النووي المشتبه به لكوريا الشمالية. والتقى وزير الخارجية الامريكي مع الامير الكمبودي نوردوم راناريده قبل بدء اجتماعات المنتدى الاقليمي لاسيان أمس الاربعاء. وصرح الامير راناريده للصحفيين عقب اجتماع قصير مع باول في بنوم بنه بقوله: رأيت بوضوح رغبة الولاياتالمتحدة في العودة إلى آسيا وتدارس شئون الاسيان بصفتنا زملاء وبصفة الولاياتالمتحدة شريكا مهما للغاية . وأضاف الامير راناريده: كان أمرا مشجعا أن استمع منه أنه يأمل حقيقة أن تمر الانتخابات المقبلة بسلام وإنني هنا أقتبس ما قاله (أن تكون نموذجا للديمقراطية في قارة آسيا) مشيرا إلى الانتخابات المقبلة في كمبوديا التي من المقرر إجراؤها في 27 يوليو المقبل. ومن المتوقع أن يركز وزير الخارجية الامريكي في مباحثاته مع الجانب الكمبودي على تدابير مكافحة الارهاب والمبادرات التجارية وبرامج البنية الاساسية والتنمية وكذلك الشئون الاقليمية ذات الاهتمام المشترك مثل التطورات الاخيرة في كوريا الشمالية وبورما وإقليم آتشيه الاندونيسي خلال منتدى آسيان الاقليمي. وكان باول قد صرح للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى بنوم بنه: أعتقد أنه من الضروري بالنسبة لنا أن نتخذ موقفا أكثر حزما مع ميانمار. وأضاف باول في نص تصريحاته الذي جرى إرساله إلى وكالات الانباء: لنرى كيف سيكون رد فعل شعب ميانمار . وكان الرئيس الامريكي جورج بوش ونواب الكونجرس في واشنطن قد دعوا إلى اتخاذ تدابير حازمة ضد ميانمار عقب الاشتباك الذي وقع مؤخرا بين الحكومة وبين داعية الديمقراطية سو كيي وأفضى إلى اعتقالها. ودعت الولاياتالمتحدة، بل وبعض الدول الاعضاء في داخل آسيان نفسها، التحالف الاقليمي إلى الخروج عن سياسة عدم التدخل التي طالما انتهجها وممارسة الضغوط على ميانمار. وفي بيونج يانج تعهدت كوريا الشمالية امس الاربعاء بتعزيز سلاح الردع النووي رافضة دعوة الولاياتالمتحدة لاجراء محادثات متعددة الاطراف قائلة انها تجيء في اطار تكتيك امريكي لفرض العزلة على الدولة الشيوعية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الكورية الشمالية: سنعزز قوة الردع النووي كإجراء مبرر للدفاع عن النفس ردا على المخاطر المتزايدة بشكل يومي من الاستراتيجية الامريكية الهادفة الى خنق وعزل كوريا الشمالية. ونشرت وكالة يونهاب للانباء في كوريا الجنوبية بيان بيونج يانج الصادر باللغة الكورية. بدوره قال وزير الخارجية الصيني أمس الاربعاء ان المحادثات بين الصينوالولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية لحل الازمة النووية تواجه العديد من المصاعب ويجب الا يتخذ أي بلد اجراءات من شأنها ان تسبب ازعاجا للآخرين. وقال لي تشاو شينج للصحفيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية الامريكي كولن باول على هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) في العاصمة الكمبودية: محادثات بكين تمثل بداية ... لكن ستظل توجد مصاعب في المستقبل وقال لي: يجب ان يعمل الجميع من اجل حل سلمي وعدم القيام بأعمال من شأنها ان تسبب ازعاجا للجانب الاخر.