في اعتقادي ان البيت الوحيد في العالم الذي يتمنى معظم اثرياء ومشاهير الدنيا المكوث فيه ليوم واحد على الاقل هو البيت الابيض في واشنطن.. بل لا يتردد اشخاص مثل دونالد ترمب وبيل غيتس وارنولد شوارزنجر الذي يحضر نفسه كحاكم لولاية كاليفورنيا، في ان يدفع ارقاما فلكية من اجل ان يكون سيدا للبيت الابيض ولو ليوم واحد. ويبدو ان ساحرية وجاذبية هذا البيت الذي كان اسمه الاسود قبل ان يتعرض لحريق اتى على معظم محتوياته ومن ثم تجديده وصباغته باللون الابيض ليصبح اسما على مسمى، مبعثها الرمزية التاريخية لسكانه ال 42 الذين صنعوا بلدا قويا يسيطر على مجريات الحياة الكونية بعد ان كان مستعمرا من بريطانيا العظمى. واكاد اجزم ان دونالد ترمب صاحب ناطحات السحاب وبيل غيتس يقطنان في قصور ومنتجعات تفوق البيت الابيض في كل شيء، بل ربما تحول البيت الابيض بحديقته ومكتبه البيضاوي الشهير الى مجرد صالون في مقابل قصور اثريائنا العربان.. فقوة امريكا المالية والتكنولوجية والاقتصادية جعلت منها القوة العظمى في العالم واصبح كل من يسكن البيت الابيض في جادة بنسلفانيا الشهيرة لابد وان يكون الاشهر والاقوى والآمر الناهي في العالم كله بصرف النظر عن مؤهلاته وقدراته. شخص على سبيل المثال مثل بيل كلينتون والذي تعرض لفضيحة اخلاقية كادت تطيح به خارج اسوار البيت الابيض جنى العام الماضي ماديا ما يقارب ال 10 ملايين دولار فقط من سوحه المكوكي في الديار والقائه للخطابات داخل وخارج امريكا، وهذا يكشف عن مدى جاذبية وتأثير السكن في ذلك البيت على مستقبل ابن آدم. وعلى طارىء كلينتون فزوجته هيلاري طرحت كتابا هذه الايام دفع لها مقدم من دار شوستر 8 ملايين دولار بس.. تحكي فيه للناس الجانب المظلم من حياتها وبالاخص الفضيحة المدوية لزوجها مع مونيكا متدربة البيت الابيض الصاروخية. وعلى اي حال، يبدو ان كتابا يسلط فيه الضوء على خلفيات الاحداث الكبرى على مدى 8 سنوات في البيت الابيض ليس الا حلقة صغيرة جدا من مشوار النائبة في الكونغرس في طريقها للعودة للبيت الذي كانت ربته يوما عام 2008 ولكن حينئذ سيدة له.. من يعلم ربما تحرر الناخب الامريكي من موروثه الرئاسي الذي لا مكان فيه للمرأة.