عزيزي رئيس التحرير الجميع يدندن على اوتار المقولة الشائعة (المخابر لا المظاهر) ولكن هب ان احدا حل ضيفا على احد محافلنا الاجتماعية وهو غير معروف لدينا، فما هو التصرف المتوقع ان يقابل به هذا النكرة.. ان كان ممن يقيمون لنظرة المجتمع قدرا بان اكرم نفسه بلباس وقار والتحف بمشلح (بشت) يشع بهاء، فلن نغالي ان قلنا انه سيكون محل اكرام واجلال ظاهرين وسيتم افساح وسط المجلس له ليتبوأ الصدر فيكون محل النظر! هذا الاكرام الذي قوبل به هذا الرجل لن تجد احدا يستنكره او يشمئز منه بل العكس هو الصحيح اذ ان طغيان المظهر على الجميع اوجد حالة من الاعتقاد بأهمية الرجل وبمكانته الاجتماعية سيطرت على النفوس فما استطاعت الا الانسياق وراء مستلزمات تقديم واجد التكريم! مع ان لامر قد يكون بخلاف ذلك تماما!.. هذا التقدير لهذا النكرة لم يكن الا لانه اقام لما هو معلوم من المظاهر العرفية قدرا، فكان ان تم تقديره على ضوء ذلك! فما بال بعض كتابنا خصوصا في اوقات الفتن! كما في الايام الاخيرة لما نضب معين افكارهم لم يجدوا الا القدح والا التشنيع على بعض المطلوبات الشرعية الظاهرة بأسلوب مباشر او بآخر مبطن لايخفى على لبيب! نعم شن البعض ممن يمتهنون الكتابة هجومهم على تمسك بعض الشباب الصالح لدينا باللحية وتقصير الثياب وكأن هذين الفعلين غير مطلوبين في ذاتهما! بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم هما امر شرعي لا ارتباط به مع غيره فمن فعله كان له في خانة الحسنات ومن فرط في اداء الامر كان عليه في خانة السيئات وهكذا دواليك جميع المطلوبات وماداما مطلوبين شرعيين فان المنطق يقول ان المتمسك بهما لابد ان يكون محل تقدير واحترام اولا كونه ادى امرا مطلوبا وثانيا كونه اقام للمظهر الشرعي قدرا، فلماذا لايحترم ويجل ويوقر من لدن شرائح المجتمع المسلم كافة! افيكون تقديرنا لمن يقيم للمظاهر العرفية قدرا صحيحا على حين ان التقدير للمقيم للمظاهر الشرعية قدرها يعتبر امرا خاطئا!! افتونا ايها الكتاب البررة!! فاصلة: لايزيد صقل الذهب الخالص الا توهجا ولمعانا واشراقا على حين ان المعدن الرخيص سرعان ماينكشف زيفه عند اول طرقة.. ابراهيم عبدالرحمن الملحم