يبحث مصرف قطر المركزي في إمكانية السماح لعدد من البنوك والمصارف الخليجية بافتتاح فروع جديدة لها في الدوحة وذلك لأول مرة منذ ما يزيد على عشرين عاما حيث ان هناك خمسة طلبات على الأقل معروضة حاليا على المصرف بانتظار اجازتها. ويعتزم بنك الاتحاد الوطني الاماراتي افتتاح فرع له في قطر كأول انطلاقة للبنك في السوق الخليجي فيما سيعزز بنك المشرق وجوده في السوق القطري بافتتاح أكثر من فرع جديد. ولا يوجد في قطر حاليا فروع لبنوك خليجية سوى لبنك المشرق فقط في حين يصل عدد البنوك العربية والأجنبية الأخرى العاملة الى نحو ستة بنوك تستحوذ على ما نسبته 20 في المئة من اجمالي العمليات المصرفية التي يقوم بها الجهاز المصرفي القطري. وكان مصرف قطر المركزي قد أجرى دراسة جدوى شاملة للسوق المحلي قبل أن يتجه للتفكير بشكل جدي ربما لأول مرة لمنح تراخيص لافتتاح فروع لبنوك خليجية في قطر ويبدو من نتائج الدراسة أن السوق القطري سيكون قادرا في المستقبل القريب على استيعاب البنوك الجديدة. وقال المصرف ان السوق القطري يعد من الأسواق الواعدة القادرة على استيعاب أي توسع يمكن أن يشهده قطاع المصارف خاصة وأن هذا القطاع يساهم بما نسبته 11 في المئة من اجمالي الناتج المحلي لدولة قطر. ويتميز قطاع البنوك والمصارف القطري بتطوره المستمر وأدائه الجيد حيث انه يحقق ايرادات مالية وأرباحا كبيرة تشهد ارتفاعا مستمرا في كل عام وقد بلغ اجمالي أرباح البنوك الوطنية في قطر خلال العام الفائت أكثر من مليار ريال مقابل 800 مليون ريال عام 2001. وفي ظل هذه المعطيات يعتقد رجال أعمال ومستثمرون قطريون أن هناك فرص نجاح معينة ولو بنسب متفاوته تنتظر البنوك الجديدة اذا ما أخذ في الاعتبار أن الجهاز المصرفي القطري يستطيع مواكبة تطورات العمل المصرفي على مستوى العالم. لذلك ستتمكن البنوك الجديدة من اثبات وجودها ولكن ليس على حساب مصارف أخرى وإنما سيكون لها فرصتها وفي نفس الوقت ستقوم تلك البنوك باستقطاب نسبة من عملاء تلك البنوك. وتنظر أوساط القطاع الخاص والجهاز المصرفي في قطر بنوع من الحذر الى فروع البنوك الخليجية المرتقبة في السوق القطري حيث يعتقد البعض وخاصة القائمين على المصارف الوطنية التي تسيطر على 80 في المئة من حجم السوق المحلي أن تواجد البنوك الجديدة سيكون بشكل لا يخدم تطور القطاع المصرفي الذي يقدم خدمات مصرفية عديدة لسوق تزيد فيه كثيرا حاجة العرض عن الطلب. لكن أوساط أخرى تنظر الى البنوك الجديدة على أنها تطورات ايجابية من شأنها تعزيز عملية المنافسة لأنها ستدفع البنوك الأخرى القائمة الى تطوير أدائها وستساعد على توفير خدمات مصرفية جديدة للعملاء علاوة على أنها ستؤدي الى تحفيز وتنشيط قطاع المصارف القطري عموما.