شهد الحي الجامعي فى طهران وبعض الشوارع المحيطة به مساء أمس الأول وفجر امس اشتباكات متقطعة بين مجموعة من الطلبة وبين ما يسمى ذوى الزى المدنى حيث تبادل الجانبان التراشق بالحجارة. وذكرت وكالة الانباء الايرانية امس ان قوات الشرطة الايرانية استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق الطرفين وداهمت الحى الجامعى بعدالاجتماع الذى ضم ممثلين عن وزارتى العلوم والداخلية و جامعة طهران وقوات الامن الداخلى ومحافظة طهران. واعلن المصدر ان الطلبة قاموا باعتقال عدد من ذوي الزي المدني الذين داهموا الحي الجامعي حيث اطلق سراح بعضهم فيما احتجز عدد آخر منهم فى احدى المبانى الخاصة للحى الجامعى بعد استقرار قوات الشرطة فى الحى. واصيب عدد من الاشخاص اثر هذه الاشتباكات بجروح وتم اعتقال آخرين لم يعرف بعد عددهم. ونظم إسلاميون بعضهم يحمل أسلحة نارية دوريات حراسة في رسالة قوية الى المحتجين المؤيدين للديمقراطية. وفي ذروة حركة المرور الصباحية في بداية أيام الاسبوع لم تظهر أي علامة على انتشار افراد الميليشيات المتشددة الذين هاجموا المحتجين دون رادع أو خوف من حساب واخرجوا النساء من سياراتهم وضربوا الشباب بالسلاسل الحديدية. وكانت اعمال العنف التي اندلعت في الساعات الاولى من صباح امس رغم انها قاصرة على منطقة صغيرة في العاصمة الا انها الاكثر خطورة منذ ان تفجرت المظاهرات التي ايدتها الولاياتالمتحدة قبل اربعة ايام. وقال دبلوماسيون ان دوريات الحراسة الصارمة التي نظمها افراد ميليشيات لا يرتدون زيا وموالين بشدة للزعماء الدينيين المحافظين ربما كانت تهدف الى ترهيب المحتجين. وقال دبلوماسي في طهران "انهم يريدون ارسال رسالة واضحة بأن الاحتجاجات عبرت الخط الذي يمكن التسامح عنه". واضاف "من الصعب القول ما اذا كانت ستحقق الاثر المرجو أم لا. يمكن ان تحدث أثرا عكسيا وتجعل الناس أكثر غضبا". واتهم الزعماء الدينيون الولاياتالمتحدة باثارة الاضطرابات في ايران. وقال الزعيم الديني الأعلى اية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الاخيرة في شؤون الدولة الاسبوع الماضي ان السلطات لن تظهر رحمة مع "مرتزقة العدو". واشادت واشنطن التي تتهم ايران بصنع اسلحة نووية ورعاية الارهاب بهذه الاحتجاجات التي اجتذبت ما يصل الى ثلاثة الاف أيراني في الليالي السابقة. ووجه المحتجون الذين نفثوا عن جام غضبهم ازاء الزعماء الدينيين غير المنتخبين انتقادات ايضا الى الرئيس المعتدل محمد خاتمي. واتهموه بعدم تحقيق الاصلاحات التي وعد بها بعد ست سنوات في السلطة. وانقض أكثر من 100 من افراد الميليشيات الذين يشاركون في دوريات الحراسة على مجموعة تضم عشرات الشباب الذين يرددون عبارات تندد بالحكومة فيما كانوا يلتفون حول نار اشعلوها في طريق جانبي على مقربة من الجامعة. وكان معظمهم مسلحون بالهراوات والسلاسل الحديدية بينما حمل بعضهم بنادق كلاشنيكوف، وسمعت ثلاث طلقات رصاص تلتها مجموعة طلقات من سلاح آلي. كما سمعت زختي رصاص بعد ذلك وشاهد افراد الميليشيات يضربون احد الشبان بالسلاسل الحديدية والعصي. و تولى افراد من الميليشيات الاسلامية ربما من قوات البسيج التابعة للحرس الثوري الايراني حراسة نقاط تفتيش وفحصوا بعناية عربات تحيط بمباني الجامعة. في مناخ ساده التوتر وسط طهران. ووقف رجال الشرطة عاجزون عن التصرف فيما يبدو فيما انقض افراد الميليشيات الذين امكن التعرف عليهم بسهولة من لحاهم التي اطلقوها على ركاب الدراجات النارية وهم يلوحون ضدهم بالهراوات والسلاسل الحديدية. وذكر مصور صحافي في مسرح الاحداث"جذبوا بعض الاشخاص من سياراتهم وضربوهم بالايدي وبالعصي. حتى الفتيات الصغيرات تعرضن للضرب". واضاف "شاهدت عشرة جرحى على الاقل. أحدهم أصيب بجرح ناجم عن سكين". وتزداد هذه الاحتجاجات فيما يبدو مع اقتراب الذكرى السنوية في التاسع من يوليو القادم لهجوم عنيف شنه متشددون على طلبة في اماكن اقامتهم الجامعية في عام 1999 .