مرة في الأسبوع يجتمع برايان غراب، تلميذ الصف الثاني الابتدائي، مع (بستر) من أجل القراءة. ولا يركز بستر على المفردات كثيراً، ولكن مجرد وجوده يساعد برايان على تحسين قدرته على القراءة . بستر هو كلب وهو يساعد برايان على تعلم القراءة من خلال برنامج يؤلف ثنائيات مرخصة من (كلاب المعالجة) مع الأطفال في مدرسة دايبلر الابتدائية وفي المكتبات في الضواحي الشمالية لفيلادلفيا. وثمة برامج مماثلة في أماكن أخرى من البلاد لمساعدة الأطفال على تعلم القراءة بثقة أكثر بالنفس . وقد بدأ البرنامج، واسمه (كلاب مساعدة تعلم القراءة) في ولاية يوطاه وهو يوفر للأطفال الفرصة للقراءة مع شريك لا يهدد أو يوبخ الطفل. ويستفيد التلاميذ من التجربة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم بعيداً عن وجود شخص متسلط ومدقق ومراقب، كالمعلمة أو أحد الوالدين . وتشرف جويس بابتشياك على تنسيق عمل جمعية (Paws With Patience ) (مخالب صبورة) التي تأخذ الكلاب إلى مدرسة دايبلر الابتدائية. وتقول جويس إنه من الضروري ألا يخاف الطفل من ارتكاب الأخطاء، لمجرد أن يتعلم القراءة . وتقول جويس: بالنسبة للآباء والمعلمين ينبغي أن يكون ما يفعله الطفل صحيحاًً ومع الكلاب يكون الطفل مرتاحاً وأن يمضي وقتاً ممتعاً . وتقول كارول هرلبرينك اختصاصية القراءة من المدرسة ان الكلاب تساعد فعلاً فالتلاميذ يقرأون دون تردد ويحسون بحافز قوي للقراءة. وهي تشير إلى أن برايان استفاد من وقته مع بستر لاتقان اللفظ فيما استخدم تلميذ آخر وقته لتعلم الأسماء بالتعرف الفوري على الأشياء التي يراها . وتحذر برباره كابينوس كبيرة خبراء سياسات التعليم ومستشارة البرنامج لدى الجمعية الوطنية للتربية من أن برامج تعلم القراءة بمساعدة الكلاب لا تشكل بديلاً عن الدعم والمساعدة التي تتوافر من القراءة مع شخص، إلا أن البرنامج له حسناته خاصة مع الأطفال الخجولين . والمنظمة التر يترأسها كلوتز تدير برنامجاً مماثلاُ الآن في 17 مدرسة ابتدائية في ولايات يوطاه وايداهو ومونتانا ونيفادا، وهي تقول إنها تلقت استفسارات من 40 بلداً ومن اليابان واسرائيل . وفي بنسلفانيا تأخذ جمعية (مخالب صبورة) الكلاب إلى المستشفيات ودور العجزة منذ أكثر من 15 سنة، ومؤخراً بدأت تنفيذ برامج القراءة في المدارس . ويبدأ التلاميذ عملهم مع الكلاب بالتعريف عن أنفسهم بتقديم أيديهم لكي يشم الكلب ظهورها. ثم يجلس التلميذ إلى جانب الكلب وعادة وهو يحمل كتابا في إحدى يديه ويربت على الكلب باليد الأخرى. ويصغي الكلب بهدوء وغالباً ما يغفو على ركبة التلميذ . وإذا عجز تلميذ عن التعرف على كلمة ما أثناء القراءة يمكن أن تتدخل المشرفة على الكلب لتقديم المساعدة، وهي تفعل ذلك بسرعة ودون أن تطلب من التلميذ أن يحاول ويبذل جهده ليتذكر قراءة الكلمة غير المعروفة . إن الدور الذي تلعبه المشرفة مهم، مع أنه غير تدخلي. شنيد، على سبيل المثال، تقول لشون أن بستر يحتاج إلى شرح بعض الكلمات إليه، وهذا يساعد شون على أن يتمهل ويركز على فهم ما يقرأه ويتخلص العديد من التلاميذ من خوفهم من القراءة عندما يشعرون وكأنهم يفعلون ذلك لمساعدة صديقهم الكلب على فهم القصة .