عانت السينما المصرية مؤخراً عدة ازمات. فبعد شفائها من ازمة الانتاج التي لحقت بها في الفترة الاخيرة . ودارت عجلة الانتاج من جديد (كماً وليس كيفاً). بالطبع الكم قليل عما هو معتاد عليه من الفن السابع المصري. ظهر بالتبعية ما يقال عليه موسم (الصيف، العيدين، الشتاء) فقسمت السنة إلى اكثر من موسم. وهذا ليس عيباً فمن لم يتمكن من اللحاق بالصيف فإنه يؤجل عرض فيلمه للمواسم التالية .. ولكن سيظل الموسم الصيفي هو أكثرها شراسة وقوة في المنافسة بين الافلام وذلك بسبب اجازات المراحل الدراسية المختلة. والمصايف. بمعني تفرغ الأسرة المصرية خصوصا والعربية عموما لمتابعة الحركة السينمائية. ليفوز باللذات كل فيلم محظوظ يمتلك من الامكانيات والتقنيات وآداء الممثلين والمخرجين يعجب الجمهور. والمقصود باللذات طبعا الايرادات. التي قد تصل في بعض الاحيان لعشرات الملايين من الجنيهات مثلما حدث مع أفلام (صعيدي في الجامعة الامريكية، اللمبي، ميدو مشاكل) لمحمد هنيدي ومحمد سعد واحمد حلمي، وهي افلام نالت نصيبا وافرا من تورتة الموسم الماضي ماعدا (صعيدي). فهو عرض منذ سنوات مضت. هذا بجانب فيلم (مافيا) لاحمد السقا ومنى زكي الذي نال قسطا لا بأس به من الايرادات. (أزمة جديدة) بسبب كثرة هذه المواسم كان لزاماً على صناع السينما انتاج كم كبير من الافلام لتوزيعها على المواسم المختلفة التي تعتبر اخف وطأة واهدأ قياسا بموسم الصيف. لهذا قد يلجأ بعضهم لتاجيل عرض افلامهم فيما يلي من مواسم. ورغم ان هذا انعكس على عجلة الانتاج. إلا انه ادخل السينما في ازمة جديدة وهي (ازمة السيناريو)؟ وذلك نظرا لاستسهال الكتاب والمؤلفين في كتابة افلامهم وعدم اعطاء المنتجين الوقت الكافي لهم لانجاز اعمالهم على الوجه الاكمل. بحيث يحقق للمشاهد الاشباع بمعنى ان يخرج من الفيلم في حالة تشبع وقناعة داخلية. وهذا سر جودة الفيلم ونجاحه كما يرى الكاتب الكبير محمود ابو زيد. مما جعلهم (الكتاب) يبتعدون عن الواقع في كتاباتهم. اللهم إلا القليل منهم الذي قدم ما هو قريب. منه او حتى يحاكيه على أسوأ الفروض فزحفوا خلف خيالهم. وهذا لا عيب فيه. لكن العيب ان يكون اغلب ما يقدم خيالا. فهذا معناه فقدان المصداقية لدى الجمهور. الذي يهتم برؤية واقعه مجسداً أمامه على الشاشة الفضية الكبيرة. وهذا بجانب الاقتباس من الاعمال الغربية والامريكية. وبالطبع لا يعني هذا إفلاساً في الوسط التاليفي المصري. ولكنها حالة من الاستسهال في الكتابة كما يقول السيناريست الكبير بشير الديك. ورغم انه يوجد على الساحة سيناريست وكتاب متميزون ومستوى كتاباتهم مرتفع الا انهم انساقوا وراء هذه السباقات المحمومة .. وقبض الربح !!! (الصيف المقبل) مع هذا ستشهد السينما في الموسم الصيفي السينمائي الذي يبدأ في نهاية يونيو المقبل. صراعاً قوياً، أشد ضراوة من الصيف الماضي. فمثلاً نجد الزعيم عادل إمام ومحمد هنيدي واحمد السقا وهاني رمزي وليلى علوي واشرف عبد الباقي واحمد آدم وصلاح عبد الله وحنان ترك ومنى زكي وعبلة كامل ومحمد سعد والمطرب مصطفى قمر. كما تشهد قصصاً جديدة بمعنى وجود مستوى مرتفع من الكتابة واللغة السينمائية قدمها كتاب سيناريو جدد امثال تامر حبيب، ومحمد حفظي وغيرهما. بالإضافة للكتاب الموجودين على الساحة. والسؤال: هل سيشهد هذا الموسم عودة السينما المصرية من حالة اللاوعي التي تعيشها إلى الوعي وإدراك الواقع والاحساس به. أما ستظل لفترة اخرى غائبة في فضاء اللاوعي. فتقدم موضوعات سطحية او فنتازيا بعيدة عن التعمق في مكنونات الواقع المصري المعاصر. هذا ما سوف تكشفه الايام المقبلة .. ومن سيفوز باللذات؟؟ الله اعلم. (أفلام المسابقة) مجموعة من الافلام تم تصويرها واخرى ينتهي تصويرها للحاق بالموسم الشديد الحرارة (الصيف) وهذه الافلام هي (التجربة الدنماركية) للنجم عادل امام، سهر الليالي لحنان ترك ومنى زكي ومجموعة من الشباب، كلم ماما لمنة شلبي وعبلة كامل، تيتو لاحمد السقا، بحبك وانا كمان لمصطفى قمر، عايز حقي لهاني رمزي، عسكر في المعسكر لمحمد هنيدي، حب البنات لليلى علوي واشرف عبد الباقي، وشقة الشاب سيد لاحمد ادم وصلاح عبد الله، مشى اللمبي خالص لمحمد سعد، أول مرة تحب يا قلبي لجالا فهمي، اوعى وشك لاحمد عيد واحمد رزق. وخالتي فرنسا لمنى زكي وعبلة كامل.