ان التحاور والتجاذب بين الاطراف يثري موضوع المناقشة، ويوسع الآفاق ويوضح بعض الامور التي ربما يغفل عنها كلا الطرفين.. لهذا لاكتمال الخطوط الاساسية لأي قضية لابد من معرفة آراء الآخرين سواء بالنقض او الايجاب وهذا ما يحدث فعلا اثناء عقد المؤتمرات والندوات الخاصة بالطب او غيرها وتجد فيها الكثير من الجدال عن استخدام دواء او علاج ولكن في النهاية يتوصلون الى نتيجة يتفق عليها جميع الاطراف لتخدم مصلحة المريض او المجتمع. ان الدافع الرئيسي لأي كاتب او مختص او مسئول في المجال الطبي سواء الطبيب او الصيدلي هو حرصه على عافية المريض والحفاظ على صحة المجتمع ويتفق الجميع على انها لمصلحة المهن الصحية ومصلحة المستفيدين من خدماتها وليس الاقلال من اهمية ودور اي ممارس للمهنة ولا يوجد أي تناقض اذا تم توضيح بعض الحقائق وان الدفاع والانتقاد ليس تحيزا بل يعتبر اهتماما كما يحدث لأي مختص حينما يرد على موضوع او كاتب معين ويسمى هذا تكاملا بين اصحاب الآراء المتعددة ويستحق الثناء عليه. فأنا عندما حددت عمل ومهمات كل من الطبيب والصيدلي فان ذلك جاء عن معرفتي التامة بان لكل منهما تخصصه ولكن هناك بعضا منهم لا يلتزم به مما يعني وجود آثار جانبية او مشاكل صحية لمستخدمي الدواء او مراجعي المستشفيات وهذا يلاحظه الاطباء في العيادات عندما يراجعهم المرضى بعد استخدام الدواء للمتابعة فنجد ان بعض الصيادلة وليس الكل طبعا قد غيروا في وصف الدواء واستخدامه وهذا لا يعرفه الصيدلي لانه لايتابع المريض مثل الطبيب المعالج. فنحن الاطباء عندما نطرح مثل هذه المواضيع فانها من خلال الخبرة العملية والمشاهدات السريرية والحقائق التي تدون في ملفات المرض.. واتفق مع البعض بانه لو كان المريض منوما في الاقسام الداخلية فربما يتناقش الطبيب المعالج مع الصيدلي الاكلينيكي والسريري ولكن ماذا عن مراجعي العيادات الخارجية وهم الاكثرية؟ واذا كانت معالجة المرضى تشمل الدواء والمداواه فان الالتزام بضوابط العمل كل حسب تخصصه هو من أسس نجاح العلاج. لا احد يشك او يشكك في عمل ودور الصيدلي او اي تخصص طبي آخر وكما قلنا ان هناك تخصصات حديثة ادرجت واهمها الصيدلة الاكلينيكية ولكن هل كل الصيادلة لديهم هذا التخصص وهل كل المستشفيات والعيادات بدول العالم تدرجها ضمن الطاقم الطبي بل نجد ان معظم العيادات لايتوفر فيها سوى فني صيدلة والذي يقوم بأعمال فنية كصرف الدواء تحت اشراف الصيدلي المتخصص ذي الخبرة ولكن هذا يتصرف كأخصائي صيدلة وهنا تكمن المشكلة لان لايوازيه في علمه وخبرته وهذا ما اريد ان اؤكد عليه وربما يؤدي ذلك الى بعض الاخطاء في الممارسات فهل كل مستويات وتخصصات الصيدلة درسوا استخلاص الادوية من مصادرها النباتية والحيوانية والصناعية وشبه الصناعية ودرسوا خواصها واستخداماتها فيما يسمى بعلم العقاقير؟ فماذا نقول عن احد الاشخاص الذين قابلتهم وعرف لي نفسه باسم الدكتور... فقلت له ومن اي جامعة تخرجت فقال من جامعة الملك فيصل وبعد عدة استفسارات بقصد استرجاع الذكريات عن بعض الزملاء والاساتذة افاد بانه خريج كلية الزراعة ودرس عدة مواد عن الاعشاب وانواعها ومن ثم بدأ يصفها للمراجعين وبالتالي لقب نفسه طبيبا..! اذن هل نوجه اللوم لأي فرد همه الاول هو الحد من هذه الظاهرة التي تفشت بين المجتمع وحتى المثقفين منهم؟ وكيف نوضح الحقائق لكشف هذا الادعاء المزيف فالمهندس الزراعي والمهندس المعماري اللذان اهتما بجزء بسيط في احد فروع الطب ومنها التغذية ثم اصبحا اطباء وصيادلة يعالجون الناس بعد اغرائهم بالخبرة والمعرفة. وقد تم الاعتراف بان هناك تجاوزات من بعض المنتمين للطب والصيدلة لاتخدم مصلحة المريض ولكن التعامل والتعاون مطلب ضروري للخدمات الصحية ومنسوبيها. اذا هذا هو ما اعنيه في الاساس من المقالة التي كتبتها في المقارنة بين الطبيب والصيدلي والتي آثارت غضب البعض, والجميع الذين ردوا عليها اتفقوا معي بهذا الخصوص. إننا نأمل الا يعطي كل مزاول لمهنة الطب والصيدلة الحق لنفسه في التدخل في خصوصيات المهن المقابلة حتى لايخالف الانظمة الصحية او يضر بمصلحة المريض والكل يسعى جاهدا لخدمة المريض بشتى الطرق وان نرفض كل الممارسات الخاطئة مثل صرف الأدوية بدون وصفة طبية والتي لاتشمل الادوية اللا وصفية كما تم ذكرها بل المضادات الحيوية وغيرها وألا يتصرف الصيدلي كطبيب ولا الطبيب كصيدلي. هذا ما احببت ان اوضحه لزميلي الدكتور علي بن محمد بن مسفر اليامي مدير المركز الاقليمي لمراقبة السموم بالشرقية في تعليقه (الطبيب والصيدلي.. محاورة جادة لتشخيص الصلاحيات ذلك على ما كتبته في هذه الصفحة سابقا عن دور الطبيب والصيدلي.. وقدم الدكتور آراء وانتقادات بناءه اتفقنا عليها وان كانت هناك بعض الاختلافات في بعض الامور الهامشية التي لاتضر بالجوهر فأغلى تحية وتقدير له ولجميع العاملين بالقطاعات الصحية من زملاء ومسئولين. اخصائي علاج الآلام والطب الشرقي والوخز بالابر الصينية