في يوم الأحد التاسع من مارس الماضي، ألقى الأستاذ عدنان بن عبد الرحمن المنصور نائب المدير العام للشؤون التنفيذية في "سكيكو" محاضرة شيقة عن عملية الدمج لشركات الكهرباء بالمملكة، والتي جمعتها كلها تحت إدارة واحدة. كما تحدث عن الأسباب التي أدت إلى اتخاذ قرار الدمج، والصعوبات التي واجهتها الإدارة من أجل تنفيذ مهمة الدمج. ولقد كشفت هذه المحاضرة- بل وأكدت- ما نسمعه عن الأستاذ المنصور من سعة علم، وكشفت- بل وأكدت من ناحية أخرى- الظروف الموضوعية والأسباب التي ساعدت على نجاح مهمة الدمج، وعلى رأسها الكوادر البشرية التي قامت بتحقيق عملية الدمج، والقيادات الإدارية التي أخذت على عاتقها تنفيذ هذه المهمة مرحلة بعد مرحلة، وخطوة وراء خطوة. فقد صدر قرار الدمج في عام 1419ه، وأخذت فاعليته في عام 1420ه ، بعد أن تسلم الدكتور هاشم يماني مسؤوليات وزارة الصناعة والكهرباء وأدرك الكم الهائل من وحدات الإنتاج التي يجب توفيرها خلال العقدين القادمين، الأمر الذي دفعه إلى الاجتماع بعدد من أساتذة الجامعات لدراسة الموضوع، ووضع خطة لمواجهة التحديات القائمة أسفرت عن قرار دمج شركات الكهرباء الشرقية، الغربية، الوسطى، الشمالية، والجنوبية. وتوحيدها تحت إدارة واحدة. وتقرر تكليف الأستاذ سليمان القاضي بإدارة هذه الشركة الموحدة، وتقديم خطة عمل لتنفيذ هذه المهمة العاجلة خلال ثلاثة أسابيع. وعلى الرغم من ضيق الوقت، إلا أن الأستاذ القاضي تمكن بمعاونة الأستاذين عدنان المنصور وطارق البشيري اللذين اختارهما لمشاركته ومساعدته في إنجاز هذه المهمة في ثلاثة أيام، تمكنوا خلالها ثلاثتهم من تحديد الخطة ووضعها على شكل أهداف يتم تنفيذها خلال ستة أشهر. وقد كان فقد تركزت الأهداف على الاحتفاظ بمستوى امداد الكهرباء، تفعيل قرار الدمج، وضع هيكل تنظيمي مؤقت، محاولة إيجاد حل لتخفيض التكاليف، وعمل تصور مبدئي لتدفق النقد مما تبقى من عام 2000، تشكيل لجان تنسيق متخصصة، تكوين ثماني مجموعات عمل تتكون كل منها من خمسة أشخاص مهمتهم جميعاً جمع المعلومات لمعرفة الآراء المختلفة وتقريب أفكار مديرى شركات المناطق المختلفة في المملكة. لم يكن ذلك عملاً سهلاً على الاطلاق. فكل شركة من شركات الكهرباء في المملكة كانت تحت إدارة مدير معين له أسلوبه الخاص في الإدارة وعملية دمج الإدارات كلها تحت لواء واحد تعني أيضاً توحيد نمط الإدارة لشركات الكهرباء الاخرى وتغييرها حسب ما يراه الرئيس مناسباً لإنجاح هذه المهمة. الذي أدهشني هو وجود العديد من النقاط التي تضمنتها المحاضرة والتي قمنا بدراستها في مادة الإدارة، حيث تناولت المحاضرة عادات وتقاليد الشركة، وأثر عادات وتقاليد العمال على الأداء، والمركزية ضد اللامركزية في عملية اتخاذ القرارات، وأهمية وجود مهارات إدارية للمدير الناجح كمهارة الاتصال ومهارة القدرة على تكوين فرق العمل، والشيء الأساسي والذي تتحدث عنه مادة الإدارة بشكل مكثف وهو الضغوط الخارجية على أداء الشركات سواء كانت بيئية أو اقتصادية أو سياسية وفي قرار الدمج هذا كانت ضغوط تركيبة السكان وضغوط حكومية، (demographic & government forces ) وأعطاني ذلك الشعور بأنه يوما ما سيكون بوسعي تطبيق ما درسته في الجامعة على أرض الواقع لأكون بذلك عضواً فعالاً في المجتمع لدفع عجلة التنمية والتطور في البلاد ولكي نثبت للعالم بأسره أننا نستطيع أن نقف في مصاف الدول المتقدمة.. محمد بن منصور الخنيني جامعة الملك فهد للبترول والمعادن