حازت نتائج محادثات قمة شرم الشيخ والبحث عن السلام في الشرق الأوسط على اهتمام الصحف البريطانية واحتلت صدر صفحاتها الأولى . فقد نشرت جميع الصحف صورا للمؤتمر الصحفي الختامي الذي عقد في منتجع شرم الشيخ المصري على ساحل البحر الأحمر الثلاثاء الماضي بين كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش وأربعة حكام عرب هم الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والأمير عبد الله بن عبد العزيز والعاهل البحريني الملك حمد بن خليفة آل خليفة إضافة إلى رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس. صحيفة الجارديان كتبت تقول في صفحتها الأولى من عدد الأربعاء اجتمع القادة العرب المعتدلون مع الرئيس بوش والأمل يحدوهم في أن يتسم تدخل الرئيس الأمريكي في قضية الشرق الأوسط هذه المرة بشيء من العدل والإنصاف والتوازن في تعامله مع الفلسطينيين والإسرائيليين. لكن مراسل الصحيفة في واشنطن يقول إن مؤشرات طفت على السطح في واشنطن في الآونة الأخيرة تشير إلى أن السذاجة أصبحت استراتيجية بوش في الشرق الأوسط. ونقل المراسل عن موظفين أمريكيين كبار ولهم باع طويل في العمل الدبلوماسي قولهم إن الرئيس بوش يكاد يجهل كل شيء حول تعقيدات الصراع في الشرق الأوسط كما أنه لا تبدو لديه رغبة لفهم تلك التعقيدات. ويرى هؤلاء أن الرئيس بوش وجد نفسه في غمرة مشاكل لا حل لها وتعامل معها بصورة سطحية لا تبعث على أمل كبير لتحقيق تقدم كبير على طريق تسويتها. صحيفة الدايلي تلجراف قالت في تحليل لمراسلها من شرم الشيخ إن مسئولين في البيت الأبيض أشادوا كثيرا برئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس لكن لم يتضح لهم بعد ما إذا كان عباس سينال الدعم الشعبي من الفلسطينيين وتأييد القادة العرب الآخرين. وتضيف الصحيفة أن احدى أهم المشاكل التي يواجهها الرئيس بوش هي الموقف العربي من رئيس الوزراء الإسرائيلي. فحتى مصر الدولة العربية الأولى التي أبرمت اتفاقية سلام مع إسرائيل شعرت بنوع من الإحراج من استضافة شارون في شرم الشيخ مثلما كان يريد الأمريكيون. صحيفة الفاينانشيال تايمز قالت إن الإدارة الأمريكية تعتزم ترك فريق تنسيق في المنطقة بعد قمتي شرم الشيخ والعقبة بأمل تطبيق الاتفاقيات المبرمة. ونقلت الصحيفة عن رئيس الكنيست الإسرائيلي قوله إن ارييل شارون على استعداد لتفكيك 17 مستوطنة يهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من المستوطنات التي تعتبرها إسرائيل شرعية، إلا أن خليل الشقاقي مدير المركز الفلسطيني للدراسات والبحوث السياسية يقول إن على إسرائيل أن تفكك 34 مستوطنة على الأقل حتى يمكن إقامة دولة فلسطينية مترابطة الأوصال. أما صحيفة الاندبندنت فقالت إن الهدف الواضح من قمة شرم الشيخ هو تقديم رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس على أنه أحد القادة العرب الحاضرين وليس موظفا ساميا في سلطة فلسطينية يقودها ياسر عرفات الذي تسعى واشنطن إلى استثنائه من عملية السلام برمتها. وترى الصحيفة أن الحكام العرب الأربعة الذين شاركوا في قمة شرم الشيخ حضروها بدافع الواجب الذي يعوزه الحماس.. وأضافت لقد برزت مؤشرات أفادت بأن المحادثات لم تكن بنفس السهولة التي توقعتها إدارة بوش عندما رفض الحكام العرب طلبا أمريكيا بالمضي قدما في الاعتراف بإسرائيل. وهو الطلب الذي جوبه برفض قاطع من صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.