تتعاظم مشكلة فقدان الأمن في العراق بينما تؤكد مصادر من الشرطة العراقية القليلة العدد والعدة أن عدد القتلى نتيجة السرقات بلغ اكثر من 300 شخص خلال شهر واحد بعد ان تعرضوا للسطو المسلح والسلب بالقوة وسرقة سيارات بعضهم في وضح النهار ، في حين فاق عدد السجناء من اللصوص ما كان متوقعا والذين أودعوا في سجن أنشأه الأمريكان في بغداد يتسع لخمسة آلاف شخص ومن المؤمل فتح سجن آخر لكثرة اللصوص على الرغم من إحالة عدد كبير منهم الى المحاكم ولكن دون ان تتوقف عمليات السرقة . ومع كل ما يتردد عن عودة الأمن وقيام حملات لنزع السلاح إلا أن جرائم القتل والسرقات تزداد يوما بعد آخر على الرغم من أن بريمر وعد بأنه سيقضى عليها بأسرع وقت بعد أن بدأت تشمل حتى أفراد وسيارات الشرطة العراقية والأمريكان أنفسهم إذ تم تسجيل اكثر من حالة سرقة لأسلحة وسيارات جنود أمريكان ومن الشرطة العراقية التي زودت بسيارات حديثة قبل أيام . وأمام هذه المشكلة التي أصبحت تهدد حياة ملايين العراقيين وتوقف بعضهم عن العمل او الذهاب الى الجامعات فقد برزت عدة حلول لمعالجة اختلال الأمن فالحزبان الكرديان الرئيسيان في العراق اقترحا على القوات الأمريكية مساهمة القوات المسلحة للحزبين في إعادة الأمن والاستقرار الى العاصمة بغداد . ونقلت صحيفة "التآخي" الكردية التي تصدر بالعربية في بغداد أن الحزبين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البرزاني اقترحا هذه الفكرة إلا ان القوات الأمريكية لم ترد بعد على كيفية تنفيذ ذلك . وقال مصدر مطلع بالحزب الديمقراطي الكردستاني ل (اليوم) أن الاقتراح لا يزال قائما وانه تم الاستعداد لتنفيذ الطلب والقوات الكردية المطلوبة جاهزة للانتقال والانتشار في بغداد ضمن خطة مدروسة بعد موافقة القوات الأمريكية . وأضاف المصدر ان مدينة كركوك استعادت الأمن والاستقرار منذ اكثر من أسبوعين وذلك بعد ان وصلتها باتفاق مع القوات الأمريكية قوات الشرطة والمرور والأمن من محافظتي أربيل والسليمانية وكانت قوات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني قد ساهمت في ضبط أوضاع مدينة الموصل بالتعاون مع رؤساء وشيوخ المنطقة والشخصيات والجماعات من أهل المدينة مما عجل في استقرار الوضع فيها واجراء انتخاب المجلس البلدي الذي يضم رئيسا (شخصية عربية) ونائب رئيس (مثقف كردي) وعددا من ممثلي اليزيدية والشبك والتركمان مما حقق شكلا من التعددية الحرة في المدينة . إلا ان هذا المقترح على ما يبدو سوف لا يأخذ طريقا مفتوحا حيث تمت معالجة هذه المشكلة بشكل ابتدائي قبل أيام قليلة من خلال تسيير دوريات مشتركة على مدار الساعة لتعزيز الأمن وإيقاف الفوضى والسرقات بعد اعتماد عشرة آلاف شرطي عراقي عادوا الى العمل .. خمسة آلاف منهم في بغداد بينما توزعت الآلاف الخمسة الباقية على المحافظات . وقد تم تشكيل دوريات بين عناصر الشرطة العراقية والقوات الأمريكية لإعادة الاستقرار الى البلاد بعد ان اختل الأمن فيها جراء تعرض مبان ودوائر وزارات الدولة الى السلب والحرائق مما أشاع الفوضى والاضطرابات . وذكر مصدر من الشرطة العراقية ل (اليوم) ان 3 آلاف سيارة مخصصة للشرطة العراقية وصلت مركز طريبيل الحدودي مع الأردن سوف تستخدم في مهماتها لتحقيق الأمن في بغداد وبقية المحافظات . من ناحية ثانية تقرر تسيير دوريات ليلية مشتركة تشمل اغلب مناطق بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة بعد تعزيزها بقوات إضافية ، وتتعهد هذه الدوريات التي تضم أفرادا من الشرطة العراقية والبوليس العسكري لقوات الاحتلال الأمريكي برصد الظواهر السلبية والتجاوزات والجرائم التي ترتكب ليلا ومنها الاعتداء والسرقة وحيازة الأسلحة واطلاق النار ، كما ستقوم بملاحقة القائمين بإطلاق النار العشوائي او المتعمد والحائزين على الأسلحة ومرتكبي جرائم السرقة والاعتداء وغيرها وأحالتهم الى محكمة مختصة في وقت لاحق.