عزيزي رئيس التحرير تتعدد في مملكتنا اوجه التحضر والتقدم وشمل ذلك جميع النشاطات العامة والخاصة وهناك منشآت مازالت مظلومة رغم انها تقدم خدمات جليلة عظيمة لم يستوعبها الكثير من المواطنين والمقيمين بأهدافها وخدماتها. ومنشآت الفحص الفني الدوري للسيارات من ابرز المنشآت الضخمة التي تعتبر وجها مشرقا من أوجه التقدم التي تشهدها المملكة في مجال السيارات وما يتعلق بها، ولكنها لم تزل تظلم بسبب ان المواطن والمقيم لم يعلم الى اليوم رغم تجاوز عمر الفحص الفني الدوري 18 سنة بأهدافه وخدماته والتي وصلت الى هذه اللحظة 19 محطة منتشرة بين مدن ومحافظات المملكة. والفحص الفني الدوري للسيارات يمثل واحدا من اهم برامج سلامة المرور التي تحرص وزارة الداخلية ممثلة بالامن العام الادارة العامة للمرور على تنفيذها لتحقيق السلامة المرورية والحد من حوادث المرور وما يترتب عليها من نتائج، ويتميز برنامج الفحص بأنه احدث البرامج المطبقة في جميع انحاء العالم وقد يكون الوحيد وذلك بالاستفادة من التطور التقني الحديث ومواكبة جميع متطلبات العصر في الدقة وتوفير الوقت وبواسطة احدث الاجهزة التي توصل اليها العالم لكشف مواطن الخلل في السيارات وهو دائما ما يخضع لمعايير المواصفات القياسية التي تصدرها الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس ويتم تحديث معايير ومواصفات فحص السيارات وتطويرها بصفة مستمرة على ضوء آخر التطورات التكنولوجية والذي من خلاله استطاع الفحص بأن يحصل على شهادة الايزو العالمية 9001 للجودة قبل سنوات عديدة كأول منشأة فحص سيارات في العالم تحصل على مثل هذه الشهادة العالمية. ويتوافر بالفحص الفني بنك ضخم للمعلومات مؤهل لمتابعة مستوى الاداء ومعدل الانتاجية بالنسبة لكافة المحطات وتتم اجراءات الفحص عبر عدة مراحل بحيث يتم فحص اكثر من 73 جزء في السيارات الواحدة وضمن مراحل الفحص المتكاملة التي تعمل بالحاسوب، ويستغرق فحص السيارة الواحدة عبر تلك المراحل 6 دقائق فقط منذ دخولها للمسار حتى نهاية مراحل الفحص وتتميز جميع تلك المراحل بالدقة والشمولية والموضوعية بالاضافة الى زهد الرسوم حيث لو حسبنا كلفة السيارة الواحدة باليوم الواحد ستكون اقل من 20 هللة وهذا سعر رمزي جدا. وللفحص الفني الدوري اهداف كثيرة وعظيمة قد يجهلها المواطن والمقيم فعلى سبيل المثال لا الحصر استطاع الفحص الفني الدوري بفضل الله ان يخفض من معدلات الحوادث المرورية في المدن والمحافظات التي تتوافر بها محطات للفحص الدوري. كما خفض الفحص من مستويات التلوث البيئي الناجم عن انبعاث عوادم السيارات وقد لا يخفى على احد الاضرار الجسيمة التي تحدثها هذه العوادم على صحة الانسان والتي اصبحت معضلة عالمية تعقد المؤتمرات والندوات من اجل القضاء عليها وبالفحص الدوري تستطيع اطالة عمر السيارة وبالتالي التقليل من استيرادها مما وفر بدوره الملايين على الاقتصاد الوطني كما انه في حال الاستمرار في الفحص المنتظم يمكن تحديد الخلل الموجود بالفعل في السيارة وكذلك تحديد الاعطال الوشيكة الحدوث وهذا طريق لتجنب الكثير من الخسائر قبل استفحال العطل. وأخيرا الفحص الدوري هدفه الحفاظ على الارواح وذلك بالحفاظ على سلامة المركبة وسلامة البيئة من التلوث وهو ثمرة يانعة من ثمار حكومتنا في خدمة المواطن والمقيم. عبدالكريم بن يوسف الحميد