الذين يستهينون بدور المرأة، يجردونها من دورها الأساسي في بناء الاسرة.. وكلما كان اداء المرأة في هذا المجال مدركا لأهميته عارفا لقدره.. فانها تكون قد حققت هدفها كابنة مخلصة للوطن. ابنة الوطن هي التي تضع كل اهتمامها في سلة الوطن.. تربيتها لابنائها مع كل مافيها من متعة ذاتية وشخصية هي من اجل الوطن خاصة حينما تربيهم على حب الوطن والانتماء له والتفاني من اجله.. ايضا خطواتها في تعليم نفسها وتثقيف ذاتها عن طريق المعرفة هي من اجل الوطن.. علاقاتها داخل الاسرة الكبيرة وبكل المعارف داخل الوطن وخارجه تهدف كلها الى رفعة شأن الوطن واعلاء كلمته.. عملها كطبيبة او معلمة او صاحبة مشروع.. مع كل مايحققه هذا من ربح وكسب فهو من اجل ان يصبح الذين تتعامل معهم قاعدة ناهضة وقوية في بناء الوطن.. ابنة هذا الوطن كانت عند تأسيس هذه المملكة.. لا تزال تتخبط في ظلمات لا تدري متى نهايتها. تربيتها لابنائها تتداخل فيها معرفة اسباب الصحة بتفوق اسباب المرض بفهم خاطئ للدور الكبير المنوط بها وجهل بما يدور في الحياة خارج جدران البيت. اليوم تعلمت بنت الوطن.. ولم يعد فهمها قاصرا او محدودا، فقد سافرت وعرفت الكثير وادركت دورها الفعال داخل البيت وخارجه.. واثرها الهام في توجيه ابنائها وربما المجتمع بأكمله. ولا شك ان الوطن ايضا يبادلها هذا الاهتمام فقد اعطت الدولة للمرأة في المجتمع اهمية كبيرة، ورعاية واضحة.. ينعكس هذا بوضوح على ما تكتسبه من خبرات ومعارف واسعة وعلى مايعطي لشخصيتها ابعادا تحفظ كرامتها وتصون ملكيتها الخاصة، وتجعل من مسئولياتها إطار يحظى بكل التقدير والاحترام.. وفي مجالات العمل فانها تجد الصون لحقوقها، والتقدير لعملها والحماية من كل مايمسها بسوء.. فينعكس هذا على ما تكتسبه من خبرات في التعامل، ومعلومات في الاداء وقدرات قيادية تعطى لدورها في التعامل مع ابنائها وادارة بيتها الكثير من الطاقات في توجيههم، وتقديم الفائدة لهم. لذلك فقد سعدنا بالمكرمة الملكية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله باعطاء مجالات اوسع لعمل المرأة وهو ما عودنا عليه من اهتمام بالمرأة التي هي ثلاثة ارباع المجتمع فهي الام والزوجة والاخت والابنة.. وطموح المرأة هو جزء من طموح الوطن.. فاذا توقف طموح المرأة ووجدت انه لا صعوبات ولا معوقات فمعنى هذا انها لاتريد المزيد.. ولا تسعى الى الاكثر.. ولا تنظر الى المستقبل.. نعم تأمل بنت الوطن بالمزيد.. فهي تريد فرصا اكثر في ميدان العمل باطار جميل من الشريعة الاسلامية السمحة ووفقا لعاداتنا وتقاليدنا الاصيلة.. تريد فرصا اوسع للثقافة بوجود مكتبات متخصصة لها تديرها بنفسها وتزورها باستمرار وتقرأ فيها جميع ايام الاسبوع.. تريد مقاعد لها في النوادي الادبية والمحافل الثقافية بدور كبير يتكامل ودور الرجل ولا يناقضه او ينافسه، فيه تحقق قدراتها التي تعلمتها واحلامها التي تنوي تحقيقها.. والطموحات لا تنتهي عند حد.. وحب الوطن يملأ كل قلب ويفيض بالكثير من الآمال والاحلام والرؤى.. لكنني لست مع اللاتى يطالبن اعطاء مجالات عمل اوسع للمرأة على حساب الرجل.. فالرجل هو رب الاسرة وهو المسئول عن حمايتها.. ولنا في الدول التي فتحت ابواب المساواة في العمل للمرأة بلا حدود عبرة وعظة.. هم الان يتراجعون ويعودون بالمرأة الى دورها الأساسي والطبيعي. ان التوسع غير المدروس وغير المراعي للعادات والتقاليد يأتي بالضرر على الاسرة زوجا وابناء ومن ثم على الوطن.. ولا شك ان الدولة تراعي هذا كله وتدرك ايجابياته وسلبياته..