سيناريو مكرر تشهده مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد أيام قليلة على استاد الملك فهد الدولي بالرياض حيث يلتقي قطبا المنطقة الغربية الأهلي والاتحاد في نهائي البطولة الغالية للمرة الثالثة بعد عامي 1999م و2000م التي حسم خلالهما الاتحاد البطولة لمصلحته بعد فوزه في النهائي الأول 1/صفر والثاني 1/2 بالهدف الذهبي. ويعتبر النهائي الثالث (الجديد) تتويجا لجهودهما طوال الموسم الحالي فالفريقان بحق استحقا ان يكونا طرفي النهائي بكل جدارة بعد العروض القوية والمستويات العالية والنتائج الايجابية اتي كسبت احترام وتقدير جميع الرياضيين. فالاتحاد تصدر الدوري قبل نهايته بجولتين بعد ان جمع (49 نقطة) وهذا ما جعله يضمن اللعب على النهائي ويشارك في بطولة الأندية الخليجية المقبلة مكافأة له بعد احتلال المركز الأول مع نهاية الدور التمهيدي. اما الأهلي الذي احتل المركز الثاني خلف منافسه التقليدي الاتحاد برصيد (47 نقطة) فقد جاء تأهله للنهائي بعد اجتيازه موقعة القادسية بصعوبة بالغة وبشق الأنفس بواسطة الهدف الذهبي الذي سجله نجمه العائد من الاصابة ابراهيم السويد في الدقيقة الأخيرة من الشوط الاضافي الثاني. وكانت أحداث المباراة ومجرياتها تشير الى فوز القادسية (الحصان الأسود) في دوري هذا العام ولا سيما بعد تقدمه بهدفين بواسطة نجمه الدولي سعيد الودعاني الذي ابرز مهارات عالية في كيفية التعامل مع الكرات الانفرادية بحارس المرمى ولكن نجوم الأهلي لم يقفوا مكتوفي الأيدي رغم الضغط النفسي والعصبي والجماهيري الرهيب الذي تعرضوا له بعد ان استقبلت شباكهم هدفين وتمكنوا من السيطرة على أعصابهم متفوقين على أنفسهم بفضل الخبرة الطويلة التي اكتسبوها من خلال مشاركاتهم المتعددة مع المنتخب الأول في العديد من المحافل الدولية المختلفة ومع فريقهم الأهلي الذي شارك في عدد من البطولات الاقليمية والعربية والقارية. وجاء هدف الأهلي الأول الذي سجله محترفه المصري محمد بركات بمثابة عودة الفريق لاجواء المباراة التي سيطر على مجرياتها بعد هذا الهدف مستغلا حالة التوتر والارتباك التي طغت على أداء لاعبي القادسية الذين تأثروا عقب اصابة زميلهم المحترف البرازيلي اليكس الذي أكمل المباراة واقفا بعد ان استنفد الفريق كافة التغييرات المتاحة له. ونتيجة الضغط الأهلاوي المتواصل وفق المحترف المغربي في إدراك التعادل لتشتعل قناديل الفرح الأهلاوية رغم ان الكرة ما زالت في الملعب وذلك لثقة الأهلاويين في قدرات لاعبيهم ومقدرتهم على حسم المباراة لمصلحتهم خصوصا بعد ان عادلوا الكفة عقب التأخر بهدفين. وعندما هم الحكم معجب الدوسري باطلاق صافرة نهاية المباراة الماراثونية التي شهدت أربعة أشواط ارتقى ابراهيم السويد لكرة نفذت من ركلة حرة ليركنها برأسه على يسار الحارس هاني العويض معلنا تأهل فريقه للمرة الرابعة منذ إقرار نظام المربع الذهبي عام 1991م. اما فريق القادسية الذي كان قاب قوسين او أدنى من بلوغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه فانه خرج بشرف وبنفس راضية لكونه لم يكن صيدا سهلا وقدم كل ما لديه منذ بداية الموسم ولولا نقص الخبرة لمعظم لاعبيه الى جانب الاصابات لكان له رأي آخر ولكن عزاء هذا الفريق الشاب القادم من الساحل الشرقي ان المستقبل سيفتح بابه على مصراعيه لهذا الفريق البطل بدون تتويج.