خدعوا الناس وقالوا إن هدفنا هو الحرب ضد الأمريكان وإخراجهم من جزيرة العرب، قلنا لهم: إذاً لماذا تستهدفون الأمريكان المدنيين؟ قالوا: لا فرق بين مدني وعسكري فكلهم يحاربون المسلمين ويدفعون الضرائب لقتلنا، قلنا لهم: إذاً لماذا تستهدفونهم في البلاد الإسلامية التي تعتبر الأقرب لتطبيق الإسلام؟ قالوا: لأن هذه البلاد قد عاهدتهم وفتحت لهم الأبواب للبقاء والسيطرة مما يشكل استعمارا لا بد من القضاء عليه, قلنا لهم: لنفترض أن ما ذكرتموه قابل للتبرير في قاموس فكركم المريض، فهل تخبروننا عن تبريركم لقتل عشرات المسلمين الأبرياء الآمنين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا موجودين وقت تنفيذ عملياتكم الإجرامية؟! وهل هذا جزء من الجهاد الذي ترجون دخول الجنة بسببه؟! وهل هؤلاء المسلمون القتلى جزء من المخطط الأمريكي الماكر الذي جئتم للقضاء عليه؟! نقولها وللمرة الألف إن الذين قاموا بعمليات التفجير في الرياض وغيرها مجرمون إرهابيون وإن أعمالهم تلك ستكون عليهم حسرة يوم القيامة، وإن الواجب على جميع المسلمين العقلاء أن يتبرأوا من أعمالهم وأن يأخذوا على أيديهم وأن ينشروا الوعي الصحيح والعلم الإسلامي المفيد الذي ينهى عن ذلك الإجرام باسم الدين حتى لا ينخدع الآخرون بتلك الجرائم ويتخذوها قدوة لهم, إن الأمة التي تقوم أعمالها على الحماس وحده دون عقل أوضمير إنما هي أمة مريضة ميئوس من علاجها وان الدين الإسلامي واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار في وضعه للعنف والشدة في موضعهما الصحيح وفي النهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق "أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، فكيف إذا كانت تلك النفس لمسلم حرام الدم والعرض والمال؟! إن علماء الإسلام مطالبون اليوم بتفريغ جل وقتهم في تأصيل مفهوم الجهاد الحقيقي والفرق بينه وبين الإفساد، وفي نشر هذا المفهوم بين الشباب المتحمس، وما رأيناه من خلل في المفاهيم خلال الحرب على العراق وتشويه صورة الجهاد الحقيقي من بعض من يشار إليهم بالبنان من أصحاب العلم، وزجهم للشباب في أتون حرب ظالمة حصدت المئات من الشباب المتحمس دون نتيجة, إن هذا الخلل في المفاهيم هو أحد الأسباب الرئيسة في بروز مثل تلك الأعمال الإجرامية التي شاهدناها في الرياض، وإذا انحرفت النفوس عن جادة الصواب فما أسهل التبرير! الرأي العام الكويتية