ولأن المكان له من الوقع الذي بموجبه يتشكل سلوك الفرد، ويمارس هذا الاخير ألوانا من التفاعلات التي لاتنفك مع ماينبىء ذلك المكان، لذا كان لقاؤنا بمن نحن ضيوفه بالمنتدى الشعبي في مقر الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الاحساء، حيث رموز البساطة، وروح العراقة، والتأكيد على اصالة الثوابت التي، وان بدت غائبة لدى البعض، لكن اولئك بحاجة الى شحذ الحضور الدائم بوسائل متعددة لاتحتاج الى شيء سوى حسن الاختيار. صناع الحدث، ليسوا كمن يتصنعه أو من هو على موعد الصدفة العربية للحدث، حيث لاتكون الصدفة خير من ألف ميعاد في أغلب الاحوال الزمنية، المتعلقة بالذات أو على مستوى العلاقات الاجتماعية. انها نهج فطري، وهي من أمر ربي فهل لديك القدرة على ان تحاج من فطر على ذلك؟، بل اولئك من ولد في حي الرفعة بمدينة الهفوفبالاحساء عام 1372ه، وتلقى علومه بدءا من ابتدائية الصالحية (1386ه)، ومتوسطة عمر بن الخطاب (1398ه)، ثم معهد اعداد المعلمين بالاحساء (1395ه)، نهاية بكلية المعلمين بالاحساء للحصول على الدبلوم في اللغة العربية، فكان المريخي، عبدالرحمن بن علي. ان عمر الابداع لايقاس بزمن افتراضي، فاشراقاته هي الفيصل الرئيس للحكم على تكميم الابداع كظاهرة, واذا ماتوالت تلك الاشراقات فانها تعامل كسر إلهي لايختص به الا (النجيب) من بني الانسان، فبداية المريخي كشف عنها ضوء (قمر ليلة النافلة) عام (1397ه) كعمل مسرحي مقدم للاطفال مستمر باشراقاته فكل سنة تحفل بما يستحقها، وكان من آخرها العمل المسرحي الذي عنون باسم (الهطق)، ونال الجائزة الاولى على مستوى مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة بمدينة الرياض، ونفذ بواسطة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. شغل المريخي، سدة الادارة للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سنة 1421ه وقبل هذا التاريخ هناك من السنوات التي عاصرها ما قبل الاعتراف الرسمي، وتمثل سنواتها الثلاث من عام 1391ه حتى عام 1394ه عصارة العمل الدؤوب من رجال آمنوا بقدراتهم فأطلقوا العنان لتلك الطاقات في خدمة هذا التوجه الثقافي على مستوى الذات، والمجتمع الوطن، وهم على الترتيب عبدالرحمن الحمد مؤسس الجمعية فرع الاحساء ثم آلت ادارة الجمعية بالتزكية الى محمد الصندل فعمل العبيدي نهاية بشاكر الشيخ. وجاء الاعتراف بتلك الجهود لرجالات بذلوا ماهو وفق الوسع، والمستطاع عام 1395ه، وتوالت الادارات الحميمة بين رجالات الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بدءا ب عبدالرحمن الحمد ثم صالح بوحنية وخلفه عمر العبيدي حتى تقليد المريخي الادارة عام 1421ه ومازال الرجل يواصل عطاءاته. لم تغب الجمعية عن عطاء المريخي كعضو انتساب، وعمل فاعل في قسم التشكيل، والقسم الثقافي، فالرجل حمل (الثقافة) كقضاء وقضية، وحملته حيث يستحق وكانت له من الرؤى، ومازالت بشأن حملة رايات السلبية تجاه كل عمل تقوم به الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فضلا عن الاشخاص الذين ينادون بحلول افتراضية لاترقى لبدائل ايجابية، لكن تظل أصوات تستحق ان تقابل بالدعاء، والدعوة في الانضمام الى الجمعية، وعدم الانكفاء على الذات، لتسخير الجهود البشرية، والمادية لبلوغ رسائلها لناشديها. وتظل الجمعية لدى المريخي، بأنها الاداة الفاعلة التي لاينافسها العمل الفردي، وان كتب له النجاح فسيعامل بما انطلق منه، ومما كتب لهذا الرجل في ظل عمله بالجمعية، هو استقطاب اسماء لها من الثقل الثقافي، وكل رائد في مجاله على مستويات عدة, ولانرى من الضرورة بمكان تأطير اسمائهم لان الثقافة لواءهم، والجمعية منزلهم دون الاعتراف بحدود الزمان أو المكان فاولئك الرجال، ومن دعاهم تجاوزا تلك الحدود. شاء المريخي، وبعبارات خجلى على ذكر الرئاسة العامة لرعاية الشباب, والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون على مستوى الجهات الرسمية، والحمد عبدالرحمن، والشيخ شاكر على المستوى الشخصي في دعمه, والشد من ازره، وانه ليثمن جهدهم ومباركتهم، وحثهم له على كل عطاء، وسيأبى ان يغيب (قمر النافلة)!.