لم يختر محمد سعيد الصحاف هذا الاسم حين جاء إلى الدنيا قبل 14 عاماً، ولكنه اختار وبمحض إرادته ان يقلده، ما ان بزغ نجمه، ليس في الحرب الأخيرة، بل قبل ذلك بسنوات. حين ولد محمد قرر جده ان يسميه محمداً، لم يكن يعلم ان هذا الاسم سيؤثر يوماً على مسار حياة حفيده، ولكن حين بزغ نجم وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف قبل 8 سنوات، قرر الجد ان يلقب حفيده بالوزير. ورغم ان العائلة تقر بان لها فرعاً نزح إلى العراق قبل عدة عقود من الزمان، لكنها تصر على ان هذا الفرع لم يتوجه إلى مدينة الحلة (المدينة التي ينحدر منها وزير الإعلام العراقي السابق)، بل توجهت إلى مدينة كربلاء والنجف والبصرة، وبالتالي فإن الصحاف الوزير لا يمت بأي صلة لعائلة الصحاف المقيمة في محافظتي الأحساء والقطيف، كما يؤكد ذلك عميد الأسرة المقيم في الكويت، والذي يبلغ من العمر 90 عاماً، كما قال لنا سعيد الصحاف، والد (الوزير) الصغير محمد. الذي هو أصلاً متعلق بالإذاعة ومطالعة الأخبار السياسية، يقول: أنا مذيع الطابور الصباحي في المدرسة، ولتشابه اسمي مع اسم الوزير العراقي حاولت أن أدرس حركات يده وطريقته في إخراج الحروف وألفاظه، وصرت أقلده في كل شيء خلال فترة الإذاعة الصباحية في المدرسة، خصوصاً أنني أجد تشجيعاً من زملائي الطلاب وكذلك المعلمون. غير ان هذا الشبه جر مشاكل كثيرة للعائلة، حتى أنها صارت تتحاشى السفر إلى الخارج، لما تتعرض له من تدقيق وتمحيص في منافذ بعض الدول العربية والغربية على حد سواء. يقول الأب: عام 1995م كنت في رحلة دراسية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان رجال الأمن يدققون في هويتي بشكل غير عادي، وكنت أحال إلى التحقيق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، ولكنهم كانوا يتركونني أذهب بعد فترة. آخر المواقف الصعبة التي تعرض لها الأب كان في رحلة علاجية إلى إحدى الدول الأوروبية في الشتاء الماضي، فتوقفت بهم الطائرة في بريطانيا بسبب عاصفة ثلجية، وبعد ساعات من الهبوط جاء رجل أمن ليسأله عن هويته. رغم المواقف المحرجة التي يتعرض لها محمد ووالده وبقية أفراد أسرته بسبب هذا الشبه، إلا ان أحدا فيهم، خصوصاً محمد لا يفكر في تغيير الاسم، بل هم يعتزون به، ليس لأنه يتشابه مع اسم الوزير الشهير، بل لأنه اسم عائلتهم. سعيد الصحاف والد محمد