وجه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني مساء امس الكلمة التالية الى المواطنين، إثر التفجيرات التي حدثت الليلة قبل الماضية في الرياض: بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمد الله والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الاخوة المواطنون .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.إن الاحداث الدامية الاليمة التي وقعت في قلب عاصمتنا الغالية الرياض الليلة (ماقبل) البارحة وذهب ضحيتها عشرات الابرياء بين جريح وقتيل من مواطنين ومقيمين أثبتت من جديد أن الارهابيين مجرمون سفاحون تجردوا من كل القيم الاسلامية والانسانية وخرجوا عن كل القيم الاخلاقية وأصبحوا وحوشا ضارية لا هم لها سوى سفك الدماء وترويع الآمنين.وان هذه الاحداث الاليمة يجب أن تنبه الغافلين وتعيد صواب المخدوعين وتضع الامور في نصابها الصحيح فهناك من جهة قلة منحرفة مجرمة تحاول ضرب هذا المجتمع بضرب أمنه. وهناك من جهة أخرى الشعب السعودي بأكمله بشيوخه وأطفاله ونسائه ورجاله يقف صفا واحدا متماسكا يدين هذا العمل الشائن ويتبرأ من فاعليه ويدافع بالنفس والنفيس عن هذا الوطن الكريم مهد الاسلام ومهد العروبة. واذا كان هؤلاء القتلة المجرمون يعتقدون أن اجرامهم الدموي سيهز شعرة واحدة من جسد أمتنا ووحدتها فهم واهمون واذا كانوا يتصورون أنهم سيزعزعون الامن والامان في بلادنا فهم يحلمون وذلك أن الشعب السعودي الذي ارتضى القرآن منهجا والشريعة أسلوب حياة والتف حول قيادته التي التفت حوله لن يسمح لعدد قليل من المفسدين في الارض بسفك الدماء البريئة التي عصمها الله الا بالحق وترويع الاطفال والنساء وسوف يكون الشعب السعودي كله لا قوى الامن الباسلة وحدها في مواجهة القتلة المجرمين. فلا مكان للارهاب بل الردع الحاسم له ولكل فكر يغذيه ولكل رأي يتعاطف معه واننا نحذر بصفة خاصة كل من يحاول أن يجد لهذه الجرائم الشنعاء تبريرا من الدين الحنيف ونقول إن كل من يفعل هذا يصبح شريكا حقيقيا للقتلة ويجب أن يواجه المصير الذي يواجهونه. لقد قال رب العزة والجلال (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما). وقال سبحانه وتعالى (انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا). وقال نبينا صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة). وهذه النصوص الصريحة الواضحة التي لا تحتمل التأويل أو الاجتهاد دليل على أن هؤلاء القتلة ملعونون في الدنيا ومصيرهم في الاخرة النار وبئس القرار. اننا نعد إخوتي وأخواتي المواطنين والمواطنات ونعد ضيوفنا الكرام من أشقاء وأصدقاء أن الدولة ساهرة على حمايتهم حريصة على أمنهم وهي قادرة بحمد الله أولا ثم بتكاتف المواطنين ثانيا على أن تقضي على هذه الطغمة الفاسدة وعلى من يواليها ويناصرها قضاء مبرما ان شاء الله لا تقوم لها بعده قائمة وما ذلك على الله ثم على عزائم المؤمنين المتوكيلن على ربهم بعزيز. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.