على مدى 3 ايام من الاسبوع الماضي كانت مشاعر الفرحة والاعتزاز تسبق خطوات المواطنين باختلاف اعمارهم وتوسطت سماء الاحتفال في اليوم الاول بمركز عين اللوى بمنطقة عسير سحابة حيث اخذت تمطر باذن ربها فتحولت الاجواء الى ربيع شع ببهجته داخل النفوس وتحول اللقاء الذي رعاه صاحب السمو الملكي الاميرخالد الفيصل بن عبد العزيز امير منطقة عسير رئيس مجلس المنطقة الى سيول متدفقة من المحبة والولاء للقيادة الحكيمة التي تحرص على تلمس احتياجات ابنائها اينما كانو على ثراها الطاهر. وتجارب منطقة عسير الناجحة في الإسكان الخيري يتجاوز عمرها 30 عاما لم تضع الاسكان هدفا لها فقط بقدر ما حرصت على ان يتبع ذلك التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية وغيرها لايجاد مجتمع قائم على اسس سليمة متوازنة ولهذا جاءت النتائج مبهرة وبسرعة لم يتوقعها علماء الاجتماع حينما يعطون التغير الاجتماعي فترة تصل في بعض الاحيان الى نصف قرن اواكثر وخير دليل على ذلك الحبلة والحريضة والقحمة التي حدث في مجتمعها تحول سريع جدا ونقلات نوعية ونشأت فكرة مراكز النمو في منطقة عسير بهدف توطين بعض السكان الذين حالت ظروفهم الطبيعية وارتباط انسانها الشديد بالارض دون اللحاق بركب الحضارة وفرض عليهم العيش في اماكن من الصعوبة ان تصل اليها الخدمات وكان من الطبيعي ان يكون في منطقة عسير بعض الاماكن المتأثرة بهذه الظاهرة للتباين الجغرافي فيها حيث تتكون المنطقة من اربعة اجزاء هي السهول الشرقية الصحراوية وسلسلة جبال السروات ومنحدرات السراة الى تهامة والسهول الساحلية حيث ان سكان هذه المناطق يعيشون حياة منعزلة عن المناطق الحضرية ويرتبطون بالعاطفة بالارض. ولذلك جاءت توجيهات الامير خالد الفيصل لمجلس المنطقة باجراء مسح شامل للمنطقة لتحديد كل المواقع المؤهلة لمشروع "مراكز النمو" جاء ذلك في كتيب اصدرته امارة منطقة عسير. نواة تعمير وبين الكتيب انه سيتم توطين اولئك السكان الذين يعيشون حياة متدنية وبفارق كبير عن اخوانهم في باقي المنطقة لتكون هذه المراكز نواة لتعمير المناطق المستهدفة كافة للارتقاء بها الى المستوى الحضاري المطلوب. وبين الكتيب أن عدد المراكز المختارة كمرحلة اولى 11 مركز نمو تشمل المناطق ذات المستوى المعيشي المتدني حيث اعطيت الاولية في التخطيط لمد المرافق والخدمات وتجهيزها للسكن والاستيطان وهي مربة ووادي الحياة وعين اللوى وخبت ال حجري وسعيدة الصوالحة والامواه والحمضة والزرق والعين والخنقة والقيرة. ولفت الكتاب الى ان منطقة عسير كان لها السبق في اخذ مثل هذا التوجه في برنامجها التنموي عن طريق اقامة مشروعات خيرية اصبحت الآن نموذجا للتنمية الحضارية التي انعكست على انسان المنطقة التي خدمتها تلك المشروعات. واكد الكتيب ان المشروعات المتوقعة لمراكز النمو ستكون نموذجا للتنمية الشاملة يجسد الصورة الانسانية التي تجمع بين احساس المواطن باحتياجات ابناء مجتمعه والبذل في سبيل تحقيق تلبية تلك الاحتياجات بما يعود بالنفع على المجتمع والوطن وتقوية روابط التكافل الاجتماعي بين ابنائه. وكشف الكتيب ان الفئة التي يستهدفها المشروع لا تملك مقومات البناء نظرا للظروف الطبيعية والاجتماعية والقبلية التي املت على هذه الاسر العيش بعيدا عن مراكز الحضارة او ان حجمها لا يساعد على نشوء مراكز خدمية قائمة بذاتها لهذا فان انشاء مراكز النمو جاء بديلا مناسبا لحل اشكالياتهم ومحققا للتنمية المطلوبة. وعرف الكتيب كيفية مقومات اختيار مواقع مراكز النمو لان من الضروري دراسة الموقع وتحديد مواقع التجمعات السكانية والخدمية وتوفير مصادر المياه سواء الجوفية او من الاودية والسدود او التحلية اضافة الى سهولة الانتقال بين المراكز الحضرية الاخرى ووجود قاعدة اقتصادية زراعية كانت ام استصلاح اراضي او رعي او تربية المواشي او سياحة. 3 مراكز وتم خلال الاسبوع الماضي الاحتفال بوضع حجر الاساس لثلاثة مراكز نمو في منطقة عسير في كل من عين اللوى والقيرة وسعيدة الصوالحة وهي من احد عشر مركزا سيتم افتتاحها تباعا. ويقع مركز عين اللوى على الطرف الاقليمي لخميس مشيطنجران ويتوافر به مخطط يحتوى على 281 قطعة سكنية. اما مركز القيرة فيقع على طريق الرياضخميس مشيط ويبعد عن محافظة تثليث 80 كيلو باتجاه وادي الدواسر ويوجد به مركز للامارة ويبلغ عدد السكان10.500 نسمة يتوزعون على تسع قرى فيها 3 مدارس يدرس بها 97 طالبا وطالبة ويوجد مخطط به 289 قطعة ارض سكنية مع مرافقها اللازمة وسوف تخدم المواقع المستهدفة هذا المركز والقرى التابعة الى جانب توطين البادية وتوافر فرص للتعليم والعمل. فيما يقع مركز سعيدة الصوالحة على شاطئ البحر الاحمر ويتبع اداريا محافظة محايل عسير ويبعد عنها بمسافة 250 كيلو وتمتاز بجودة تربة اراضيها المنبسطة والصالحة للزراعة ويسكنها حوالي 8 آلاف نسمة ويوجد مخطط يحتوي على 574 قطعة سكنية مع المرافق اللازمة. ويخدم الموقع المستهدف الاسر التي مازالت تعيش على الرعي واستقرت في مواقع غير مناسبة ويوجد بها حاليا 11 مدرسة يدرس بها 1300 طالب وطالبة. أصعب المراكز ومن الاماكن المستهدفة مركز وادي الحياة ويقع في تهامة قحطان ويتبع محافظة سراة عبيدة ويبعد عن تهامة 90 كيلو ويعد من اصعب المراكز المقترحة وابعدها ويتوافر به حاليا 205 قطع سكنية ويعتمد السكان على رعي الاغنام وتتوافر المياه في الاودية المحيطة ويمكن تنمية الحركة الزراعية ويوجد به حاليا مركز الامارة ومركز صحي. ويخدم هذا المركز المواقع شمال وغرب مركز الفرشة تهامة قحطان لصعوبة تضاريسها وعدم امكانية ايجاد مراكز نمو بها وللاستفادة من قرب المركز المقترح من المواقع المستهدفة وتعيش حاليا بعض الاسر ويوجد 8 مدارس منها 4 للبنات يدرس بها 477 طالبا وطالبة. اما مركز خبت ال حجري فيقع في الجزء الشمالي الغربي لمنطقة عسير بمحاذاة طريق/جدة محايل الساحلي وتوجد مخططات معتمدة تحوي اكثر من 854 ر 2 قطعة سكنية ويحيط بالموقع المستهدف في جهته الشرقيه العديد من المواقع الجبلية الصعبة ولاتتوافر فيها أي مقومات تساعد اهلها على استمرارية الاستقرار لهذا تم اختيار المركز ليكون نواة جيدة لاستقطاب القادمين منهم والمحتاجين ومساعدتهم على اتخاذ مركز نمو مناسب. كما بين الكتيب ان مركز الامواه يقع جنوب شرق محافظة تثليث ويبعد عنها 120 كيلو وبلغ عدد السكان 15 الف نسمة ويوجد به 79 قرية وهجرة ويعد من افضل مراكز المحافظة من حيث عدد السكان وتوافر الخدمات وانشاء المدارس. ورأى الكتيب ان الموقع يخدم المراكز والقرى والهجر الواقعة جنوب وجنوب غرب الحمضة الى المنطقة الواقعة شرق الطريق الاقليمي خميس مشيط تثليث الرياض كما يتوقع ان يوطن المشروع البادية ويوجد بالمنطقة المستهدفة حاليا 18 مدرسة ابتدائية يدرس بها 768 طالبا و4 مدارس بنات بها 92 طالبة و3 مراكز صحية حيث تتشتت هذه المدارس في مواقع بعيدة ولا يوجد بها الا عدد قليل من الطلاب. ويقع مركز الحمضة جنوب محافظة تثليث ويبعد عنها حوالي 58 كيلو ويبلغ عدد سكانه 5 آلاف نسمة يتوزعون على 15 قرية ويخدم المركز السكان المتناثرين في المنطقة الواقعة شرق الطريق الاقليمي خميس مشيطالرياض. نواة للتنمية وتوجد حاليا نواة للتنمية في مخططين سكنيين معتمدين تتوافر فيها كافة الخدمات الحكومية وتمت توسعتها بمخطط ثالث ليصبح عدد القطع السكنية حوالي 914 قطعة ويوجد بالمركز حاليا 6 مدارس للبنين والبنات يدرس بها 355 طالبا وطالبة اما مركز الزرق الذي يبعد عن محافظة تثليث 50 كيلو ويبلغ عدد السكان 4 آلاف نسمة ويتوقع ان يخدم المواقع المستهدفة في مراكز النمو الواقعة بين الطريق الاقليمي خميس مشيطالرياض بما في ذلك القرى والهجر الواقعة على الطريق الترابي مما يوفر فرص التعليم والعمل لسكان ثلث القرى وتتركز التنمية في هذه المنطقة لكثرة المساكن المتناثرة بشكل عشوائي. والمنطقة المستهدفة يوجد بها حاليا 7 مدارس للبنين والبنات يدرس بها376طالبا وطالبة ويوجد مركز صحي واحد. فيما يقع مركز العين جنوب شرق تثليث ويبلغ عدد سكانه 3500 نسمة يتوزعون على العديد من الهجر ويستهدف المشروع تركيز الخدمات ودعم الاسر المحتاجة. والمركز العاشر يعرف بمركز الخنقة ويقع شرق محافظة احد رفيدة بمسافة 80 كيلو ويبلغ عدد السكان 3500 نسمة وسوف يخدم المواقع المستهدفة بتوفير السكن الملائم والقريب من الخدمات والحد من النزوح المتبعثر. واشار الكتيب في ايجاز الى تجربة منطقة عسير حول قيام مجموعة من المشروعات الخيرية في كل من الحبلة الحريضة القحمة ونجاحها في ان تكون مراكز نمو حيث اصبحت انموذجا للتنمية الشاملة تتجسد فيها الصور الانسانية التي تجمع بين احساس المسؤول والمواطن باحتياجات ابناء مجتمعة والبذل في سبيل تحقيق تلبية تلك الاحتياجات بما يعود بالنفع على المجتمع والوطن ويقوي روابط التكافل الاجتماعي بين ابنائه. وبين الكتيب ان هذه المشروعات تستهدف فئة لاتملك مقومات البناء والتجهيز لان معظم تلك الاسر تعيش على تربية الماشية والرعي التي لا يمكنها ان تحقق دخلا يفي بمستلزمات الحياة اليومية. ويعتبر مشروع قرية الملك فيصل الخيرية بالواديين الذي تم تنفيذه عام 1398ه من اول المشروعات الخيرية حيث كانت قرية الحبلة التي تبعد عن ابها 50 كيلو مترا لها خصوصية جغرافية واجتماعية بسبب وقوعها في قطع صخري اخدودي يصل عمقه الى 300 متر بانحدار رأسي شديد ولايمكن الوصول الى تلك القرية الا بالتعلق بالحبال مما يجعل الحاقها بركب التنمية شبه مستحيل. واثر ذلك تم في حينه اختيار الموقع الجديد لنقل واعادة توطين سكان الحبلة واعطيت كل اسرة قطعة ارض اقيم عليها منزل تتوافر به جميع مستلزمات الحياة العصرية وتلبي احتياجات الاسرة مستقبلا كما يوجد في المشروع مسجد ومدارس للبنين والبنات ومركز اجتماعي ونادي رياضي ومركز صحي وتم تخطيط باقي الموقع السكني للاحتياج فيما بعد. مقارنات وقدم الكتيب مقارنة بسيطة عن مجتمع القرية عام 398ه والذي كان عدد الاسر فيه 60 أسرة عدد افرادها 347 منهم 171 من الذكور والباقي من الاناث ويوجد بينهم في ذلك الوقت 6 موظفين و17 مزارعا و3 من الرعاة و9 يعملون في البيع والشراء و13 شخصا بدون عمل وفي عام 1421ه اصبح عدد الاسر262 اسرة يبلغ عدد افرادها 1829 فردا بين ذكور واناث وبلغ عدد الطلاب والطالبات في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي 323 طالبا وطالبة اضافة الى 15 طالبا جامعيا و15 طالبة جامعية. والمشروع الخيري الثاني الذي تم تنفيذه في منطقة عسير هو مشروع خيرية الفيصل بالحريضة ويقع على طريق جدةجازان في المنطقة التابعة لمنطقة عسير على البحر الاحمر ويهدف الى توفير الخدمات في موقع ملائم لاستقطاب السكان المجاورين مع تقديم الدعم اللازم للاسر المحتاجة. 100 فيلا وفي نهاية عام 1415ه وضع صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حجر الاساس لهذه المرحلة. ويتكون المشروع من 100 فيلا بكامل مرافقها الاساسية اضافة الى مسجدين احدهما جامع يتسع لستمائة مصل ويحتوي المشروع على مجمعين تعليميين للبنين والبنات ومراكز للرعاية الصحية والخدمات البلدية والزراعية والتجارية ومقر لبرنامج الامومة والطفولة وفندق يعود ريعه لصيانة وتنمية المشروع وقد رعى صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله افتتاح وتسليم هذه المرحلة. اما المرحلة الثانية من مشروع خيرية الفيصل بالحريضة التي افتتحها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز في شهر ذي الحجة من عام 1419ه فتتكون من 100 فيلا سكنية يتوافر بها جميع الخدمات وتم ربطها بالمرحلة الاولى لتستفيد من الخدمات والمرافق المتوافرة وهذه المرحلة هي التي تبرع بها خالد بن محفوظ. مشروع القحمة وتناول الكتيب مشروع برنامج سلطان بن عبد العزيز للإسكان الوطني بالقحمة واصفا مؤسسة سلطان بن عبد العزيز ال سعود الخيرية بأنها صرح شامخ من صروح الخير حيث تبوأت هذه المكانة بفضل سياستها الحكيمة المتمثلة في تقديم يد العون والخير للمشروعات التي تعود بالنفع على أبناء المسلمين عامة والوطن خاصة وارجع الكتيب إلى الأذهان قبل 3 سنوات وبالتحديد في شهر ذي الحجة عام 1420ه عندما قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس لمشروع برنامج سلطان بن عبد العزيز للإسكان الوطني بالقحمة وتم افتتاح المشروع في شهر ذي الحجة من العام1421ه ويقع مركز القحمة في الجزء الغربي من منطقة عسير على ساحل البحر الاحمر ويتكون المشروع الذي تبلغ مساحته مليون متر مربع من 100 فيلا سكنية ومسجد وجامع ومراكز للخدمات الصحية والبلدية والاجتماعية والامن ومدارس للبنين والبنات ومحلات تجارية وسوق مفتوح وملاعب رياضية الى جانب الخدمات الاساسية للمشروع. واحتوى الكتيب على صور للمناسبات التي تم فيها افتتاح المشروعات الخيرية في المنطقة اضافة الى رسوم توضيحية لبعض النماذج المعمارية. وشرح الكتيب لاهل الخير ممن يرغب في التبرع بأن له حرية الاختيار في تبرعه لمراكز النمو في منطقة عسير سواء كان نقديا او عينيا ويحق للمتبرع ان يخص تبرعه لمركز نمو معين او مشاع بين المراكز اما ببناء وحدة سكنية او انشاء مركز نمو متكامل ويمكن للمتبرع اختيار مسمى تبرعه اذا رغب بحيث يكون مسمى الوحدة السكنية او مجموعة الوحدات السكنية او مركز النمو الذي يقوم بانشائه باسمه ويمكن للمتبرع اختيار العائلة او العائلات المستفيدة من تبرعه على ان تكون ضمن قائمة المستفيدين من المشروع. دعوة للدعم وجدد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس المنطقة نداء إلى المجتمع السعودي افرادا ومؤسسات لدعم مراكز النمو في منطقة عسير. وقال سموه في نداء خلال رعاية سموه افتتاح عدد من مراكز النمو في منطقة عسير الاسبوع الماضي ان الهدف من مراكز النمو لا يقتصر على الاخذ بيد اخوة لنا حالت ظروفهم دون تحقيق حياة مستقرة كريمة لهم ولأسرهم بل يستهدف المشروع ان يكون كل مركز نواة لتطوير المنطقة المستهدفة من حوله والمؤهلة للنمو بناء على دراسات متخصصة لاوضاعها السكانية والجغرافية والاقتصادية والخدمية. حيث عبر سموه عن يقينه من استجابة الجميع لهذا الواجب الانساني الوطني النبيل مشيرا سموه الى مجتمعنا الاسلامي الذي يتجلى فيه التكافل الاجتماعي كأساس عقدي يستشعر مسئولية الموسورين من افراد المجتمع الذين يقفون وراء المشروعات الخيرية العديدة في ارجاء المملكة. واكد سموه انه بتنمية تلك المساحات الشاغرة على خارطة عسير تزيد من فعالية مسيرة التنمية للوطن.
