عاد المحتجون الذين يسعون للاطاحة بحكومة تايلاند الى الشوارع امس الجمعة بعد ان اوقفوا مظاهراتهم الخميس، احترامًا لعيد ميلاد ملك البلاد الا ان اشتباكات وقعت الليلة قبل الماضية احداها عند وزارة المالية التي يحتلها المحتجون. واجتمع زعماء حركة الاحتجاج في مركز اداري حكومي مترامي الاطراف يحتله المحتجون أيضًا لمناقشة كيفية بث روح جديدة في حركتهم التي أبدت صمودًا رغم تضاؤل أعداد المحتجين. وقالت تيرابا برومفان المتحدثة باسم حركة الاحتجاج: «سنعلن الخطة حتى التاسع من ديسمبر الذي يوافق موعد مهلتنا النهائية. ستقام أنشطة غدًا الاحد، وسنقاتل ببسالة أكثر من أي وقت مضى». وشدد الملك بوميبول على اهمية «الاستقرار» في البلاد، وذلك في عيد ميلاده السادس والثمانين الذي علقت حركة الاحتجاج من أجله. وقال الملك في خطاب بثه التلفزيون ان تايلاند عاشت «في سلام لفترة طويلة لان الجميع كان يعمل معًا لمنفعة البلاد. يجدر بكل تايلاندي ان يعي ذلك ويضطلع بدوره لما هو في صالح البلاد، اي الاستقرار والامن». لكنه لم يأت على ذكر الاضطرابات الحالية. والملك بوميبول اقدم ملك يمارس مهامه في العالم منذ اكثر من ستين سنة من الحكم، ويعتبر قوة معنوية متسامحة في بلد يحفل تاريخه بالاضطرابات السياسية. وقد تدخل في الماضي بصورة ملفتة وسط ازمات سياسية. لكنه دخل المستشفى في 2009 وغادرها في اغسطس الماضي الى قصره في هوا هين. ونادرًا ما كان له ظهور علني في السنوات الاخيرة. وفي العام 2010 ظل صامتًا بوجه عام عندما احتل نحو مائة ألف من «القمصان الحمر» الموالين لثاكسن الى وسط بانكوك للمطالبة باستقالة الحكومة، قبل هجوم للجيش. وكانت تلك أخطر أزمة شهدتها تايلاند في تاريخها الحديث وخلفت حوالى تسعين قتيلًا و1900 جريح. والمتظاهرون الذين يتهمون رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا بأنها دمية بيد شقيقها تاكسين رئيس الوزراء الاسبق الذي اطاحه انقلاب في 2006 لكنه بقي في قلب الحياة السياسية في المملكة مع انه يعيش في المنفى، يسعون للتخلص من ما يسمونه «نظام تاكسين». ووقعت مواجهات عنيفة في الايام الاخيرة بين الشرطة والمتظاهرين المعارضين لينغلوك وخصوصًا لشقيقها ثاكسين. والمتظاهرون الذين قدر عددهم بنحو 180 ألفًا في ذروة تحركاتهم لم يتجاوز عددهم بضعة آلاف الاربعاء في مختلف اماكن العاصمة لكن تجمع مئات منهم الخميس عند نصب الديمقراطية المكان الذي يعد رمز الحراك وحيث يعتصمون منذ شهر، استعدادًا لاستئناف المعركة. واندلع غضب المتظاهرين الذين يشكلون تحالفًا من البورجوازيين المحافظين المقربين من الحزب الديموقراطي، أبرز احزاب المعارضة، ومن مجموعات صغيرة من المتطرفين الملكيين، بسبب مشروع قانون عفو اعتبروا انه سيسمح بعودة ثاكسين المقيم في المنفى هربًا من عقوبة السجن بتهمة عمليات اختلاس مالي.