على الرغم من الانتصارات العسكرية التى حققتها لم تعلن واشنطن رسميا بعد انتهاء الحرب في العراق وذلك لتجنب بعض الالتزامات القانونية التى ينطوي عليها مثل هذا الاعلان ولكي تواصل ما تصفه (بمحاربة الارهاب). ومساء الخميس احتفى الرئيس الاميركي جورج بوش بالعائدين من الحرب على متن حاملة الطائرات الاميركية العائدة من الخليج ابراهام لنكولن لكن الرئيس لم يعلن نهاية الحرب مكتفيا بالقول (الجزء الاكبر من المعارك قد انتهى في العراق. ان الولاياتالمتحدة وحلفاءنا انتصروا في معركة العراق. ويقوم تحالفنا الآن ببسط الامن واعادة اعمار هذا البلد. في هذه المعركة، حاربنا من اجل الحرية ومن اجل السلام في العالم). وكان المحيطون به قد اكدوا ان الرئيس لن يعلن (نهاية الحرب) او (النصر النهائي). وقد تجنب ذلك في الخطاب الذي وجهه الى الامريكيين من على متن الحاملة على الرغم من انه استخدم كلمة (النصر) مرتين وعلى الرغم من اليافطة الكبيرة التي كانت وراءه وتقرأ (المهمة انجزت بنجاح). ويرى المحللون ان اعلان بوش نهاية الحرب كان سيعني لو اعلن ذلك ان الولاياتالمتحدة يجب ان تطلق سراح ستة الى سبعة آلاف اسير حرب عراقي يجري الآن التحقيق معهم واختيار من يطلق سراحه منهم. كما ان الاعلان عن نهاية الحرب يعني ايضا تعقيد عمليات البحث عن صدام حسين وفق ما تقول الصحف الاميركية التى تشير الى ان صدام حسين سيتحول عندئذ الى (شخص يتمتع بالحماية) ويتعين ان يمثل امام المحكمة خلافا لوضعه الحالي كجندي معاد يمكن ان يقتل خلال المعركة. وتنص اتفاقيات جنيف ولاهاي (1907) على اطلاق سراح اسرى الحرب (دون تأخير) بعد الانتهاء الفعلي للعمليات الحربية الا اذا تمت ملاحقتهم امام القصاء. لكن القوات الاميركية وكما حدث في افغانستان ترفض ان تكون مقيدة اليدين. ويبدو وضع (المقاتلين المعادين) الستمئة وخمسين الذين تحتجزهم القوات الاميركية في قاعدة غوانتانامو في كوبا وضعا ضبابيا. ومثل بوش حرص وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد في افغانستان يوم الخميس على القول ان القسم الاكبر من العمليات العسكرية انتهى في افغانستان وحان الوقت لاعادة الاعمار مضيفا (لكن ما زالت هناك جيوب للمقاومة في بعض انحاء البلاد). وهي كلمات محسوبة حتى لا يطالب احد باطلاق سراح سجناء غوانتانامو وهم اما من تنظيم القاعدة او من قوات حركة طالبان كما تدعي الولاياتالمتحدة وتقول وزارة الدفاع الاميركية انهم اما يطلق سراحهم (اطلق فعلا سراح بعضهم) او يحاكموا امام محاكم عسكرية (وهو ما لم يحدث بعد) او يتم الاحتفاظ بهم (الى ما لانهاية) (لان ليس هناك نهاية مرئية للحرب على الارهاب). وقد اعترف بوش بان القوات الاميركية ليست على وشك الرحيل مؤكدا (قواتنا ستبقى (في العراق) حتى تنجز مهمتها) وهو ايضا ما يحدث في افغانستان حيث تقول الولاياتالمتحدة ان انجاز المهمة لم ينته بعد.