"إنني أتطلع إلى أن تسهم هذه الجائزة في الحركة الثقافية والعلمية في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله - .. وبما يحقق آماله في سبيل رفعة هذا الوطن وتقدم جميع بلاد المسلمين. وبثقة مطلقة في شبابنا وبالأمل المتناهي في تفوقهم وإبداعهم قررت تخصيص جائزة رمزية للتفوق العلمي تدفع طموحات الشباب إلى الأمام وتستثير مكنونات قدراتهم وتنمي أفكارهم بما سوف يعود على بلادنا بالخير والنماء والتقدم". بهذه الكلمات يلخص لنا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد ابن عبد العزيز الهدف الرئيس من جائزة التفوق التي نحتفل اليوم بمرور 15 عاماً عليها .. رفعة هذا الوطن من خلال الثقة المطلقة في أبناء وبنات الوطن، ومن ثمّ المجمل النهائي على بلادنا خيرٌ ونماءٌ وتقدم. من هنا، وباعتبار التفوق ، أساساً ومعيناً لكل عمليات التحول التي ترتجيها أي أمة طموحة .. يكون الإيمان بالغاية الشريفة وسيلة مهمة لتحقيق قوة الدفع تلك في رحلة تنطلق للمستقبل متسلحة بعقيدة راسخة من تعاليم ديننا الحنيف وبدعم قوي من أولي الأمر حفظهم الله ثم الثقة المطلقة فيما يمتلكه أبناؤنا وبناتنا من إمكانات عالية تؤهلهم لأخذ المكانة المرموقة اللائقة بهم وما تلك النماذج المضيئة التي تنير سماء العالم في مختلف المجالات إلا دليل على ذلك. التفوق إجمالاً.. ليس مجرد حصاد مؤقت ، إنما هو " ثمرة " طيبة تأتي نتاج توفير الظرف المناسب من بيئة تربوية وتعليمية تتحقق لها عناصر أساسية ، وتأتي نتيجة رعاية مميزة وتشجيع دائم ومستمر ، والتفوق كذلك يحتاج لما يسميه خبراء علم النفس بالدافعية والتي تبلورها بجلاء جائزة سموه التي أصبحت تقليدا سنويا تحتفي به المنطقة الشرقية لأبنائها وبناتها الذين اثبتوا جدارة واستحقاقا في ميدان منافسة شريفة وواعية لها.. وأصبحت الجائزة بدون تحيز نموذجا اقتدت به مناطق مختلفة بالمملكة. ولأن هذه الجائزة تعتبر النموذج يكون علينا نحن المسئولين عن العملية التربوية والتعليمية بالمنطقة والذين تقع على عاتقنا مهمة تأهيل هذه النخبة علمياً وثقافياً وتعليمياً ، يكون علينا أن ننظر للمستقبل بعين أكثر تفاؤلاً، فبذور الاطمئنان قد رسخت جذورها ، وبات علينا أن ننتظر الثمار وقد أينعت ، ويكون لزاماً علينا أيضا أن نزهو ونفرح بما نرى ونسعد بهذه السنابل التي تقتحم ميادين العلم والمعرفة في كافة مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا. من الشرقية أرض العطاء ، التي تحتفي اليوم بمهرجان التفوق الخامس عشر .. من الشرقية نبع الطموح الذي يداعب مخيلة الكثيرين من أجيالنا القادمة .. من الشرقية بأميرها الداعم لحلم النبوغ وحق التنافس الشريف الذي يجمع أبناءنا وبناتنا على هدف واعٍ وفكرٍ راقٍ يستوعب كل موهبة ويشجع كل اجتهاد في اشرف ميدان للعلم والتربية.. من هنا .. نهنىء ثمار العطاء التي تزدهر يوما بعد يوم ، واثقة من نفسها ، ومؤمنة بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، ونشكر كل الأيادي التي رعت وساهمت في زرع الزهور وتعليمها وتربيتها من كوادر تعليمية وتربوية مميزة. حفظ الله قيادة بلادنا ، وحفظ لنا أميرنا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد صاحب أزهى عطاء ، وحفظ سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز.. وحفظ الله لنا وطننا بذخيرته ، شبابه وبناته الذين هم عدّة مستقبله وعتاده .. إنه نعم المولى ونعم النصير . * مدير عام تعليم البنات بالمنطقة الشرقية