تلعب الوراثة دورا كبيرا في تحديد صفات الإنسان وشكله وبنيته كما تحدد الجينات المتوارثة مدى استعداده للاصابة بالأمراض في مختلف أعضاء جسمه. من هذه الأمراض تلك التي تصيب الجلد وتسبب ازعاجا كبيرا لمن يصاب بها خاصة ما يحسه من مضايقات اجتماعية تنعكس سلبا على نفسياته. فما هذه الأمراض التي تصيب الجلد؟ وهل من علاج لها؟ وهل تنتقل بالعدوى؟وما تأثيراتها الاجتماعية؟ عن هذه التساؤلات أجابت الدكتورة احسان محمد والي اخصائية الأمراض الجلدية وأكدت في بداية حديثها دور الوراثة في الاصابة ببعض الأمراض الجلدية كالبهاق وداء الفقاع والصداف. فيما يلي أسئلتنا واجابات الدكتورة احسان عنها: 1 البهق Vitiligo ما هو؟ وكيف نتعرف عليه؟ البهق مرض جلدي مزمن عجز الطب حتى يومنا هذاعن ايجاد السبب الحقيقي للاصابة به ويصيب البهق الذكور والإناث كبارا وصغارا ويظهر في أية منطقة في الجسم كالوجه والرقبة والأطراف والجذع على شكل بقع بيضاء محددة الاطراف مختلفة الأشكال والمساحات ابتداء من نقطة تتعدى المليمترات حتى 1015سم او أكثر أحيانا. لا تصحب هذه البقع اية حكة او قشور ونلاحظ عند بعض المصابين ان حدوث البقع البيضاء هي أكثر احمرارا من بقية الجلد السليم وهذا مايفسر انتقال المادة الملونة الملاتين في الجزء المصاب الى الحافة الخارجية للبقعة. لا تتأثر صحة مريض البهق العامة مطلقا بالاصابة الجلدية المرضية لذلك يبقى السبب الحقيقي والأساسي للبهق مجهولا وربما تلعب الوراثة الدور الأول في الاصابة به. وقد يكون لاعتلالات الجملة العصبية دور فيه ويكون المرض عادة مصحوبا باضطراب عام في الجسم كذلك خصوصا التوتر العصبي الشديد او القلق المتواصل او الصدمة النفسية الشديدة او الخوف الشديد من حادثة معينة. وثمة فرضية تقول ان للغدد الصماء دورا في الاصابة بالمرض علاوة على احتمال وجود تأثير قوي لأمراض الجهاز الهضمي خصوصا أمراض الكبد. أما علاج البهاق فهو صعب لا سيما ان حالة المصاب النفسية تكون متأزمة جراء ظهور هذا المرض وهنا يجب ان نشرح للمريض ونطمئنه ان مرضه غير معد ولا يسبب له او لغيره أي ضرر ويجب ان نوضح له ان البهق لا يتعدى كونه مرضا جلديا لا يضر او يؤثر بالصحة العامة ويجب ان يفهم المريض بان الأزمان النفسية لا تساعد على العلاج بل ان الهدوء النفسي هو أهم من العلاج بحد ذاته. ويقسم علاج البهق على قسمين داخلي وخارجي. الداخلي: ويعتمد على تناول اقراص تلوينية لمدة طويلة تحت الاشراف الطبي. الخارجي: ويقوم على التعرض لا شعة الشمس تدريجيا وزيادة فترة التعرض لها يوميا تحت وصاية الطبيب المشرف عليه. اما المرض الجلدي الوراثي الثاني فهو داء الفقاع Pemphigus مرض جلدي وراثي حاد أحيانا وفي حالات أخرى ويمتاز بظهور فقاقيع او حويصلة فجائية على الجلد. يكون المرض عادة مصحوبا باضطراب عام في الجلد يكون مصحوبا ايضا بحكة وألم بسيط. يصيب هذا الداء المسنين عادة وتكثر الاصابة به عند النساء, ويبدأ المرض فجأة بظهور حويصلات مختلفة الشكل خصوصا في ثنايا الجسم تحتوي علي سائل شفاف وقد تحتوي على سائل عكر مشوب بالدم. ويغلف هذه الحويصلات غطاء رقيقا جدا ومشدودا. يعتبر داء الفقاع مرضا جلديا خطيرا يفترض المعالجة تحت الاشراف الطبي المباشر وأحيانا تحت المراقبة في المستشفى. ويمكن العلاج في فتح الفقاعات بإبرة معقمة لافراغها من السائل ثم دهنها بمواد لتنشيفها ووضع مراهم تحتوي على مواد مضادة للالتهابات. كما يعطى المريض كميات كبيرة من الكورتيزون او مشتقاته تحت مراقبة الطبيب. ومن الأمراض الوراثية الأكثر شيوعا مرض الصداف Posoriasis فهو مرض جلدي عام مزمن يظهر علىشكل بقع حمراء تعلوها قشور بيضاء او صفراوية اللون يتراوح حجمها من عدة مليمترات الى عدة سنتمترات. يصيب المرض الذكور والإناث بنسب متساوية تقريبا ويظهر عند الكبار والصغار. ان السبب الأساسي للصداف غير معروف لكن يعتقد ان الوراثة تلعب دورا بارزا في الاصابة به نظرا لوجود عائلات بأكملها او عددا معتبرا فيها ومصابين به وقد يكون للاعتلالات العصبية القلق صدمة, توتر عصبي, خوف او وجود بؤرة عفنة او بؤر جرثومية دور في ظهور المرض. يكون العلاج باعطاء المريض بعض أنواع المهدئات ومنشطات الكبد او بتناول اقراص مستخرجة من حمض الفيتامين تحت اشراف طبي مباشر. ويعمد الى هذا العلاج عادة في حال حصول المضاعفات وأخصها اصابة المفاصل. العلاج الخارجي: تستعمل الدهانات والمراهم المستخرجة من مشتقات الكورتيزون وحمض الساليسيليك والقطرن وكذلك قد تفيد المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية. كون الجلد خط الدفاع الأول عن الجسم وأكثر الأجهزة تماسا مع المواد الضارة ومثل مواد التنظيف الكيميائية ومستحضرات التجميل والأغذية وبعض العوامل البيئية مما يؤدي الى نشوء أمراض جلدية مكتسبة وليست موروثة؟ ما تلك الأمراض وما طرق علاجها؟ 1 التهاب الجلد Dermatitis حيث انه تفاعل ألرجي (حساسية) تسببه وعوامل كثيرة ومتنوعة في كافة الجلد على تماس معها من هذه العوامل كما ذكرت مستحضرات التجميل او التنظيف او الأدوية والحروق او نتيجة التعرض لاشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية والسينية وغيرها كالفطريات والجراثيم ولا تسبب هذه العوامل ال(الألرجية) إلا عند بعض الأشخاص المهيئين لها, أي الذين لديهم استعداد للارجية او تحسس معين تجاه احدى المواد التي يتعرض لها الجسم ولكثرة الأسباب فقد تنوعت التهابات الجلد لتشمل حوالي 30 نوعا يختلف بعضها باختلاف أنواع العامفل المسبب فهناك مثلا التهاب الجلد الفطري. والتهاب الجلد الخمجي والدوائي والإشعاعي والشمسي والتماسي.. وقد تختلف باختلاف شكل الاصابة الجلدية وجميعها لها اعراض مشتركة وينفرد بعضها باعراض خاصة بحسب نوع الالتهاب ومن الأعراض المشتركة: الوهن العام وآلام مفصلية والحمى والصداع والحكة أحيانا والنبدلات في فحص الدم والأعراض الحمضية كالاسهال والقيء والغثيان. اما المعالجة فتقوم على: تجنب المسبب وايقاف تأثيره. معالجة السبب والاختلاطات الجهازية ان وجدت. معالجة مخففة للأعراض وهي عبارة عن مراهم مهدئة ومضادة للالتهابات. ثانيا: خلل التعرق: يتميز خلل التعرق dyshidrosis بظهور حويصلات صغيرة جدا ممتلئة بمادة سائلة ومنتشرة على جوانب القدمين مصحوبة بحكة شديدة أحيانا وغالبا ما نشاهد هذا المرض في فصلي الربيع والخريف وقد يظهر احيانا في كل فصل من فصول السنة. أما أسباب المرض فهي ردة فعل الجسم تجاه مواد او مأكولات أو أدوية دخلت الى الجسم ويظهر هذا المرض عادة عند عصبيي المزاج وكثيري التعرق. يتم العلاج عادة بالابتعاد عن المسبب الحقيقي للمرض وتجنبه بعد معرفة (مواد خارجية) ومأكولات او أدوية. كذلك يمكن تناول بعض الأدوية المضادة للحساسية او بعض المهدئات اذا كانت ضرورية وذلك بعد استشارة الطبيب ويرافق هذا العلاج مع استعمال المراهم الخارجية لتخفيف الحكة خوفا من حدوث بعض المضاعفات الجلدية من ندوب والتهابات جرثومية.