يتنافس 53 متسابقا من 15 دولة اسلامية وعربية على الفوز بالمراكز الأولى في جائزة الأمير سلطان الدولية الثانية لحفظ القرآن الكريم للعسكريين والتي ستنطلق فعالياتها صباح يوم غد السبت تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. أوضح ذلك اللواء فيصل بن جعفر بالي المدير العام لإدارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة المشرف العام على المسابقة وأضاف ان الدول التي وافقت على المشاركة هي المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية باكستان الاسلامية وجمهورية بروناي دار السلام وجمهورية بنغلاديش الشعبية وجمهورية تشاد وجمهورية السنغال وجمهورية السودان ودولة قطر ودولة الكويت ودولة ماليزيا والمملكة المغربية الهاشمية وجمهورية النيجر والجمهورية العربية اليمنية بالاضافة الى المملكة. وأشار الى أن هذه الدول ستشارك بوفود تضم أسماء رؤساء الوفود وأسماء المشاركين الذين تم ترشيحهم من قبل دولهم وقال ان الوفود المشاركة تضم رئيس الوفد وأربعة متسابقين في فروع المسابقة الأربعة ما عدا ثلاث دول لن تشارك في كل فروع المسابقة وهي ماليزياوالنيجروبروناي دار السلام حيث انها تضم وفدا أقل من الوفود الأخرى المشاركة. وأكد اللواء بالي ان الدول المشاركة بعضها كانت لها مشاركة في المسابقة الاولى والبعض الآخر يشارك أول مرة في المسابقة ويحدونا الأمل في أن تظهر المسابقة بشكل يليق بها. وامتدح الجهود التي تبذلها المملكة في خدمة كتاب الله الكريم، وقال ان جائزة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم هي احدى ثمار هذه البلاد المباركة وأضاف ان تبني الأمير سلطان يدل دلالة كبيرة على ما يوليه سموه الكريم خصوصا ان هذه المسابقة حظيت بدعم منقطع النظير وتلمس عن قرب حرص سموه على تذليل كل المصاعب التي يمكن أن تعترض سبيلها. وأشاد معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى وامام وخطيب المسجد الحرام بجائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين قائلا : ان من الوسائل التي تعين على نشر كتاب الله سبحانه وتدفع الى تعلمه وتلاوته وتدبره تنظيم المسابقات القرآنية، سواء في حفظ القرآن الكريم أو تجويده أوتفسيره. اذ من ثمرات هذه المسابقات حفز كثيرا من الملتحقين بها على حفظ القرآن الكريم كله أو بعض أجزائه، وعنايتهم بتجويده والمامهم بتفسيره، فضلا عن آثار تلك المسابقات الايجابية في الإيمان والأخلاق والسلوك، ولما كان ذلك فقد جاءت المسابقة التي تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالموافقة على تنظيمها وتبرع سموه الكريم بجوائزها على نفقته الخاصة، وسميت ب(جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين). وأوضح معاليه ان هذه المسابقة قد جاءت في عقد جميل يطوق جهد هذه البلاد المباركة التي نزل القرآن الكريم على ثراها، وتميزت هذه المسابقة بإتاحتها للعسكريين في القوات المسلحة في جميع بلدان العالم الاسلامي فرصة الدخول فيها، لتذكر بذلك الى أبرز الصفقات التي ينبغي للجندي المسلم خاصة أن يتصف بها، ألا وهي العناية بالقرآن الكريم، لاسيما تلاوته وتدبره، ولتربط هذه الفئة التي أنيط بها مهمة الدفاع عن أوطانها بمصدر قوتها ومنبع عزتها، كتاب الله العزيز، الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل حكيم حميد، ولتجمع قلوبها على الحق اليقين، والصراط المستقيم، اذ أن القرآن الكريم حبل الله المتين ونوره المبين والشفاء النافع والنجاة والعصمة لمن تمسك به في الدارين. كما بين الله عز وجل في أمره لنبيه صلى الله عليه وسلم حين قال: (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم). وقد استهل معاليه كلمته بهذه المناسبة قائلا: فإن من اشرف الأعمال وأجلها تلاوة كتاب الله تعالى وتعلمه وتعليمه، قال سبحانه: (ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور). وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه عنه عثمان بن عفان رضي الله عنه: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وقال أيضا فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). وقد كان سلف الأمة الصالح رحمهم الله يتعهدون القرآن الكريم تعلما وتعليما وتلاوة وحفظا استشعارا لواجب هذا الكتاب العظيم ومعرفة بمنزلته ومكانته وادراكا لعظيم أثره ورجاء نيل الثواب والغفران ممن أنزله، وكانت تربيتهم لناشئتهم خاصة تقوم على تحفيظهم كتاب الله العزيز وغرس معانيه في عقولهم وبث أخلاقه وآدابه في نفوسهم. ولا ريب في ذلك فإن أخلاق القرآن الكريم العالية وآدابه الرفيعة تجل عن الوصف فما من خلق كريم الا دل عليه وما من أدب جميل الا أرشد اليه. مع ما أوجب الله من العمل به وما خصه به من جعله سبيلا للفلاح ووسيلة للنجاة. فإذا سقيت الأجيال من جداول القرآن الكريم، وغذيت من موائده، ونشأت في رياضه، وغلت من معينه، وتخلقت بأخلاقه، وأشربت آدابه،وعلمت بمقتضاه أمرا ونهيا كانت الأجيال الرائدة بين البشرية جمعاء تقود سفينتها الى عز الدنيا وسعادة الآخرة. وأشار معاليه قائلا : لقد امتن الله عزوجل على هذه البلاد المباركة بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتخاذهما منهجا ودستور حياة فلا عجب اذا أن تولي المملكة العربية السعودية كتاب الله تعالى ما يليق به من جميل العناية وكريم الاهتمام. ومن وجوه تلك العناية والاهتمام انشاء معاهد وكليات متخصصة للقرآن الكريم وعلومه في الجامعات وإنشاء اذاعة للقرآن الكريم وتنظيم المسابقات باستمرار لكي تحقق غايتها النبيلة في حث شباب المسلمين على حفظ كتاب القرآن الكريم، والاقبال عليه وتدبر معانيه والعمل بأحكامه. وأكد ان من أعظم ما أنجز لخدمة كتاب الله تعالى انشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة الذي يعد أعظم صرح في مجال العناية بكتاب الله تعالى طباعة وتصحيحا وترجمة لمعانيه ونشرا له في جميع أنحاء المعمورة. ولعل من المآثر التي تذكر لخادم الحرمين الشريفين في هذا المجال ما أمر به حفظه الله من تخفيف مدة محكومية السجن عمن حفظ كتاب الله تعالى من المسجونين، تشجيعا لهم. هذا بالاضافة الى ما تلقاه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات من دعم في سبيل تعليم القرآن الكريم وتحفيظه، وتيسير السبل.