@ المشكلة دكتور فهد بدون الخوض في تفاصيل فأنا لا أجيد التعبير ولا أعرف كيف اصل للآخرين او اوصل أفكاري اليهم فأنا اشعر بالسلبية ولا استطيع ان أبادر كما يقول أصدقائي وزملائي في العمل, اشعر بأنني افتقد الكثير لاني لا استطيع ان اكون الأول في كل ما أريده, بل انني دائما اكون الاخير وتضيع علي فرص كثيرة وحتى في الدراسة فأنا أعرف الاجابة ولكن لانني لا اعرف كيف أبادر فانني أخسر الكثير واشعر بالقهر والاحراج, والمشكلة التي تزعجني فعلا ان كل من حولي يقولون لي (مزاجي) واحيانا (انفعالي) فكيف يمكن ان يكون ذلك. انني أريد ان أعرف هل انا كذلك وهل المبادرة بهذه الصعوبة كيلا استطيع التمكن منها او التعامل معها؟ انني أشعر بأنني مشوش فعلا يادكتور فهد. أرجوك انصحني, قل لي كيف لي ان أكون كما يريد الناس مني ..اشعر بانني بدأت ابتعد عن الناس وانعزل ولا أعرف كيف اتصرف. @@ اخوك عبدالمحسن د.ح القصيم الرد هدىء من روعك ياعبدالمحسن ولا تنزعج كثيرا والمهم ماذا تريد أنت وماذا انت مقتنع به أمام الآخرين فرضاؤهم أمر صعب. ولكن بيني وبينك جميلا جدا ان يشعر الإنسان بحاجته الى مهارة معينة وقصوره فيها. ان ما ينبغي عليك ان تعرفه وتدركه وتميزه ياعبدالمحسن هو ماذا تعني كلمة مبادر ابتداء. وماسلوك الإنسان المبادر. فالناس المبادرون يمتازون بثلاث خصائص هي: @ الاستجابة وفق القيم وليس وفق الأهواء الشخصية. @ تحمل مسؤولية تصرفاتهم مهما كانت تبعاتها. @ التركيز على دائرة تأثيرهم أي التركيز على ما يستطيعون القيام به هم وفق قدراتهم وامكانياتهم وليس التركيز على الاشياء الخارجة من آرائهم او تحكمهم. اما الناس الانفعاليون فهم الذين يسمحون للمؤثرات الخارجية (الامزجة والعواطف والظروف المحيطة) بأن تتحكم في استجاباتهم. والناس المبادرون يستعملون هامش الحرية المتاح لهم لينتقون اختيارات تنسجم مع قيمهم.. اننا حينما نلوم الآخرين ونتهمهم فاننا انفعاليون. لأننا نركز فقط على نقاط الضعف في الآخرين وننغمس في سلوكهم المزعج حتى نفقد قدرتنا على ان نفكر وان نحس وان نتصرف وفقا لما يحقق مصلحتنا من جهة أخرى وعندما نتدرب على الاستجابة والمبادرة فاننا لا نسمح لنقاط ضعف الآخرين بان تؤثر فينا وفي قراراتنا على الرغم من تصرفات الآخرين وامزجتهم بل اننا نحدد اختياراتنا وفقا لقيمنا وأهدافنا ورؤيتنا الذاتية. اعرف ان هذا الكلام قد يكون صعبا ربما ولكن دعني أبسط الأمور أكثر وأقول لك الآن ان الناس المبادرين يتصرفون وفقا لأربع ملكات انسانية. الوعي الذاتي (أي انهم يختبرون الأفكار والأمزجة والتصرفات). الخيال ( أي التصور الذي يتجاوز حدود التجارب الشخصية والواقع الحاضر). الضمير (أي فهم الصواب والخطأ واتباع النزاهة الشخصية والاستقامة). الإرادة المستقلة (أي التصرف بشكل مستقل عن المؤثرات الخارجية). وكما ترى ياأخي عبدالمحسن فكلمة المبادر ليست فقط كما يفهمها زملاؤك أي انها الشخص الذي يقوم بفعل شيء لم يطلب منه بل لانه أحس به وشعر انه واجب عليه. بل ان المبادر أكبر من ذلك انها تعي باختصار ان يكون أفقك واسعا, لا تتصرف او تتخذ قرارات فورية بل تعطي نفسك الفرصة الكافية لدراستها والأهم من ذلك ان تكون كما ذكرت متحملا تبعات تلك القرارات هذا هو الإنسان المبادر بحق ومعني ذلك ان خوفك وانزعاجك ربما كان له ما يبرره ولكنك هنا محتاج لمهارات أخرى وهي مهارات توصيل الأفكار للآخرين واشعارهم بوجودك بينهم واهميتك وهنا يجب عليك ان تتبنى لغة الإنسان المبادر ومثال ذلك (لقد قررت الذهاب) (أنا اتحكم في مشاعري) (أنا استطيع) بدل (أنا مضطر للذهاب الآن) او (انه يدفعني الى الجنون) او (لا استطيع ان أفعل أي شيء) او (ياليت) وتلك العبارات الأربع الأخيرة هي لغة الانفعالي. فقط راقب ألفاظك وتصرفاتك وتأكد منها ولكل حادث حديث وبالتوفيق ياعبدالمحسن.