قالت واشنطن ان خالد شيخ محمد المشتبه في انه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر / ايلول هو الان في قبضة الولاياتالمتحدة وان من المتوقع ان يتم استجوابه بشأن تفاصيل عن هجمات جديدة يخطط لها تنظيم القاعدة وذلك بعد اعتقاله في مطلع الاسبوع. وقال محللون ان المحققين يأملون ايضا في الحصول على معلومات بشأن اسامة بن لادن. ونقلت وكالة أنباء رويترز عن المسؤول الأمريكي الذي لم يرغب في ذكر اسمه قوله إن باكستان سلمت محمد للسلطات الأمريكية وانه الان في قبضة أمريكا وحدها وتم نقله الى مكان غير معروف لاستجوابه بعد اعتقاله مع اثنين اخرين مشتبه في انتمائهما للقاعدة. واضاف انه تم تسليم محمد وحده الى الأمريكيين. وكان وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حياة ورشيد قرشي المتحدث باسم الرئيس الباكستاني قالا في وقت سابق ان محمد ما زال في باكستان وانه يخضع لتحقيق مشترك من قبل ضباط باكستانيين وأمريكيين. وقال حياة للصحفيين ان احد الرجلين اللذين اعتقلا مع محمد صومالي ولكنه لم يكشف عن المزيد من التفاصيل. وكان مصدر في المخابرات قال في وقت سابق ان هذا الرجل مصري. واعتقل الباكستاني احمد قدوس ايضا في الهجوم. وقالت مصادر بالجيش ان باكستان احتجزت رجلا رابعا وهو ضابط برتبة ميجر بالجيش وقريب لقدوس لاستجوابه بشأن علاقته بالمعتقلين. وقالت قدسية خانوم شقيقة قدوس للصحفيين ان الميجر وهو شقيقهم عادل لم يسمح له بمغادرة بلدة كوهات في شمال غرب باكستان لكنه لم يعتقل. ونسب التلفزيون الباكستاني لوزير الاعلام رشيد احمد قوله للصحفيين انه تم تعقب محمد عن طريق اعتراض مكالمة هاتفية عبر الاقمار الصناعية اجراها من مدينة كويتا الغربية حيث اعتقل عضو اخر بالقاعدة مشتبه به في منتصف فبراير الماضي. وقال المحللون ان الضباط الباكستانيين والأمريكيين سيعملون جاهدين على الحصول منه على معلومات عن هجمات تخطط لها القاعدة كانت قد اثارت حالات تأهب امنية في الفترة الاخيرة في اوروبا والولاياتالمتحدة فضلا عن محاولة معرفة مكان ابن لادن زعيم التنظيم. وقال احمد رشيد الكاتب والمحلل السياسي والمتخصص في شؤون القاعدة وحركة طالبان الافغانية هناك حاجة لمنع اي هجمات محتملة في اوروبا والولاياتالمتحدة قد يكون محمد قد دبرها. وأضاف: كانت هناك تحذيرات في الفترة الاخيرة وهي على الارجح تتعلق بهجمات يدبرها محمد مازالت في مرحلة التخطيط، هذا هو اهم شيء. وقال ان خلايا القاعدة التي تدبر مثل هذه الهجمات ربما تكون قد بدأت بالفعل في التفرق بعد ان علمت باعتقال محمد. وقال المحلل الامني شوكت قدير وهو بريجادير متقاعد لرويترز انه واثق ان التعذيب سيكون ضمن الوسائل التي يستخدمها المحققون. وقال: سأدهش اذا لم يفعلوا. وقال قدير ان اعتقال محمد الكويتي المولد من المرجح ان يقود الى المزيد من الاعتقالات ولكن ليس بالضرورة لاعتقال ابن لادن. وتابع: انا واثق انهم سيستجوبونه عن مكان اسامة لكني واثق انه لا يعلم. وقال امين سايكال رئيس مركز الدراسات العربية والاسلامية بالجامعة الاسترالية الوطنية ان ابن لادن قد فر على الارجح فور اعلان نبأ القبض على محمد. وأضاف: هذه فرصة لاسامة بن لادن للتحرك. اذا كانت الولاياتالمتحدة واثقة انه مازال على قيد الحياة وتريد القبض عليه ما كان يتعين ان تعلن ذلك. ويرى محللون ان اعتقال خالد الشيخ محمد الذي يعتقد انه الرجل الثالث في قيادة تنظيم القاعدة، وجه ضربة قوية الى الشبكة ستسفر عن تدني امكانيات جماعة اسامة بن لادن بالنسبة للقيام بعمليات مماثلة ل 11 سبتمبر. واعرب اخصائيون في الارهاب عن اعتقادهم انه يجب على الدول الغربية ان تحضر نفسها لعمليات انتقامية وان كانت المنظمات الارهابية ستغرق في فترة من السبات العميق. وتخصص خالد الشيخ، وهو منظم للامور بدقة متناهية والحامل لهاتفين جوالين دائما والفكر المدبر المفترض ل 11 سبتمبر، في تنفيذ الهجمات المعقدة والمدهشة التي جعلت من القاعدة المنظمة الارهابية التي يخشاها الجميع اكثر من غيرها. وقال خبراء ان وضع خالد الشيخ الاربعيني المولود في الكويت، في السجن سيؤدي الى قيام القاعدة بعمليات محددة واقل تعقيدا من سابقاتها. وفي هذا الصدد، نقلت وكالة أنباء فرانس برس عن روهان غونراتنا الخبير في شبكة ابن لادن ومؤلف كتاب داخل القاعدة الشبكة العالمية للارهاب، قوله: انها ضربة كبيرة وجهت الى القاعدة. لقد كان اللحمة التي تربط بين خلايا الشبكة. واضاف انه من الارهابيين القلائل في العالم الذين بامكانهم تنظيم عمليات على نطاق واسع وسيحتاج التنظيم الى وقت طويل ليستعيد قوته فليس لديه الكثير ممن يملكون خبرات مشابهة. وكمسؤول عن العمليات العسكرية، كان الثالث في ترتيب القاعدة كمنسق بين خلاياها المنتشرة في 98 بلدا. لكن المحللين يحذرون من ان توقيفه لا يعني نهاية القاعدة. واعتبر كليف ويليامز مدير الدراسات المتعلقة بالارهاب في جامعة كانبيرا انها منظمة تقاوم للغاية، ولن تختفي. وتوقع ان تتفكك القاعدة الى مجموعات تتمتع باستقلالية اكبر، وقطع علاقاتها مع باكستان وافغانستان ونسج علاقات مع مجموعات ارهابية اخرى. وقال ويليامز اذا كانت راشدة، فان هذه الخلايا ستخفف من نشاطها خلال سنتين وتقوم باصلاح الاضرار. يجب ان تكون لديها مخططات طارئة لمواجهة هذا النوع من الاوضاع. واعرب عن اعتقاده انه يجب القيام باكثر من توقيف زعماء القاعدة، وبينهم ابن لادن، من اجل القضاء على الشبكة. وقد اقام خالد شيخ محمد في الفلبين في أواسط التسعينيات. وقال وزير الدفاع الفلبيني انجلو رييس للصحافيين: بحسب معلوماتنا، الشخص جاء الى الفلبين وما زال لديه حاليا شركاء فلبينيين. واضاف اننا بصدد التحقيق حول هذا الموضوع. وبحسب اجهزة الاستخبارات، فان محمد اقام فترة قصيرة في الفيلبين في منتصف التسعينات، مستخدما اكثر من عشرين هوية مختلفة. وخلال اقامته في الارخبيل، كان محمد الذي يعتبر مقربا من اسامة بن لادن يعمل نهارا على انشاء خلايا ارهابية. ويمضي رمزي يوسف احد اقرباء محمد والذي يعتقد انه كان له ضلوع في المؤامرة، عقوبة السجن المؤبد في الولاياتالمتحدة لمشاركته في الاعتداء على مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993. والقي القبض على يوسف في باكستان بعد ان فر من الفلبين.