يرعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني يوم السبت المقبل افتتاح مؤتمر الخليج السادس للمياه المتزامن مع الندوة الثانية لترشيد استهلاك المياه بالمملكة بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات. اعلن ذلك وزير المياه د. غازي القصيبي الذي عقد مؤتمرا صحفيا يوم امس الاحد تناول فيه جملة من الموضوعات التي تتعلق بالمياه وبخاصة الندوة الثانية لترشيد استخدام المياه بالمملكة العربية السعودية التي ستكون تحت شعار (الماء يا دول مجلس التعاون.. من اجل تنمية مستدامة) والتي ستقام في الفترة ما بين 5 - 9 محرم 1424ه الموافق 8 - 12 مارس 2003م. في بداية المؤتمر وجه وزير المياه شكره لخادم الحرمين الشريفين لاهتمامه بمشاريع المياه كما وجه شكره ايضا لسمو ولي العهد والنائب الثاني الامير سلطان بن عبدالعزيز والذي خصص جائزة عالمية للمياه على نفقة سموه هي الاعلى عالميا. بعد ذلك تحدث معالي الوزير القصيبي عن الوضع المائي للمملكة ودول الخليج والعالم حيث قال ان ازمة المياه في طريقها لتتحول الى كارثة وان 200 مليون انسان في العالم لا تصلهم المياه كما ان بعد الخمسة والعشرين سنة القادمة ستكون سنين جفاف اذا ما استمر الهدر المائي الحاصل الآن وان حروب المستقبل ستكون حروب مياه وليست حروب اسلحة حتى الازمة العراقية الحالية جزء منها ازمة مياه. واضاف: وضعنا المالي الجيد في المملكة ساعدنا على مواجهة الشح المائي حيث وفرلنا المال طرقا لتحلية واستخراج المياه رغم ان تكاليف هذه الطرق باهظة كما ان الموارد كالآبار الجوفية مؤقتة لانها اذا نضبت لا تعود. واردف: زاد الطلب على المياه في الخليج بكل انواعها شرب - زراعة - صناعة واوشكت منطقة الخليج على الاقتراب من منطقة الحرج فهي مناطق تقع في الحزام الجاف فمعد لها المائي 100 ملم في السنة وهي اكثر مناطق الجفاف وبما ان المملكة هي اكبر دول المنطقة مساحة فهي المتضرر الاكبر. ونظرا لاهتمام دول الخليج بموضوع المياه فقد انشئت هذه السنة لجنة التعاون المائي والتي تضم الوزراء المعنيين بالمياه في دول الخليج والتي اقيمت في مسقط وتمخض عنها بعض القرارات منها امكانية الربط المائي بين دول مجلس التعاون الخليجي ونحن الآن بصدد دراسة الجدوى لهذه الفكرة ومن ضمن مبادرات مجلس التعاون اقامة هذا المؤتمر الخليجي للمياه. وقال ان الهدف الاساسي من هذه اللقاءات هو التوعية القائمة على المعلومة الصحيحة واقصد بالتوعية ان تكون للجميع المسؤول وصانع القرار والمستهلك لذا يجب ان تكون السياسة لترشيد المياه مفهومة وعلى هذا حرصنا على مناقشة قضايا المياه بكل حرية في وسائل الاعلام لكي يكون المواطن على علم بهذه القضايا والمشاكل. واوضح القصيبي في هذا المؤتمر سنبحث عدة مشاكل خاصة بالماء وكذلك دور القطاع الخاص في امكانية اسهامه عن طريق تقليل تكاليف ايصال المياه. وافاد نحن في المملكة لا توجد لدينا حلول سحرية لحل مشكلة المياه فليس لدينا بحيرات تحت صحارينا وليس لدينا وسيلة تجعل التكلفة اقل بين عشية وضحاها. كما تحدث معاليه عن ان هناك منظومة من الاجراءات التي ستتخذها دول مجلس التعاون الخليجي وهذه الاجراءات متعلقة بنوعية المياه والتعرفة وطرق استخدام الري وطرق الترشيد كما ان سعر تعرفة المياه وبناء على توجيه سمو ولي العهد سنقدم خلال سنتين مشروع تعرفة جديد للمياه لكافة الاستخدامات المنزلية - الزراعية وسنحرص على ان تكون التعرفة مجزية للدولة لان الدولة لا تستطيع متابعة الطلب على المياه بموارد من الخزينة العامة لذا على المواطن ان يتحمل قسطا لا بأس به من هذه التكاليف وسيكشف عن التعرفة في الوقت المناسب. وذكر في معرض حديثه نهدف من خلال الربط المائي بين دول الخليج لان تخفض تكلفة التحلية وهي فكرة مبدئية اهدافها فنية وهي مازالت فكرة. اما بالنسبة لموضوع الزراعة في دول اخرى كجانب من التوفير فهي مازالت قيد البحث ومشكلة الزراعة ليست مائية بل تحتاج لتكاليف كالنقل والامور المالية وهذه امور تهم التاجر. وتحدث معاليه عن حملات الترشيد التي اقيمت سابقا وقال انها اقيمت على اساس النصح والارشاد وليس على اساس التشريع ولا يعني هذا انها لم تأت بالنتائج ولكن نبحث عن النتائج الكبيرة وليس 1% او 10% وهذا لا يغير في الصورة العامة. اما عن محطات تحلية المياه الموجودة فهنالك برنامج لزيادة العمر الافتراضي لمحطات التحلية الموجودة الى حين قدوم المحطات الجديدة. كما اوضح ان السعودية ستشارك في مؤتمر اليابان بوفد من المؤسسة وانه لن يشارك به لانه مؤتمر علمي بحت وان ممثلي المملكة هم من المختصين في مجال المياه وسيكون شعاره (من يستهلك المياه يدفع.. ومن يلوث المياه يدفع). كما اوضح القصيبي ان دراسات المياه وصلت الى 650 مليون ريال كابحاث قامت بها وزارة الزراعة والمياه والجامعات وان البنك الدولي سيقوم بتقديم خبرات جديدة للنشاطات الدولية المتعلقة بالمياه لاكثر من 140 دولة. كما ذكر ان هنالك شبكات مياه جديدة تحت الانشاء وان تسرب المياه فيها معقول بخلاف الموجودة التي اهترأت ونسبة التسرب فيها تصل الى 30%. كما اكد القصيبي على ان القطاع الخاص سيقوم بالمساهمة في مشاريع التحلية حيث سيوقع في فترة قريبة عقودا مع عدد من الشركات المحلية والعالمية والدور المقبل سيكون على مشاريع الصرف الصحي. من جهة اخرى تحدث الدكتور علي الطخيس وكيل الوزارة عن مؤتمر الخليج السادس للمياه والمتزامن مع الندوة الثانية لترشيد استخدام المياه بالمملكة العربية السعودية حيث قال ان المؤتمر سيتناول 80 ورقة موزعة على محاور متعددة وكذلك حلقات نقاش مائية كما انه ستكون هناك مشاركة نسائية عبر نظام الشبكة التليفزيونية وستشارك فيه عدة منظمات علمية ولجان اقتصادية كما سيكون هنالك تمثيل وزاري لدول الخليج. وذكر الطخيس ان جائزة الامير سلطان العالمية ستضم 5 فروع قيمة كل فرع 500 ألف ريال وهي اعلى جائزة مالية في العالم. كما ان المشاركة في الجائزة ستكون عن طريق ابحاث تطبيقية وسيكون هنالك لجان تحكيمية لكل فرع. كما اوضح الطخيس ان مديري فروع الوزارة اجتمعوا لاول مرة لمناقشة موضوع التحصيل لفواتير المياه وسيكون هنالك اجتماع شهري على هذا المستوى.