أكد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم، أن المدينة دعمت 19 بحثاً في جوانب مختلفة للزراعة العضوية بنحو 10 ملايين ريال، من أجل التعرف على هذا النوع من الزراعة ومدى مناسبتها لبيئة المملكة وإمكانية تطبيقها على ارض الواقع. وقال الدكتور السويلم خلال افتتاحه أمس اللقاء العلمي الحادي والثلاثين بعنوان :"الزراعة العضوية : الأسمدة والمكافحة الحيوية للآفات"، الذي تنظمه المدينة في مقرها بالرياض، إن سياسة مدينة الملك عبدالعزيز تتمثل في دعم عدد كبير من المشروعات البحثية لتغطية جانب معين، ومن ثم اختيار عدد منها لعرضها على نخبة من الباحثين والعلماء المتميزين لمناقشة أبرز النتائج والتوصيات التي توصلت إليه الفرق البحثية، بحيث يكون لها الأثر بإذن الله على المستوى الوطني. وأشار إلى تزايد المزارع التي تستخدم المنتجات العضوية خلال الأربع سنوات الماضية بستة أضعاف في آسيا وأفريقيا، وما يقارب 1.50% في أمريكا اللاتينية و 1.03% في أوروبا، وهو مايدفع لمعرفة هل المنتجات العضوية مناسبة للبيئة ومحافظة للصحة. وقدم الدكتور عبدالرحمن المديني من جامعة الملك سعود دراسة بعنوان "تأثير استخدام الأسمدة الأحيائية على إنتاجية وجودة ثمار الخيار والأرز الحساوي تحت ظروف الزراعة في البيوت المحمية والحلقية"، أوضح فيها أن نظام الزراعة العضوية يعد أكثر فاعلية في المحافظة على الإنتاج من نظام الزراعة التقليدي حيث تتميز الزراعة العضوية بجودتها الغذائية العالية ومحتوياتها المنخفضة من متبقيات المبيدات والمواد الكيميائية الأخرى، مشيراً إلى أن الدراسات تؤكد تراجعا في الإنتاجية عند اتباع نظام الزراعة العضوية بنسبة 20%. وتطرق المديني إلى علاقة الزراعة العضوية بخصوبة التربة حيث تتوقف إدارة خصوبة التربة في الزراعة العضوية على المسار التكاملي طويل المدى بدلاً من المسار قصير المدى الذي يستهدف الحلول الشائعة والآنية في الزراعة التقليدية. وقدم الباحث نتائج دراسته المتعلقة بتأثير التسميد الأخضر والأحيائي على نمو وإنتاجية محصولي الأرز الحساوي والخيار المستزرعين حقلياً وفي البيت المحمي على التوالي وكذلك دراسة تأثير هذين البرنامجين للتسميد على خواص التربة الفيزيائية والكيميائية في كلا الموقعين. وقدم الدكتور سفر القحطاني من جامعة الملك سعود الدراسة الثانية بعنوان "الآثار المتوقعة لتطبيق الزراعة العضوية والمكافحة البيولوجية المتكاملة في الزراعة السعودية"، عرف في مستهلها الزراعة العضوية بأنها نظام زراعي خاص يشجع ويحفز على صحة البيئة الزراعية مشتملاً على التنوع الحيوي ونشاط الكائنات الحية بالتربة واضعاً في الاعتبار ظروف المنطقة واحتياجات ومتطلبات النظام المطبق حالياً، الأمر الذي يستدعي استخدام الطرق العضوية والحيوية والميكانيكية والطبيعية مع عدم استخدام المواد المصنعة وتجنب استخدام الأسمدة المعدنية والمبيدات المخلقة. وأشار الباحث إلى أنه اتبع في دراسته المنهج البحثي من خلال إجراء تجارب حقلية للمحاصيل المختارة (النخيل الزيتون الطماطم) في الشركة الوطنية الزراعية بالجوف، حيث تم إجراء مسح ميداني لدراسة تقدير الكميات الممكن إنتاجها من الأسمدة العضوية من بقايا المحاصيل، وتقدير العائد والتكاليف الاجتماعية لتطبيق الزراعة العضوية والمكافحة الحيوية المتكاملة. وتحدث الدكتور القحطاني عن واقع الزراعة العضوية في المملكة، حيث بدأت بعض الشركات الزراعية بتحويل جزء من إنتاجها إلى منتجات عضوية عام 2000م، ثم اتجهت بعد ذلك العديد من الشركات والمزارع إلى تطبيق هذا النوع من الزراعة حتى بلغ عدد المزارع العضوية في المملكة 27 مزرعة موثقة ونحو 21 مزرعة تحت التحول ليصبح إجمالي أعداد المزارع العضوية وتحت التحول ل 48 مزرعة، تبلغ مساحتها نحو 22.22 ألف هكتار منها 16.76 ألف هكتار تحت التحول.