تعتبر تسممات الاطفال في اكثر البلدان خاصة المتقدمة منها من الاسباب الرئيسية لوفيات الاطفال اذ يحصل سنويا في الولاياتالمتحدةالامريكيةالمتحدة حوالي ربع مليون حادثة تسمم ينجم عنها حوالي 2000 حادثة وفاة وكذلك الحال في المانيا وبريطانيا والدول الغربية الاخرى - فهناك اطفال يصابون بعاهات دائمة في المرىء او الكلية او الكبد نتيجة للتسممات التي تحصل لهم ومن المؤسف اننا نجد ان تسممات الاطفال في ازدياد مستمر وذلك بسبب التزايد المستمر في انتاج المواد الكيميائية واستعمالها لاغراض دوائية او منزلية كمنظفات ومطهرات او مواد بترولية او مبيدات للحشرات حيث تكون هذه المواد متوافرة في كل مكان وفي كل منزل او مصنع او مزرعة وخطر تناول هذه المواد لدى الاطفال قد اصبح مشكلة طبية ذات اهمية في عصرنا الحاضر لذا فان كثيرا من الدول المتقدمة قامت بدراسة هذا الموضوع من حيث اسباب حدوثه والعوامل المهيئة لذلك ودرجة كمية هذه المواد المختلفة وكذلك العلاج لهذه التسممات- كما اتبعت افضل الطرق للوقاية والتشخيص والعلاج- فمن الوسائل الوقائية المتبعة تثقيف الاهل وتوعيتهم وتدريب الطفل بعدم وضع كل شيء يلتقطه في فمه - كما ان كثيرا من شركات الادوية قد صنعت علبا خاصة ذات آلية فتح مضاعفة يصعب على الطفل فتحها علاوة على تثقيف الاهل واخبارهم عن خطورة تناول المواد السمية - كما صدرت قوانين تجبر المصانع الخاصة لهذه المواد على تزويد هذه المركبات بنشرات تذكر بالمواد المضادة التي يجب استعمالها حين حصول اعراض التسمم والاعراض التي نشاهدها عادة في التسممات كثيرة ومتعددة وتختلف من مادة لاخرى فهناك القيء والاضطرابات المعدية والمعوية والتشنجات والتعرق والنوم العميق وتغير الجلد وتوسع الحدقة وما الى ذلك حيث يقوم الطبيب بتشخيص الحالة ونوع المادة السامة ثم يعمل على ازالة السم من الجهاز الهضمي وذلك يجعل الطفل يتقيأ عن طريق شراب خاص الذي قد يكون منقذا للحياة - ويمكن ان يتم ذلك في المنزل من قبل اهل المريض لحين احضار الطفل الى الطبيب وقد يقوم الطبيب بغسل المعدة حيث تعتبر هذه الطريقة من اكثر الاساليب فعالية وامانا للخلاص من السم المبتلع اذا لم تمر فترة طويلة على ابتلاعه وقد يلجأ الطبيب لغسل المعدة بعد فشل القيء من الطفل - اما اذا عرف نوع وكمية المادة السامة بكافة تفاصيلها فيقوم الطبيب باعطاء المادة المضادة للمادة السامة antidote حيث تحول المادة السامة في الجسم الى مركب عديم الفعالية وقد يعطي طبيب الاطفال المادة المعاكسة antiQONIST حيث تقوم بتنافر تأثير المادة السامة وتمنعها من احداث الاذى للجسم. استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان