أحزنني كثيراً عدم معرفة الأهل خطورة تقيؤ الرضع واعتباره عادياً ما أدى إلى مشاكل كبيرة لهؤلاء الأطفال حديثي الولادة ولا يقتصر ذلك على الأهل بل يشترك معهم بعض الأطباء خاصة في بداية القيء حيث تكون صحة الطفل شبه طبيعية في البداية، وعدم أخذ القصة المرضية بالتفصيل من قبل الطبيب ما يؤدي إلى تأخر الأهل في إحضار طفلهم مرة أخرى نتيجة لاطمئنانهم المزيف. واليوم سنتحدث عن الاقياء لدى الرضع أسبابه وكيفية تشخيصه وخطورته على الرضع خاصة في تأخير اكتشافه. أولاً: التقيؤ بالمخاط الذي قد يكون موشى بالدم أحياناً في الساعات الأولى بعد الولادة. ونادراً ما يستمر هذا الاقياء بعد الوجبات القلائل الأولى من الاطعام قد يعود سبب هذا التقيؤ نتيجة لتهيج المخاطية المعدية بواسطة مادة تم ابتلاعها عند الولادة. وإذا طال أمد الإقياء قد يشفيه غسل المعدة بالمحلول المحلي الفسيولوجي «والمعروف لدى العامة بالمغذي». ثانياً: التقيؤ العرضي المتكرر بعد الولادة مباشرة والذي قد ينتج أيضا عن فرط الارضاع أو الفشل في السماح للرضع بتجشؤ الهواء المبتلع.. وهذا النوع من الاقياء ليس خطيرا ومع ذلك يجب عدم التهاون به إذ قد يكون بسبب احتمال وجود فرط في سائل السلى عند الأم والذي يتم معرفته بأخذ القصة المرضية للولادة. أو قد يكون بسبب وجود انسداد معوي أو ارتفاع في التوتر داخل القحف واللذان يحتاجان إلى فحوصات كثيرة اشعاعية وغيرها لاثبات ذلك. ثالثاً: الإقياء الملوث بالصفراء «القيء الأصفر» بمجرد تلون القي إلى الاصفرار يجب عدم التأخير في احضار الطفل إلى المستشفى لاحتمالية وجود أمراض أو تشوهات أو انسداد في الامعاء والذي من السهولة اكتشاف السبب أحيانا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم توفر وسائل التشخيص من اشعات صوتية وملونة وغيرها. والأهم من ذلك هو انقاذ الطفل بتعويض ما فقده وبسرعة بواسطة السوائل الوريدية وربما يحتاج فيما بعد إلى تغذية وريدية بعد العملية أو قبلها طبقا لحالة المريض وقرار الطبيب المعالج من جراح الأطفال وطبيب الأطفال. خطورة الإقياء: 1- الجفاف: إن الرضع حديثي الولادة لديهم قدرة محددة في تحمل فقد السوائل وخاصة عن طريق القيء. والتأخير في التعويض بالسوائل قد يؤدي إلى فشل بعض الأعضاء الحيوية في الجسم مثل الكلى والقلب. 2- تلف الامعاء: ان من أسباب حدوث الاقياء انسداد الامعاء التي قد تتلف إذا لم يتم علاجها بسرعة نتيجة لتأخير الأهل في احضار الطفل أو الاهمال في مراجعة الطبيب لأسباب تتعلق بعدم استيعاب أهمية وخطورة القيء أو أسباب أخرى تتعلق بالأهل أنفسهم. 3- الوفاة: وهذه ربما تكون بسبب تسمم الدم وايضا بسبب التأخير أو ربما يكون السبب يتعلق بالمضاعفات المذكورة الأول والثاني. وهناك مضاعفات أخرى كثيرة فهل نعي ونتعظ ونتماشى هذه المضاعفات بعدم التأخير في مراجعة الطبيب بمجرد حدوث قيء للطفل خاصة حديثي الولادة والأخطر حينما يصاحبه دم أو مادة صفراء.. هذه أهم رسالة إلى الأم التي تحب أطفالها.