تحتل الابل مكانة عالية لدى العرب منذ القدم فقد كانوا يعتبرونها من علامات الرجولة والخير والشجاعة حتى انهم كانوا يرخصون أرواحهم من اجل الدفاع عن الابل من الاعداء فى الازمنة الماضية وتشتهر مناطق ومحافظات المملكة المختلفة برعاية الابل وتربيتها والاعتناء بها بل ان اكثر اهلها يهتم بتعديد اصنافها والوانها والاكثار منها. ومن مميزات الابل تعدد اسمائها والوانها وخواصها وقد امرنا الله ان نتفكر فى خلق الابل فقال تعالى (أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت) الآية. وللابل اسماء متعددة وكل اسم يناسب مرحلة زمنية معينة من عمر الجمل او الناقة فأول الاسماء التى تطلق على الناقة هو الحوار وهو المولود الصغير للناقة ويبقى معه هذا الاسم حتى يبلغ عاما كاملا ثم بعد ذلك يفرد عن امه اى ينفصل عنها كما يفطم الطفل فيقال له مفرود اى انفرد بنفسه عن امه حيث يقوم الفحل بالتزاوج مع امه ولقحت بغيره حملت وبعد مرور عامين كاملين يطلق عليه حق او حقة على الانثى ومن ثم يطلق عليها (لقيه) حيث انها تلاقى الفحل اى استحقت ان يتزاوج معها وعندما تبلغ اربع سنوات يطلق عليها (ثنية) اى ظهرت ثناياها (اسنانها الامامية) وعند بلوغها السنة السادسة يطلق عليها رباع لظهور رباعيتها وعند السنة السابعة يطلق عليها (سدس) وعند السنة الثامنة يظهر نابها فيقال (منوب) وجميع المراحل المتقدمة تؤخذ حسب ظهور الاسنان وبعد ذلك يطلق عليها (نصوف) اي انتصف عمرها ومن ثم (فاطر) اي كبيرة فى العمر. وتتعدد الوان الابل فهناك المجاهيم وهى الابل السود ويقال لها ملحا وجمعها ملح وكذلك المغاتير وهى الابل البيضاء ويقال لها العفر ومن الوانها الحمر كما ان من الوان الابل الشعل وهى الابل التى تجمع بين الصفرة والحمرة وكذلك الصهب وهى التى تجمع بين الصفرة والسواد كما ان من الوان الابل الصفر والزرق والشهب ويقال عند السؤال عن ضالة الابل اذا كانت تجتمع بين اللونين مثلا (حمراء مجاهيم) أي تجمع بين الحمراء والسواد. وللابل أوصاف يحبها مربو الابل وهى علامات يعرفون بها زين الناقة وطيبها ومن هذه الصفات ان تكون الناقة صهباء اللون وان يكون سيف لحيها طويل وكذلك خدها كما يكون غاربها ظاهرا الى الامام وسنامها منتكس على فقارتها وان يكون ديدها مركن له جباه وان تكون ابرة عرقوبها ظاهرة (عقلا) وقد تختلف رغبات أهل الابل فى بعض أوصافها نظرا للطبيعة التى تعيش بها الناقة. ومن الامور المتعارف عليها بين أصحاب الابل الوسم والشاهد وهذان اسمان يطلقان على علامات يضعها اصحاب الابل عليها لتعرف او يعرف أصحابها من يكونون والوسم يكون عاما للقبيلة فمجرد ان ترى هذا الوسم على ناقة ما تعرف انها لاحد أفراد القبيلة الفلانية اما الشاهد وقد اشتق اسمه من كونه يشهد (الشهادة) بأن هذه الناقة تعود ملكيتها لفلان بن فلان من القبيلة او العائلة الفلانية ومن اجل حفظ الابل ومعرفتها عند ضياعها وضعت هذه المسميات وهى كى بالنار على الرقبة او الاطراف. وتستخدم الابل فى أمور كثيرة فى الحياة فقد كانت فى السابق هى وسيلة النقل الصحراوية لذلك أطلق عليها (سفينة الصحراء) كما ان الناس فى الماضى كانوا يرعون الابل ليشربوا حليبها ويأكلوا لحمها ويستخدموا جلودها فى صناعة العديد من الاغراض مثل أوانى لحفظ المياه (الغرب) وأوعية لحفظ الحبوب والتمور (العيبه) كما تستخدم فى صناعة الاحذية والالبسة من جلودها واوبارها. وتتعرض الابل لبعض الامراض التى يعرفها مربو الابل ويقومون بعلاجها عن طريق الكى بالنار وذلك قبل ان تظهر الادوية البيطرية الحديثة. من هذه الامراض النحاز وهو سعال شديد يصيب الابل والقطبة وهى تشققات تصيب قوائم الابل غالبا. الطير وهو مرض يصيب الناقة وغالبا مميت. الشوكة فى الكلى وكذلك الجزام والرقب وهو مرض يصيب الناقة في رقبتها والهيام والوريم الذى يصيب ديد الناقة نفاخ الصقاع فى الرأس والاظفار في العين. وللابل اصوات معينة لكل حالة فمثلا الحنين وهو اصدار صوت خفيف وذلك حينما تفقد الناقه ابنها او تريد طعاما الرغاء وهو اصدار الناقه صوتا مزعجا وتصدره الناقه عند محاولة حملها على امر لا ترغبه. الرزام يقال ارزمت الناقه عندما تصدر صوتا من اخر الحنجرة دون تحريك الشفاه لديها لاحساسها بضيق من شيء معين.