في تجربة عبدالله علي كانو يلفت الانتباه اعتزازه الشديد ب (العائلة) التي تغطي أنشطتها المتعددة منطقة الخليج العربي والتي بذلت جهدا كبيرا حتى حققت ما حققته من نجاح. استطاع عبدالله كانو بمهارة فائقة ان يواكب حركة التطور في المملكة وان يجاري اتجاهات النمو في المنطقة الشرقية. وقد وجد بيئة ممهدة ومناخا مواتيا لارساء دعائم (مجموعة كانو) وتحقيق الأهداف المرجوة منها. في تجربته أيضا اهتمام ملحوظ بالدور الاجتماعي لرجل الأعمال وعدد كبير من المواقف التي صقلت مواهبه وأثرت تجربته وصنعت تميزه ونجاحه. في البحرين ولد عبدالله كانو وكانت لنشأته بين الجيل الثاني من رجال العائلة الأثر الكبير في تعليمه فنون التجارة ومهارات الأعمال. تفتحت عيناه على مدرسة (كانو) التي تخرج فيها أربعة أجيال من التجار ورجال الأعمال. وتعلم منذ طفولته الأولى قواعد العمل التجاري وأدبياته وتشرب عن كثب كيف يكون الترابط العائلي القائم بين أفراد الأسرة الواحدة. كانت (كانو) هي المدرسة الأولى ثم تلقى تعليمه حتى المرحلة الثانوية في (البحرين) ثم سافر الى بيروت ليلتحق بالجامعة الامريكية الى ان طلب منه والده وعمه العودة ليبدأ رحلة العمل من ناحية ولان الظروف المادية لم تكن تساعد على تعليمه وتعليم اخوانه من جهة أخرى. لم يبدأ عبدالله كانو حياته العملية صاحب عمل او ابنا لصاحب العمل, ولكنه بدأ كاتبا بسيطا على البواخر وصعد السلم درجة درجة حتى يكتسب الخبرة, وهذا هو الأسلوب المتبع مع كل أبناء العائلة. بعد تدرجه في العمل واكتسابه قدرا معقولا من الخبرات سافر الى المملكة ومعه أخواه مبارك وحمد وافتتح أول مكتب في المنطقة الشرقية معتمدين على الله ثم على السمعة الطيبة والسيرة الحسنة لاسم (كانو) والعلاقات الوثيقة التي تربطهم بأبناء أسر كثيرة في نجد والاحساء, مثل القاضي والسحيمي والبسام والزامل والسليم والمطلق والقصيبي وابن عبدان والذكير وغيرهم. بدأوا في إرساء دعائم مؤسسة كانو في المملكة وهي مؤسسة سعودية مستقلة تماما عن أعمال الأسرة الأخرى في البحرين والإمارات وسلطنة عمان ولها ميزانيتها ومجلس إدارتها المستقل وهي واكبت حركة التطوير في المملكة وعاصرت النمو الهائل الذي شهدته المنطقة الشرقية وامتدت نشاطاتها الى مختلف مناطق المملكة. تحمل عبدالله كانو عبء إدارة المجموعة بعد رحيل أخيه احمد علي كانو رحمه الله الذي بذل جهدا كبيرا في إدارة المجموعة والحفاظ على تماسكها. ويسير عبدالله كانو في إدارة المجموعة بنهج واضح وخطى ثابتة, ويتجه بها دائما نحو الأفضل ويتفاعل مع المتغيرات الاقتصادية ويواكب احتياجات النمو الاقتصادي بما يحقق للمؤسسة وللوطن ما يصبو اليه. ويعمل عبدالله كانو مثل أي موظف بالشركة ويتقاضى راتبا شهريا مثل باقي العاملين بالشركة من أبناء العائلة. ويتميز نشاط المجموعة بالتنوع وتعدد الخدمات فقد كانت البداية في الأعمال البحرية والشحن والسفريات وهي تشكل القطاع الأكبر من أنشطة المجموعة ثم امتد النشاط في مرحلة لاحقة الى مبيعات الآلات وصيانتها وتجهيزات وخدمات حقول النفط والكيماويات والعقارات والتأمين والمشاركة التجارية مع كبريات الشركات العالمية في مجالات التصنيع وكان للاهتمام بالجودة وتنوع الأنشطة الفضل الأكبر بعد توفيق الله في نجاح المجموعة. عن تاريخ أسرة (كانو) يقول انه بدأ بالجد الأكبر (هلال) الذي قدم من نجد واستوطن جنوب غرب إيران ثم سافر نجله مبارك الى (البحرين) وانجب ابنا وحيدا هو (احمد) الذي عمل تاجرا, وترك من الذرية (محمد) الذي بدأ الاتصال التجاري مع الهند, وترك (احمد وابراهيم) اللذين شكلا فرعي الشجرة الكبيرة لعائلة كانو, وينتمى الى الفرع الأول يوسف احمد كانو الذي يعتبر المؤسس الأول لمجموعة شركات كانو الحالية, فيما تقيم سلالة فرع (ابراهيم) في البحرين وهم بعيدون تماما عن النشاط التجاري الذي تمارسه مجموعة شركات يوسف بن احمد كانو. عن سياسة التخصيص التي تتجه اليه الحكومة الرشيدة. يقول انه يؤدي الى تجويد الأداء وتحسين الخدمات ورفع كفاءة المرافق وزيادة الانتاجية. ويرى ان (السعودة) هي قضية الساعة, وقد أولتها الحكومة الرشيدة جل اهتمامها, كما لا يدخر القطاع الخاص جهدا في سبيل تحقيقها وقد أنشأت المجموعة مركز كانو للتدريب في الخبر ومركزين في الرياضوجدة حيث يتم تدريب العمالة السعودية مع اعطاء هذه العمالة رواتب شهرية وحوافز وضمها الى أسرة العاملين بالشركة.. كما ان هذه المراكز مفتوحة للتدريب لموظفين من خارج المجموعة. وعن الدور الاجتماعي لرجل الأعمال يقول انه مهم وضروري ويساهم في تحقيق التنمية ومساعدة غير القادرين والمجموعة تسير على هذا النهج منذ بداياتها الأولى فشاركت في اعمار عدة مساجد وإعادة طبع الكتب وتأسيس العديد من الجمعيات الخيرية والمشاركة في حملات محاربة المخدرات وتشجيع التشجير وتنظيم المسابقات الرياضية وتشجيع النوادي والمنتخبات فضلا عن جائزة يوسف بن احمد كانو للتفوق العلمي وبناء مركز احمد علي كانو للكلى في المستشفى المركزي بالدمام وبناء عدد من المساجد في المنطقة الشرقية.