أنظر من نافذتي.. فأرى مدينتي الأثيرة.. وأرى سماءها تقول لي: تعالي الى فأنا من سوف يحتضنك ويحميك من اشواك الغربة. ومن امطار الخوف.. وظلم البشر.. في تلك اللحظة تذكرتك فقد وعدتني ذات مرة بأن تكون مدينتي الحالمة أنظر من نافذتي فألمحك تحلق في سماء اخرى.. وتخنقني العبرة وأنا المح من حولك ضباب الصباح الذي اضحى نعشا لذكرياتنا الجميلة.. مدينتي وأنت.. جرحاي النازفان.. هل تدرك معنى ان اضعك في باقة واحدة مع مدينتي.. عشقي الأول.. آه.. لقد بات حبي لك هو حبي لها. وفقدي لك فقدي لها انت الان وطني.. وجودي.. ارضي.. هواي.. فكيف استطعت بعفويتك ان تمتلك المرأة التي في داخلي.. وان تجعل زمني ينضبط بدقات قلبك.. وعقلي يركض لاهثا دون ان يدري الى اين.. يا رجلا دوخني وأتعب خيلي.. فألقيت السلاح قبل ان تبدأ المعركة! انظر مرة اخرى من النافذة.. فأرى المارة يعبرون الطريق بلا مبالاة.. لا اعلم هل الدنيا هي التي جعلت اللامبالاة تكسو ملامح وجوههم ام ان الحزن الذي بداخلي قد عبر نافذتي ليرسم نفسه على وجوههم ويجعل خطواتهم تبدو لي كسلى بطيئة لاتعبأ بمن حولها؟! وأتساءل.. هل كل القلوب التي أراها تحمل نفس حنيني لهذه المدينة التي تشبهك الى حد الدهشة؟ وهل تراك الوجوه كما اراك في زهور الحدائق.. وماء النهر.. وجنون الفراشات.. وسكرة النسيم قبيل الغروب؟! ايه.. يا حبا ملأته جنونا.. ورسمت عليه ملامح وطني.. وجعلته يسكنني دون استئذان.. كيف حالك الآن؟ وكيف أنت يا سمائي وارضي وقمري؟ كيف حالك ياحبي.. وفرحي.. وحزني؟ أجبني.. أين انت يا سمفونية حزني.. ووردة أملي.. ونيران شوقي؟ @ @ @ اعتقدت اني بابتعادي عن مدينتي سأكون في غربة.. ولم اتوقع ان حبك هو غربتي الحقيقية.. واني كلما اقتربت منك بعدت اكثر.. فلماذا؟ هل لأن حياتي كانت مصادفة جميلة لحياتك فأردت تكتشف اسرارها.. وعندما وجدتها تركتها ذكرى مملة على عتبات مغامراتك؟ ام لأني كنت اجهل وقتها ان الذكريات القاسية تتبعها أحلام مليئة بالحنين؟! واتساءل: ترى هل كانت احلامنا تملأ قلبك سعادة وهياما وشوقا كما فعلت بي؟ ام كانت مجرد نزوة عابرة تمنيت لو انك شطبتها من دفتر هذا الزمن الردى؟ افتح الان دفتر ذكرياتي.. الشاهد الوحيد على دموعي ومأساتي معك.. اقلب فيه لعلي اجد جوابا منك مقنعا اشفي به جراحا خلفتها داخل قلبي.. واقلب فيه فلا اجد سوى حبك! ابحث اكثر فأجدني ابحث عن خيباتنا بعد مرور كل هاتيك السنين.. ولحظتها اتذكر مدينتي تلك الحبيبة التي كانت انت.. وكنت هي.. فأجدها وفية لحبنا لاتزال.. تمد لي ذراعها بالياسمين. وتناديني: تعالي وانت.. هنهاك تتربص بقلبي وفي يديك المزيد من الشوك.. واشياء اخرى.. لا ادري ما هي؟ @@ هند كنعان @ من المحرر ليس لي سوى ان اقول يجب على هذه الموهبة الا يقتلها الشوك وهو كثير، بل ان تستمر لتنضج اكثر واكثر.. فهناك ملامح كثيرة للتشكل تكشف عن قدرة سردية تعدت البدايات وهذه الخاطرة بقليل من الجهد والوعي ببنائية القصة القصيرة كان يمكن ان تكون قصة جيدة.. فحاولي.