فصل دراسي جديد وعودة للنزيف المادي من جديد خصوصاً مادة التربية الفنية وتحديداً للفصول المبكرة في المرحلة الابتدائية.. ولأن الشكوى تتكرر لدرجة يصرخ معها أولياء الأمور " ما هذه الطلبات""ما كل هذه الألوان"؟!! ولماذا الكراسات من النوع الغالي؟! وماذا أبقيتن لطالبات كليات الاقتصاد والفنون؟! وغيرها من الاستنكارات التي تصب في جملتها على عاتق المعلمة- معلمة التربية الفنية- بصفتها هي المحرك لهذه المطالب التي تنشدها الطالبة من أبويها بإلحاح. وفي محاولة لطرح هذه الأسئلة بصوت مسموع على المعلمة لترد دفاعاً أو توضح ما أبهم كان لنا هذا الاستطلاع مع بعض معلمات التربية الفنية اللاتي اتفقن في جوانب واختلفن في أخرى توضيحاً لما تسميه الأسرة عبئاً مادياً زائداً.. الرمي والتكديس المعلمة " هناء الغانم"معلمة تربية فنية) تقول: ظاهرة المادة أن المعلمة تطلب ثم تلقي بما طلبت لتكدس الأعمال ولو كانت المعلمة اعتمدت على خامات البيئة فلن تكون هناك مشكلة فالعلب الفارغة والأشياء المستهلكة قد تجدي في هذه المادة ومن الممكن إضافة أدوات تغليف خارجية بكلفة معقولة والمعلمة تستطيع التحكم في ذلك @ معنى ذلك أن في جميع المراحل الدراسية المعلمة هي من تصنع الخطة وتحدد المطالب.؟ * نعم كل المراحل.. @ إذا ما سبب المغالاة؟ * كان في السابق تحديد المنهج من الرئاسة أو المشرفة فكنا محكومات بوضع معين ومنهج معين ولكن الآن أفضل فلدينا.. في القطيف مثلاً.. قرى ضعيفة مادياً فالمفترض أن تكون المطالب حسب أوضاع البنات وتواصل هذه الأيام طلع دفتر " الكانسون" فمثل هذه الدفاتر غالية بطبيعتها على الطالبات وليست كل طالبة قادرة على دفع 19 ريالا مهما تكن ميزته في الاحتفاظ بالألوان وقد يمكن الاستغناء عنه إذا أرادت المعلمة ذلك.. @ معنى ذلك أن المعلمة هي سبب المغالاة؟ * هذا في أغلب الأحيان ولكن هذا لا يمنع أن بعض الطالبات يقبلن على هذه المادة وقد تشتري أشياء لم تطلبها المعلمة لمجرد رغبتها أو حبها في المادة خصوصاً الأطفال في المرحلة الابتدائية وببعض التوجيه من المعلمة تصبح التكلفة أقل ومن جديد أركز على أن المعلمة الناجحة هي التي تركز على خامات البيئة.. دبرنا ميزانية لسد الحاجة وللمعلمة "ندى العباد" رأي يختلف عن ذلك نسبياً تقول: أنا دائماً لي وجهة نظر خاصة وهي أن الطالبة إذا لم تكن لديها قدرة مادية وكذلك موهبة فنية لا تدخل قسم تربية فنية- هذا بالنسبة للمرحلة الثانوية بالطبع- وعلينا نحن المعلمات إذا وجدنا طالبة موهوبة وليست لديها قدرة مادية من الممكن أن نتبناها فنياً.. @ أليس في ذلك جرح لمشاعرها؟.. * قد لا يحدث ذلك إذا ساعدناها بطريق غير مباشر وذلك بعرض بعض الخامات التي نأمل منها إعطاء أفكار لها أو تطبقها هذا بالإضافة إلى الأعمال الجماعية " وتستفهم مستنكرة ومن الذي قال أن معلمات الفنية لا يحضرن الخامات؟!" فنحن لا نطلب كثيراً وقد أخذت وزميلاتي بتدبير ميزانية لذلك من خلال بيع " البليلة" بإذن الإدارة لنسد احتياج الفنية. لكن وبصراحة أن تدخل القسم غير فنانة وغير متمكنة فلست مستعدة لمساعدتها وإعطائها أدوات لتتلف دون الظهور بنتيجة وتبقى طلباتنا المحدودة " كراسة مائية"وألوان مائية.. خامة راقية: فن راق وتضيف إلى رأيها المعلمة أزهار المدلوج قائلة: بغض النظر عن المتطلبات فالمجال راق ومتطلباته غالية ومع ذلك نحاول التساهل بأن نعقد شراكه مع الطالبات " وتضيف" بصراحة إذا كانت الخامات راقية وبيد فنانة فإنها حتماًُ ستؤدي إلى عمل راق.. عمل جماعي وعودة لمعلمات المرحلة الابتدائية والمعلمة " زهرة المعلم" معلمة تربية فنية - وتقوم اليوم بدور الإرشاد الطلابي تقول: أتابع باهتمام هذا الموضوع وهذه الشكوى صحيحة إلى حد كبير إذا جهلت المعلمة أن العمل الفني هو الذي تقوم الطالبة بأدائه مع المعلمة وتنتجه.. @ إلا يحتاج ذلك إلى خامات..؟ * إذا كانت الصورة جماعية لا يوجد هناك هم للخامات وأفضل ما تكون الخامات من البيئة.. أنا كنت أطلب من الطالبات الذهاب للخياط وإحضار بواقي القصاصات من القماش والكلف ولك أن تتوقعي الإبداع في ظل العمل الجماعي بخلاف إذا أحضرته الطالبة جاهزاً وغالباً ليس من صنعها فأين الإبداع هنا!!؟ من واقع مهمتي الحالية أصبحت أتابع المعلمات وأطالبهن بعدم إرهاق الأهل خصوصاً إذا وضعت المعلمة خطتها من بداية العام وأخبرت الطالبة بما تحتاجه فالتكلفة حتماً ستكون أقل "موضحة" خذي مثالاً: قد تغير المعلمة الألوان من خشبية إلى سحرية خصوصاً إذا أحضرت الطالبة شيئاً اجتهاداً منها فالخطة الطويلة تبعد هذه المشاكل، ونحن والحمد لله قضينا على ظاهرة التكاليف المادية في مدرستنا بتفهم المعلمات لحقيقة العمل الفني وكيف ومن أين يقدم وإلا فما رأيك بالأعمال الفنية التي تتحول مع الزمن إلى سلة مهملات لكثرتها دون جدوى وعدم إعادتها للطالبة التي قد تستفيد منها بصورة أفضل في منزلها " وتواصل" إذا كان ولابد من الحاجة إلى استخدام أحد الأعمال كوسيلة في الفصل لا بأس ولكن تعاد بقية الأعمال بعد أخذ المتميز وتختم المعلمة " زهرة المعلم" حديثها قائلة: بصراحة أنا من واقع تجربة شخصية لابنتي في إحدى المدارس الخاصة لا يطلبون منها ما تطلبه بعض المعلمات في المدارس الحكومية لأن هناك خطة للطلبات من بداية العام ويعتمدون على الألوان والإبداع أكثر ولهذا لا أفاجأ بطلبات ابنتي كما يحدث لبعض الزميلات.. الخطة جاهزة أما المعلمة دلال يوسف الداوود فتقول: طلبات التربية الفنية لا تتجاوز كراسة حجم صغير وألوان " فولماستر" وهناك بعض الدروس تحتاج للألوان الفرشاة المدورة التي لا تكلف مع الابتعاد طبعاً عن الألوان الشمعية التي من الممكن أن تتسخ معها ثياب الطالبات في المرحلة الابتدائية، أما الفصول العليا فالأعمال جماعية حسبما يتوافر في البيئة من تصميم ملف أو ورد مجفف.. الخ والتنفيذ يكون على ثلاث مجموعات ثم أن طبيعة مشرفاتنا متساهلات في طلباتهن وأعتقد أن المشرفة لها دور كبير وليس المعلمة فقط ففي السابق مثلاًُ كان يطلبن جميع الألوان والأنواع، أما الآن فيطلبن مجموعتين فقط وإذا كانت في المدرسة أختان والمعلمة ذاتها وأن اختلفت المرحلة الدراسية فمن الممكن استغلال الألوان ذاتها دون الحاجة إلى شراء أخرى لأن الجدول حتماً مختلف.. @ معنى ذلك أن شكوى الأهالي لا أساس لها من الصحة؟ * لها أساس ولكن عند البعض هذا بالإضافة إلى أن بعض الطالبات يحضرن أشياء غير مطلوبة وبمبالغ باهظة فأنا مثلاً أضع الخطة السنوية وأصورها. وأعطيها الطالبة حتى لا تشتري غيرها وكذلك قد أضع مسابقات للمحافظة على الألوان والكراسة ولابد من مراعاة نقطة مهمة وهي إلا تطلب المعلمة عملاً بائتاً يحضر من المنزل بل يكون وليد حصة الفنية التي لم تعد آلية كالسابق فقد تستطيع الطالبة اليوم أن ترسم من وحي قصة أو مسرحية وكذلك قد تستعين المعلمة بالكمبيوتر.. وتؤكد المعلمة " دلال" في ختام قولها أن المعلمة التي تلجأ إلى كثير من الطلبات لديها غرفة فنية تريد تعبئتها بأي شكل ولا يهمها العواقب المادية للطالبة وأسرتها. الإهمال سبب تكرار الشراء: المعلمة نورة " أم عهد" تقول: مادة الفنية تزرع الموهبة وتأخذ بيد الطالبة الموهوبة درجة درجة للصعود إلى القمة وقد تجد هذه المادة اهتماماً كبيراً من ذوات التخصص ولكن في بعض المجتمعات لا يعطى اهتماماً لها.. وهذه المادة كغيرها من المواد لابد لها من أدوات وخامات فهناك ميزانية لهذه المادة وتنحصر في توفير أدوات ومواد تحضير للطالبات وقد يطلب من الطالبات بعض الأدوات التي يراها أولياء الأمور مكلفة وأنا أرى أن هذا تهاون من ولي أمر الطالبة في الحفاظ عليها فلو أشتري لها أدواتها كاملة وحافظ عليها لاكتفت الطالبة بها عاما دراسيا كاملا ولكن ولي الأمر يراها مكلفة بسبب إهمال الطالبة مما يسبب تكرار الشراء لأدوات جديدة كل شهر أو شهرين وهذا دون شك فيه استنزاف لأموال ولي الأمر.. منعطف وبهذا الرأي الذي يضع الطالبة - في حالة إهمالها- في قفص الاتهام بأنها المسئول الأول عن الإسراف في الأدوات واحتياجات المواد الفنية نقفل باب الطرح لتبقى الصورة كما يقدرها الأهل وظروف ابنتهم ومطالب معلماتها أن كانت مطالب، أو تتغير الصورة بصدور لائحة تحمي الأهل من الإرهاق المادي تتساوى فيها جميع طالبات المدارس دون تميز ودون تدخل من قبل المعلمة وتطلعاتها الخاصة للمادة..!!!