عزيزي رئيس التحرير وسائل الاعلام لدينا ومدى ملامسة اهتمام المجتمع فهناك الاعلام المقروء المتمثل في الصحف والمجلات والاصدارات الدورية لامست بشكل مباشر وبمساحة كبيرة هموم وقضايا المجتمع ونحتاج منها المزيد. وهناك الاعلام المسموع المتمثل بالاذاعة بدأ في الآونة الاخيرة يعطي مساحة واسعة للرأي ولطرح القضايا والهموم الاجتماعية ويتمثل ذلك في البرامج الحوارية والتي تبث على الهواء. سواء المذاعة من برامج البرنامج العام اذاعة الرياض او برامج البرنامج الثاني بجدة او برامج اذاعة القرآن الكريم وبرامج الاذاعات الموجهة. ومازال الاعلام المرئي بقنواته الثلاث يخطو ببطء نحو المجتمع في محاولات خجولة. فنحن بحاجة لاعطاء مساحة اكبر للاعلام المرئي كما حاز الاعلام المقروء والمسموع على مساحة اتاحة الفرصة للرأي وطرح القضايا بكل شفافية ومصداقية ووضوح. ونسأل هنا هل اعلامنا لديه القدرة على التصدي لحملات التشويه الموجهة؟ بلاشك ان اعلامنا لديه الامكانات والطاقات المادية والبشرية. وبمقدوره ذلك متى ما امتلك المبادرة واعاد النظر. ومن هنا نناشد المجلس الاعلى للاعلام ونحن في عصر العولمة والانفتاح الاعلامي والحضاري بانتهاج سياسة الدفاع عن الوطن ومنجزاته والتصدي للهجمات الشرسة والموبوءة بالكلمة الطيبة وايضاح الحقائق بشفافية ومصداقية طرح. واعطاء وسائل الاعلام المختلفة مساحة واسعة للتعبير والرأي الملتزم والمنضبط. اننا نحتاج من اعلامنا بوسائله المختلفة نقل صورة المجتمع السعودي وعاداته واخلاقه وقيمه وثقافته وموروثه للآخرين بمصداقية ووضوح طرح دون مبالغة او مباهاة. وبالتالي نقل الصورة الحقيقية والمشرقة عن مسيرتنا التنموية والحضارية وتطورنا ومكتسباتنا الوطنية للآخرين. ومخاطبة الآخرين حسب قدراتهم وفهمهم للامور. وايصال رسالتنا للآخرين والتي تمثل قيمنا المعنوية والحضارية ومكانتنا في قلب العالم الاسلامي والعربي والساحة الدولية من خلال البرامج الموجهة والمعارض والمهرجانات والدوريات والمطبوعات. وتأثيرنا المباشر على الاحداث في شتى القضايا والازمات العالمية. وفي عصر الانفتاح الاعلامي يريد مجتمعنا من وسائل اعلامه ما يلي: 1- التركيز على قضايانا الوطنية والاقليمية والعربية والاسلامية بشكل مباشر ومستمر وايجاد البرامج والندوات والوسائل لذلك. 2- اعطاء مساحة واسعة للرأي والرأي الآخر وحرية التعبير الملتزم والمنضبط وتغيير انماط اسلوب النشرات الاخبارية بجميع وسائل اعلامنا المختلفة. 3- زيادة جرعات البرامج الاذاعية والمرئية الموجهة للمجتمع والتي تمس مصالح وحياة وقضايا الناس والمجتمع. 4- المنافسة وسحب البساط من الاعلام الخارجي والموجه الينا وخاصة الصحافة المقروءة والقنوات الفضائية. وذلك بايجاد الوسائل والبرامج التي تجذب الجمهور وتتفاعل معه. بعيدا عن الاثارة والاغراء والمنوعات الهابطة والمسلسلات الماجنة والكلمة المسمومة والمدسوسة في الصحافة الصفراء ونحو ذلك. تخصيص بعض البرامج في شتى وسائل الاعلام المختلفة واتاحة الفرصة للقطاع الخاص بتمويلها والمساهمة جنبا مع جنب مع القطاع العام والحكومي بشكل مستمر على مدار العام. وادخال بعض قطاعات الاعلام في مشاريع الخصخصة. ومنجزاتنا اذا لم يتحدث عنها اعلامنا. فهل سيتحدث عنها الآخرون؟ بالتأكيد اذا لم يتحدث اعلامنا عنا بالواقع والحقائق فلن يتحدث عنا الآخرون بالحقيقة والواقع. ولاشك ان جهود الاعلام الخارجي لدينا مشكورة في هذا الصدد الا اننا نريد البرامج الدورية والمكثفة في وسائل اعلامنا المختلفة والتي تتحدث عن منجزاتنا ومكتسباتنا الحضارية بصدق ووضوح رؤية وهدف. مازال لدينا قصور كبيرة في ايجاد برامج ومسلسلات ومسرحيات هادفة تلامس واقعنا وحالنا المعاش. كما ان البرامج الهادفة والاجتماعية والحوارية لاتزال مساحتها محدودة, والبرامج الثقافية والفكرية والسياحية والتراثية لاتزال شبه مغيبة. وبالتالي الحاجة ماسة ان يقف اعلامنا الموقر ان يقف وقفة صادقة مع الذات ويعيد النظر في كثير من الامور والمعطيات. ودراسة عصرنا الراهن وثقافة المجتمع الراهنة ورغبات الجميع والمجتمع وتكييف البرامج والوسائل وتطويعها بما يتفق ويتلاءم مع الخصوصية والبيئة السعودية. ناصر بن عبدالله آل فرحان الرياض