قدر مصدر مسؤول في الديوان الوطني التونسي للزيت والانتاج الاجمالى لزيت الزيتون فى تونس لموسم 2002 / 2003 الحالى ب 75 ألف طن. واوضح المصدر ان هذه الكمية من الانتاج جاءت افضل نسبيا من الانتاج المسجل فى الموسم الماضى 2001 / 2002 لكنها دون معدل الانتاج لزيت الزيتون التونسى المقدر ب 150 الف طن سنويا خلال المواسم العادية بينما بلغ الانتاج القياسى السنوى المسجل حتى الآن فى هذا القطاع فى تونس 220 الف طن. واوضح المصدر ان المصالح التونسية المختصة ستسعى الى الوفاء بالتزاماتها التصديرية التعاقدية مع الاتحاد الاوروبى ضمن اتفاقية الشراكة بين الجانبين والتى تنص على تمكين تونس من تصدير 45 الف طن من زيت الزيتون الى السوق الاوروبية سنويا مع امكانية الزيادة فى الكميات المصدرة بما قدره 1500 طن سنويا لتبلغ الصادرات التونسية الى اوروبا 56 الف طن بنهاية عام .2004 وعزا المصدر تراجع الانتاج التونسى من زيت الزيتون هذا الموسم ايضا الى فترة الجفاف التى استمرت طوال السنوات الاربع الاخيرة مشيرا الى ان المصالح المختصة فى الديوان الوطنى للزيت والمزارعين ايضا يتوقعون زيادة كبرى فى الانتاج خلال الموسم المقبل 2003 / 2004 نظرا للكميات الغزيرة من الامطار التى هطلت خلال الايام الاخيرة والتى شملت ايضا غابات الزيتون المنتشرة لاسيما فى منطقة صفاقس والساحل التونسى والوسط والجنوب والشمال. ويظل موسم الزيتون من اكبر المواسم الزراعية الاحتفالية فى تونس التى تعد من اكبر البلدان المنتجة لزيت الزيتون فى حوض البحر الابيض المتوسط والعالم الى جانب اسبانبا والبرتغال واليونان وايطاليا. كما تواكب موسم جنى الزيتون فى تونس سلسلة من المهرجانات والتظاهرات الثقافية والزراعية العلمية الخاصة بشجرة الزيتون المباركة كمهرجان الزيتونة الدولى بالقلعة الكبرى فى الساحل او مهرجان الزيتونة بطبربة فى الشمال التونسى. كما يشتمل الموسم أيضا على تنظيم رحلات سياحية وترفيهية للسياح نحو غابات الزيتون لتمكينهم من المشاركة فى الجني واطلاعهم على القيمة الغذائية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتراثية لشجرة الزيتون بالنسبة للمجتمع التونسى. وتغطى غابات الزيتون مساحات شاسعة من الاراضى الزراعية التونسية مما منح تونس منذ القدم لقب تونس الخضراء فى ادبيات الجغرافيا البيئية والزراعية فى الوطن العربى. كما تنتشر الاف المعاصر التقليدية والعصرية المتطورة بين ربوع هذه الغابات للعصر والتحويل مما يجعل سكانها يعيشون من اول نوفمبر الى اواخر يناير من كل سنة على وقع شجرة الزيتون وفى جو احتفالى كبير يشارك فيه جميع المواطنين من مزارعين وعمال موسميين ومختصين فى العصر والتحويل الى جانب الاطفال الذين يجدون فى هذا الموسم فرصة للهو والتجوال ومشاركة الكبار فى جنى الزيتون. كما تحتل شجرة الزيتون المباركة مكانة خاصة فى حياة التونسيين وتقاليدهم الاجتماعية والغذائية اضافة الى دور التضامن والتكافل الذى تلعبه فى العلاقات بين السكان والحركة التجارية فى مناطق غابات الزيتون على الرغم من التراجع النسبى الذى طرأ على هذا الدور نتيجة النزوح من البادية الى المدينة وتطور اساليب العصر والتحويل والتسويق للزيتون. كما يحتل زيت الزيتون مكانة رئيسية في التقاليد الغذائية للمواطن التونسى الذى لاتخلو مائدته من هذه المادة التي يستهلكها بكميات كبيرة في حياته اليومية اكلا وشربا ودهنا للغذاء والدواء.