@@ الدكتورة صديقة عبد الرحيم واشي أستاذ مشارك تخصص تغذية و اقتصاد منزلي جامعة الملك سعود بالرياض . كانت تعمل بالسودان في جامعة الأحفاد للبنات وهي جامعة رائدة في مجال تعليم المرأة وتكاد تكون الجامعة الوحيدة في السودان المخصصة لتعليم المرأة فقط ،شاركت في مجال تنمية المرأة والأسرة في بلدها السودان وكان لها حضور مميز في جامعة الملك سعود بالرياض وحضور مميز في الأمسيات والندوات والمهرجانات الخاصة بالفعاليات النسائية بالعاصمة. (اليوم) التقت بها فكان هذا الحوار حول أمور مرتبطة بالمرأة العربية وشقيقتها السعودية وغيرها وإليكم نتائج هذا الحوار . 70% مناطق ريفية @ شاركت في مجال تنمية المرأة والأسرة في بلدك السودان حدثينا عن هذا الدور باعتبار أن للمرأة دورا كبيرا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف الدول العربية؟ * يعد السودان من الدول النامية ولكن في الوقت نفسه تعليم المرأة فيها قطع شوطا كبيرا حيث بدأ تعليم المرأة في السودان مع بداية عام 1904 أي حوالي قرن من الزمان فتعلمت فيه أجيال كثيرة على الرغم من أن نسبة الأمية ما زالت عالية فهناك 70% من مناطق السودان تعتبر مناطق ريفية وبالتالي فهي أقل في مستوى انتشار التعليم من الدول الأخرى .ولكن المرأة المتعلمة في السودان نجدها دائمة الاهتمام بشقيقتها في المناطق الريفية ..فنجدها تساهم في حملات محو الأمية، وحملات توعية وتنمية المرأة، وفي الوقت الراهن يوجد الكثير من المنظمات النسائية في بلدي السودان والتي تضع ضمن أهدافها الأساسية تنمية المرأة، إنتاج برامج لتنميتها من النواحي الثقافية، والتعليمية، والاقتصادية، والاجتماعية، خصوصا مع زيادة معدل الهجرة للرجال خارج السودان ،وهجرتهم من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية جعل للمرأة دورا واضحا، ومميزا وذلك لأن المرأة السودانية أصبحت هي العائل لأسرتها ،كما بدأت تصبح هي المسؤولة عن أسرتها اقتصاديا واجتماعيا لذلك لابد أن تنمى المرة لتصل إلى المستوى الذي تستطيع معه مواكبة مسؤولياتها الجديدة بشكل أفضل. التعليم الأهم للمرأة @ في رأيك كيف ننمي المرأة العربية بصورة عامة ؟ * ان التعليم هو بداية الخطة الصحيحة نحو تنمية المرأة .ولكن التعليم وحده للمرأة العربية ليس كافيا لأن المرأة العربية تجد فرصة التعليم في المدارس ولكن التعليم في الحياة له أيضا أثر كبير جداً على ارتفاع معدل تنميتها ومشاركتها في المجتمع الذي تنتمي إليه إذ لابد أن تمارس المرأة الأنشطة الاجتماعية على مستوى الأحياء ،ولابد أن تكون هناك تنظيمات في الاحياء السكنية تهتم بتنمية المرأة العربية بمعنى أنها تقوم بخدمة المرأة من خلال تدريبها ،وتوعيتها ،وتنمية المهارات الخاصة بها على حسب وضع المرأة والمجتمع العربي الذي تنتمي إليه ،مع مراعاة خصوصية وضع المرأة كامرأة مسلمة عربية فيجب أن نراعي خصوصيتها في هذه الجوانب .فهناك الكثير جدا من المجالات التي يمكن أن تبدع فيها المرأة العربية المسلمة من غير أن تضطر للتأثر بالحضارة الغربية ،أو تتخلى عن عاداتها وقيمها وتقاليدها. القصور من الجهتين وارد @ تأثير المرأة العربية في قوة العمل مازال محدودا فلماذا ..وهل هو ناجم عن قصور في السياسات الاجتماعية للدول ..أم أنه قصور ناجم عن الخطط التنموية القومية للدول العربية .. أم هو قصور من جانب المرأة نفسها؟ * أعتقد أن القصور وارد من الجهتين فمن جانب المرأة العربية أعتقد أنها لم تبذل القدر الكافي من الجهد الذي يجعلها تجبر الآخرين سواء كان العنصر الرجالي ،أو على مستوى المسؤولين عن وضع خطط التنمية ووضع السياسات الاجتماعية على مستوى الدول التي من شأنها أن تتيح لها الفرص الكافية التي تتلاءم مع مقدرتها .المرأة العربية تعلمت، تسلحت بالعلم ولكنها إلى الآن لو نظرنا لفرص مشاركتها في قوة العمل فنجدها قليلة ومحدودة ربما يكون ذلك لأن المرأة لديها مسؤوليات كبيرة جدا ومهمة كمسئوليتها كأم وزوجة إضافة إلى مسئوليتها المنزلية إذا كانت تعمل خارج المنزل فستكون لديها أدوار متعددة فلا بد أن تبذل جهدا مضاعفا حتى تستطيع أن تنتج ،وتستمر في العطاء في المجالين خارج المنزل وداخله .فالدولة تساعد المرأة ،والمرأة بدورها تساعد شقيقتها المرأة عن طريق توفير دور الحضانة في العمل بالنسبة للأطفال الصغار ،والعمل في أماكن مريحة للمرأة فلا تكون مضطرة للذهاب لأماكن بعيدة طلبا للعمل .كما أن الدوام لابد أن يلائم طبيعتها ،وواجباتها الأخرى ،هذا من ناحية المرأة ..أما من ناحية الدول فإنه يفترض أن تحاول توفير أكبر قدر من الفرص الوظيفية للمرأة بمعنى إذا كان هناك تنافس في وظائف معينة تتيح للمرأة القدر الكافي الذي يجعلها تثبت وجودها وبالذات الآن نحن نرى أعدادا كبيرة جدا من النساء المتعلمات في دولنا العربية ولكنهن لا يجدن فرص عمل مناسبة لهن ،وفي نفس الوقت نجد دائما هناك فجوة خصوصا إذا ما نظرنا إلى إحصائيات المرأة والرجل بالنسبة لحجم العمالة النسائية ،وحجم العمالة الرجالية فإننا نجد الفارق كبيرا فيما بينهم. معوقات اجتماعية @ لماذا لم تستطع الدول العربية حتى الوقت الراهن تقليص أو تضييق هذه الفجوة في الفارق بين نسب قوة العمل من الجنسين على الرغم من أن عدد الإناث في الدول العربية يفوق عدد الذكور؟ وهل مازالت هناك معوقات تعيق عمل المرأة العربية خارج نطاق المنزل؟ * حتى الآن مازالت هناك معوقات تعيق عمل المرأة في الوطن العربي خارج نطاق المنزل هذه المعوقات يعود جزء منها إلى العوامل الاجتماعية بمعنى أن المرأة غير متاح لها العمل في مجالات كثيرة مازالت حتى الآن حكرا على الرجل في بعض المجتمعات العربية ،وهذا واحد ضمن المعوقات ،المعوق الثاني هو عدم إزالة العقبات التي تعرقل سعيها وراء العمل خارج المنزل والتي منها أن تجد المرأة العربية الضمان الكافي لتوفير من يرعى أو يتولى رعاية أطفالها عندما تخرج هي للعمل ،كما أن المرأة تحتاج في دول كثيرة للكثير من الأشياء التي تساعدها في أداء واجباتها المنزلية ،فهي تحتاج مثلاً للأجهزة المنزلية التي تساعدها وتوفر لها وقتا لكي تستطيع هي بالتالي الخروج وممارسة الحياة العملية . تدريب غير كاف وتتابع الدكتورة صديقة : وأيضا من الملاحظ من خلال تجربتي خارج نطاق السودان أن المرأة أحيانا على الرغم من وصولها إلى مراحل ،أو مراكز تعليمية كبيرة إلا أنها تفتقر إلى الخبرة التدريبية بمعنى أنها لم تتلق التدريب الكافي أثناء الدراسة والتي تؤهلها إلى أن تكون بنفس الكفاءة العملية للرجل عندما تتسلم أعباءها الوظيفية . ومن أجل هذا نجد أن الرجل أحيانا يتفوق على شقيقته المرأة في هذا الجانب الهام والآن المجال هو للأكفأ .ومن هنا فأنا أناشد إتاحة الكثير من الفرص التدريبية للمرأة خلال دراستها حتى إذا ما وصلت إلى مرحلة التخرج إلا ولديها القدرات الكافية والتي تجعلها مبدعة في عملها ،ولا تقل كفاءة عن الرجل.كما ننادي بوجود ورش عمل داخل الجامعات ،أو في مجال العمل ،أو حتى يتاح للمرأة العربية الخروج للتدريب في الأماكن التي من المحتمل أن توظف بها بعد التخرج من أجل أن تنال الخبرة العملية لأنها بالتأكيد ليست مماثلة للخبرة النظرية للمرأة . مشاكل مختلفة @ في رأيك هل المعامل الموجودة داخل الجامعات والمدارس ومعاهد التعليم كافية لتأهيل المرأة العربية لخوض غمار العمل ؟ * المعامل الموجودة داخل الجامعات والمدارس وغيرها غير كافية لأن نوعية المشاكل التي تقابل الأفراد في مجال الممارسة الفعلية للعمل تختلف عن الأشياء التي يمكن أن يتصورها الفرد أثناء تلقيه الدراسة ،وفي واحد من أسابيع الجامعة والمجتمع بجامعة الملك سعود بالرياض قدمت تصورا عن التعليم المستمر والتدريب في أثناء الدراسة فلا بد أن تعطى للطلبة الفرصة التي يثبتون فيها وجودهم في المجتمع من خلال تفاعلهم مع القضايا الموجود ة فيه فيستطيعون بعد ذلك أن يكونوا ملمين وشاعرين باحتياجات المجتمع ومتطلبات مجال العمل الذي يمتهنونه وتكون لديهم الخبرة الكافية عن ماهية المشكلات التي من المتوقع أن تقابلهم في واقع العمل والمجتمع . فيكونون بذلك قد تسلحوا بقدر من العلم الذي يجعل الطلبة من الجنسين يخرجون للمجتمع ويواجهون المشاكل الحقيقة وبالتالي يستطيعون التفاعل معها على ضوء التدريب الذي تلقوه. الإجازات وخسارة القطاع الخاص @ الدول العربية الآن لجأت إلى نظام الخصخصة كما لجأت إلى تشغيل أعداد كبيرة من الخريجات والخريجين بالقطاع الخاص هل في رأيك هؤلاء الخريجون والخريجات يستطيعون الإيفاء بمتطلبات شركات القطاع الخاص ؟ * بالطبع لا فالقطاع الخاص يعتمد على الخبرة والكفاءة والتجربة .وأرى أنه يميل إلى توظيف الرجال أكثر من النساء بحكم أن النساء أحيانا يدخلن في إجازات أمومة ،وإجازات وضع ،وإجازات مرضية فهذا بالطبع فيه نوع من الخسارة المادية المحسوبة بالنسبة لأصحاب العمل الخاص.والمرأة دقيقة في أدائها للعمل هذا شيء مؤكد ولكنها لا تمتلك قدرا وافرا من التجربة والتأهيل والتدريب الذي يقنع صاحب العمل الخاص بتوظيفها عوضا عن الرجل فشركات القطاع الخاص تريد تعيين الرجل والمرأة الجاهزين لأداء العمل وتريد أشخاصا تصرف الكثير من الوقت والجهد والمال على تدريبهم وتأهيلهم. الرجال وعائد عمل النساء @ ما الدولة العربية التي توجد بها عمالة نسائية أكثر من غيرها ؟ * حسب معرفتي ان لدينا في السودان تصل نسبة مشاركة المرأة السودانية في قوة العمل 34% وتعتبر من النسب العالية ،وإذا أردنا تقسيمها إلى ريف وحضر فنجد أن مساهمة المرأة الريفية في السودان في قوة العمل حوالي 80% من العاملة في الريف السوداني نساء لأننا نعتمد اعتمادا كليا على الزراعة والرجال يأخذون العائد المادي للمحصول الذي تعمل به المرأة من إعداد أرض وزراعة ،وتسميد تتولاها المرأة بنفسها بصورة كبيرة جدا ،و20 % منه في الحضر. أما بالنسبة للمملكة فنجد مشاركة المرأة السعودية في قوة العمل والإنتاج لا تتعدى 3%إلى 5% من قوة حجم العمالة في المملكة إذا ما قورنت مع عدد السكان فهي مشاركة محدودة جداً فالإناث يمثلون في المملكة نصف المجتمع ولكنهن لا يشاركن إلا بجزء بسيط في عمليات التنمية المجتمعية.واتجاه 90% منهن يصب في قطاع التعليم ،9% منهن يصب في قطاع الصحة ،1% منهن يصب في قطاع الخدمات والشئون الاجتماعية. قطاعات غير تقليدية @ في رأيك هل يمكن أن تسهم المرأة السعودية بدور هام عندما تتاح لها فرصة العمل في قطاع الخدمات والشؤون الاجتماعية بشكل أكبر؟ * بالطبع المرأة السعودية يمكنها أن تسهم بدور كبير عندما تتاح لها فرص العمل في قطاع الخدمات والشئون الاجتماعية. وفي اعتقادي يمكنها أن تلعب دورا مهما جدا في هذا القطاع الهام والحيوي ،ولكن المجتمع بحاجة إلى وقت من أجل أن يتعود أفراده على وجود المرأة السعودية في بعض القطاعات التي تعتبر غير تقليدية بالنسبة لها ..ولكن مع زيادة نسبة المتعلمات وتسهيل الطريق أمامهن أعتقد أن المرأة السعودية ستثبت مكانتها وتتبوأ المكانة المطلوبة منها ،ولكنها فقط تحتاج لصبر ومثابرة وجهد وإصرار، فالمرأة الآن مطلوب منها أن تشعر بقيمتها وأهمية أن يستفيد منها مجتمعها بحيث لا تظل طاقة معطلة في المجتمع وهي مؤهلة لأن تلعب دورا كبيرا في تنمية مجتمعها. مجالات التوعية والتثقيف @ كيف ندفع المرأة إلى أن تعي دورها في المجتمع وأهمية مشاركتها الفعلية في التنمية ؟ * أعتقد أن هذا الأمر يتحقق من خلال شغل المرأة بأنشطة معينة وهامة بدلا من انشغالها بالموضة ،أو يكون حديثها بصورة دائمة حديثا سطحيا وهي المرأة المتعلمة فلا بد أن ندخلها أو نجذبها لأنشطة نجعلها تشعر فعلاً بواقع المرأة وذلك من خلال مشاركتها في الأنشطة الاجتماعية ،وفي مجال التوعية لأختها التي تقل عنها علما وثقافة ،ومعرفة ،أو التي لم تنل حظها من التعليم، وهناك الكثير من البرامج التي من الممكن أن تنظمها النساء للنساء هنا في المملكة ،ولكن أنا لا أستطيع التحدث بصورة كبيرة عن المملكة ولكن لدينا في السودان تنظيمات نسائية من خلال اتحاد المرأة السودانية ففي كل حي يكون هناك رابطة أو جمعية تقدم أنشطة اجتماعية في محاولة لجذب النساء الأميات من خلال توفير فصول محو الأمية ،وتعليم بعضهن الحرف اليدوية ،والمهن ،وعلى النواحي التقليدية يتعلمن في فصول التفصيل والخياطة ،أما الآن فأصبحت على مستوى تعليم الكمبيوتر ،و التكنولوجيا الحديثة التي تتلاءم مع طبيعة العصر والتطور الحاصل في المجتمع.وهذا يحدث أيضا في الوسط التعليمي والطبي على الرغم من أن الوقت قصير ،ولكن الناس يدخلون في حوارات عقلانية فالنساء أنفسهن اصبحن يشغلن أنفسهن بأشياء مفيدة لهن وللمجتمع. ندوات ومحاضرات مفيدة @ ما رأيك في المستوى الفكري والثقافي الذي تقدمه المرأة السعودية في المنتديات الفكرية وفي مهرجان الجنادرية كونك عاصرت المهرجان سنوات عديدة ؟ * المرأة السعودية قطعت شوطا كبيرا جدا أكثر مما كنت أتصور قبل مجيئي للمملكة ،وأنا من طبيعتي الحرص على حضور الندوات الفكرية وغيرها لذلك أحرص على حضورها جميعها أو معظمها فلقد حضرت العديد من اللقاءات بمكتبة الملك عبد العزيز العامة ،وكانت ممتازة جدا ،وكان أداء المرأة السعودية فيها مشرفا فعلا سواء كان ذلك في لقاء علمي ،أو في مجال رفع القدرات الوظيفية للمرأة وهي مفيدة جدا ،وكذلك تلك الندوات التي كانت تتحدث عن تطوير المناهج التعليمية لتفي باحتياجات المجتمع واحتياجات الشباب من الجنسين في طور التنمية ،إلى جانب الأمسيات الشعرية التي تعكس الإبداع للمرأة السعودية في مجال الصحافة ،والكتابة الصحفية ،وأدهش بالفعل عندما أقرأ يوميا في الصحافة السعودية مشاركة المرأة فالكثيرات من النساء يكتبن أعمدة صحافية ممتازة وعندما نقرأها نشعر بأنهن يتفاعلن مع ما هو حاصل في المجتمع ويدعون بطريقة جميلة جدا جدا إلى أن يكون هناك حضور مميز للمرأة بصورة أكبر في المجتمع. هند وسعاد وخيرية @ من الكاتبات السعوديات اللاتي لفتن انتباهك في الصحافة السعودية؟ * الدكتورة خيرية السقاف ،و البروفسورة الدكتورة هند الخثيلة ،وفوزية أبو خالد،والدكتورة سعاد المانع،وكذلك الأمر على مستوى التحقيقات الصحافية والاستطلاعات التي تتطرق لقضايا مهمة وجوهرية، وأتمنى أن تكون مشاركة المرأة السعودية في الصحافة جريئة بصورة أكبر .فأنا عندما كنت أحرر عمودا في السودان بجريدة نسائية اسمها "المرأة والتنمية" كنت دائما أتطرق من خلاله إلى القضايا التي أعتقد أنها ذات علاقة مباشرة بالمرأة وفي أحايين كثيرة أكون عنيفة قليلا في كتاباتي في الهجوم على المرأة من أجل أن ادفعها و أستثيرها لمحاولة التغيير من بعض السلوكيات الخاطئة لتكون أكثر جدية حتى تقدر ان تؤدي الدور المنوط بها. طالبات المدارس @ كيف نستطيع تغيير سلوكيات المرأة الخاطئة من أجل دفعها لتقدير الدور المنوط بها في المجتمع ؟ * لابد أن نبدأ بالطالبات في المدارس وبالذات طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية لأننا لو استطعنا أن نغير الكثير من نظرتهن إلى موضوعات كثيرة لضمنا أننا أسسنا نخبة من الشخصيات النسائية التي عندما تأخذ أو تسلم دورها القيادي في المجتمع تكون لديهن أفكار مفيدة لغيرهن..وذلك لأن الكبار يصعب التعامل معهن لأنهن كوّن اتجاهاتهن ودوافعهن تجاه موضوعات معينة فالصغار أسهل في التعامل معهن .وأنا لست ملمة كثيرا بالمناهج السعودية ولكن أعتقد ان فيها الكثير من الإيجابيات يمكن أن تدخل فيها والأمثلة كثيرة جدا وبالذات مناهج الاقتصاد المنزلي يمكن أن توجه توجيها جميلا جدا جدا وذلك لأن مفهوم الاقتصاد المنزلي مازال عند الكثير إلى وقتنا الحالي في المدارس عبارة عن التدبير المنزلي بالمفهوم القديم له وهو عبارة عن تدريس الطهي والتفصيل والخياطة ،ولكن في الوقت الراهن الاقتصاد المنزلي يتفاعل مع كل القضايا الأساسية في المجتمع مثل قضية الفرو قات في النوع بين المرأة والرجل ،تنمية قدرات المرأة بنفس القدر الذي تنمى به قدرات الرجل،والمرأة في هذا الوقت بدأت تتفاعل مع المشاكل الصحية الموجودة في المجتمع ،وكذلك المشاكل الاقتصادية سواء كان على مستوى أسرتها ،أو على مستوى الاقتصاد الكبير ..كما أنها بدأت تتفاعل مع مشكلات التعليم ،وكل الأشياء التي تمس حياة أسرة مباشرة فالمرأة باستطاعتها أن تلعب فيها دورا كبيرا وهاما جداً خصوصا إذا ما علمنا أن الاقتصاد المنزلي يتضمن خمسة مجالات رئيسية. مجال التغذية- ومجال الملابس والأنسجة ،مجال تنمية الطفل - مجال البيئة والمشاكل الأسرية والاجتماعية-ومجال التدريس في المجالات الأربعة . واعتقد أن مجال التغذية أخذ حقه كفاية في المملكة ،ومجال الملابس والأنسجة ما زال هناك احتياج لهذا التخصص في المملكة لأننا لو نظرنا لهذا القطاع بالمملكة لوجدنا أنه مشغول بأعداد كبيرة من الأجانب وتقدر بنسبة 99% من العاملين في مجال الأنسجة فالمرأة السعودية أشعر بأنها تستطيع أن تفي بجزء من متطلبات المجتمع في هذا المجال، وفي مجال التصنيع والتصميم، ومجال اختيار نوعيات الملابس للأفراد فمجال الملابس لا يقتصر فقط على التفصيل والخياطة بل يشمل الأنسجة ومعرفة التراكيب الموجودة في النسيج، وملاءمة كل نسيج لفصول السنة، وطرق العناية بالملبوسات، وطرق الغسل والكي الصحيح للملبوسات، وأشياء كثيرة لها علاقة مباشرة بحياتنا وأسرنا من الممكن أن تشرف المرأة عليها بنفسها بدلا من أن تستعين بالمغاسل ،أو تستعين بأشخاص غير متخصصين بهذه الجوانب المختلفة. البيئة الأسرية @ وماذا عن مجال البيئة الأسرية يا دكتورة ؟ * مجال البيئة الأسرية هو من المجالات المهمة جدا في الوقت الراهن. والتي تنقص كل الدول العربية أو معظمها لأن في هذا الوقت المشاكل الاجتماعية المتزايدة في الاسرة سواء كانت نتيجة غزو حضاري ،أو عن طريق الإنترنت والتلفزيون والتي انتشرت بسبب تقليد الناس لبعضهم البعض دون أن يدركوا بالضبط طبيعة هذه الأشياء وهذا التقليد نتجت عنه مشاكل اجتماعية كبيرة جدا والتي منها انشغال الأسرة والأم والأب في أعمالهم بحيث لا يجدون فرصة أو وقتا كافيا لمتابعة أبنائهم بالقدر الكافي الذي يجعلهم يكتشفون مشاكلهم مبكرا ويستطيعون مساعدتهم في حلها وهذا يجعلنا نشعر بحاجتنا إلى نوع من الناس المؤهلين والمدربين في مجال مساعدة الأسرة لمواكبة مثل هذه المشكلات الاجتماعية فإذا كان لدينا تخصص مثل: تخصص البيئة الأسرية فيمكن أن يوفر لنا الكوادر الوطنية التي تملك الخبرة والتدريب الكافي الذي نستطيع عن طريقه مساعدة الأسرة في حل المشاكل الاجتماعية منذ بدايتها وقبل أن تتفاقم وهذا بشأنه يمكن أن يحمي من الكثير من المشكلات التي من الممكن أن تحدث للأسر. القسم النسائي للتوظيف بالشرقية.. هل يلبي حاجة المرأة للعمل؟ المرأة العربية في بعض الدول تخدم في المجال العسكري