احيا قرار الحكومة البلجيكية الاخير بضرورة محاكمة شارون كمجرم حرب الامل لدى الشعوب العربية باحتمالات محاكمة شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي كمجرم حرب . ... الدكتور فؤاد رياض القاضي في المحكمة الجنائية الدولية يؤكد انه ليس من المستبعد محاكمة شارون كمجرم حرب !! حيث يؤكد فيما يتعلق بحل كوفي عنان امين عام الاممالمتحدة للجنة تقصي الحقائق المكلفة بملف مخيم جنين في فلسطينالمحتلة ان حل هذه اللجنة لا ينبغي ان يضعف من عزمنا واصرارنا على المضي في طريق محاكمة شارون... وطالب في حوارة مع اليوم المجتمع المدني العربي بالتعاون من اجل توثيق الشهادات وجمع القرائن والادلة باعتبارها الخطوة الاولى في طريق الالف ميل .. واكد ان شارون لا بد ان يحاكم طال الزمن ام قصر لان الجرائم المرتكبة في فلسطين متشابهة مع جرائم البوسنة وسربرنتيشا.. شارون كطاغية يوجوسلافيا اليوم : يرى البعض ان هناك مبررات قانونية دولية لمحاكمة شارون.. وهناك ثمة تشابه بين ما حدث في سربرنتيشا اليوجوسلافية وما حدث في مخيم جنين الفلسطيني فما هي صحة ذلك، وهل سينصرف التشابه ايضاً على النتيجة بمعنى ان شارون سوف يلقى حتماً نفس مصير ميلوسيفيتش؟ * الدكتور فؤاد رياض : التشابه كبير بالفعل مثل سياسة نقل وابعاد المواطنين واقامة المستعمرات هو نوع من تغيير معالم الارض، وهذه جريمة اضافة إلى احلال سكان اخرين محل السكان الاصليين ولست اشك لحظة واحدة في ان شارون سيلقي جزاءه كحال طاغية يوجوسلافيا لكن علينا ان نبدأ بالتوثيق وجمع الشهادات. @ ومن سيقوم بهذه المهمة بعد حل لجنة تقصي الحقائق؟ * مرة اخرى ينبغي الا ننزعج لعدم قيام هذه اللجنة بعملها وعلى جميع الافراد والمنظمات الاهلية غير الحكومية الا تدخر وسعاً في جمع الادلة والقرائن على تورط شارون في مجازر جنين ،واذكر ان سيدة فاضلة قامت بعمل مؤسسة صغيرة مهمتها تسجيل الافلام التليفزيونية والتسجيلات بأصوات الشهود منذ عامين وتقدم لنا قرائن مفيدة وباقية لان الشهود ماتوا فسوف تبقى شهاداتهم واتصور ان الفترة المقبلة في ضوء عدم حياد المنظمات الدولية الرسمية ستشهد ازدياد الرقعة التي تتحرك فيها المنظمات غير الحكومية والتي ستكون مهمتها ايقاظ الضمير الانساني من غفوته الطويلة وارجو ان نعتقد ان عملية التوثيق التي ستضيف ملف جنين ونابلس ورام الله إلى ملف صابرا وشاتيلا لان الجرائم واحدة والمجرم واحد ايضاً، ولا ينبغي ان يغيب عن بالنا ان جمع المعلومات والتوثيق نصف الطريق المؤدي إلى مطاردة المجرمين ويكفي شعورهم بأنهم طريدو العدالة ولعلك تعرف ان حركة شارون وزياراته الخارجية محدودة للغاية خوفاً من ملاحقته قضائياً في بلد اوروبي. المحكمة الصورية @ ما هو الحل الذي تقترحه للسير فوراً في طريق محاكمة شارون؟ * بالنسبة للمحاكمة اتصور انشاء محكمة جديدة شبيهة بالمحكمة الحالية ليوجوسلافيا السابقة التي نشأت أولاً للبوسنة وعندما بدأت تنجح تكررت في افريقيا ورواندا وهاتان سابقتان ، اما اليوم لو طلبنا انشاء محكمة لحالة مثيلة هي النزاع في الشرق الاوسط الذي يهدد الامن والسلم الدوليين بها لا يمكن رفضها والا سيكون معنى ذلك ان التاريخ يرجع للوراء.. صحيح قد تتأخر او تتعطل قليلاً لكن التطور التاريخي يسير في اتجاهه المرسوم.. وعلينا ان نسعى في المجتمع المدني العربي إلى رفع دعاوى ضد شارون بهدف التعاون من اجل التوثيق اولاً فالتوثيق في حد ذاته اجراء يمكن ان نستفيد منه في كل شيء امام القضاء الوطني او الدولي والتعاون من اجل انشاء محكمة محايدة ليست محكمة وطنية لانني لا استطيع ان اكون حكماً وخصماً في الوقت نفسه على ان تكون محكمة مؤقتة مثل محكمة يوجوسلافيا او محكمة دائمة (المحكمة المؤقتة يشكلها مجلس الامن)، ويجب ان ندرك ان العقبات المادية لا ينبغي ان تجعلنا نفقد الايمان بالعدالة لان العدالة موجودة للجميع ولا احد فوق القانون ، ولا شك ان تجربتي الخاصة كقاض في محكمة مجرمي الحرب في البوسنة تجعلني انظر إلى نصف الكوب الملآن.. فهذه المحكمة بدأت صورية من اجل تبرئة ذمة الدول الكبرى ثم سرعان ( مع الجدية في التوثيق وجمع الادلة ) ما تحولت إلى قضاء جنائي دولي وضع حجر الاساس للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة التي اعلن عن انشائها مؤخراً. مجرمون حقيقيون * بعد ان قرر كوفي عنان حل لجنة تقصي الحقائق في مخيم جنين بسبب رفض اسرائيل... هل تعتقد ان الامل في محاكمة شارون كمجرم حرب قد انعدم وتبخر؟ * في الواقع ان الامل ينبغي ان يظل قائماً ، وقناعتي الراسخة هي ان شارون لا بد ان يقدم للمحاكمة وينال جزاءه ان اجلاً ان عاجلاً وينبغي الا نحزن كثيراً لان لجنة تقصي الحقائق المنبسقة عن الاممالمتحدة لم تتمكن من القيام بمهتها وتجربتي في المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي البوسنة والتي امتدت إلى نحو سبع سنوات، هي التي اكسبتني هذه القناعة لان مثل هذه اللجنة لم يتم تشكيلها في ظروف البوسنة المشابهة لظروف فلسطين كما ان المحكمة التي عملت فيها قاضياً في لاهاي انشئت في البداية وسط عدم تصديق او ايمان بجدواها فهي ظهرت في الوجود عام 1991 من قبيل ذر الرماد في العيون وهو ما يجعلني اؤكد ان هذه المحكمة نشأت نشأة غير صادقة لان الذين انشأوها لم يكونوا مؤمنين بها، وكلنا يعرف المجازر التي حدثت في البوسنة والتي وصلت إلى حد التطهير العرقي وكانت الدول الاوروبية لاتكترث لكل ما يحدث هناك من قتل وذبح وابادة بل كان من بينها من يشجع ومن يكتفي بالصمت والسلبية، المؤسف ان العالم كله كان يتفرج وهو ما يجعلنا نوقن بوجود نوع من القبول الضمني لما يحدث لشعب البوسنة لكن بعد عامين من المجازر وجد العالم نفسه في موقف صعب وبالغ الحرج فاتجهت النية إلى انشاء محكمة لمرتكبي هذه الجرائم وهكذا اظهرت المحكمة لكن بلا آليات تسمح لها بفرض قراراتها، لقد ادركنا - منذ البداية - اننا امام مجرمين حقيقيين (رئيس الدولة - ورؤساء الوزراء - وقادة الجيش) لكن ليس بمقدورنا ان نطالهم او نصل اليهم لان الدولة كل الدولة، بجيشها تقف وراءهم وسخر البعض من محكمتنا في ذلك الوقت، ووصفوها بأنها لا شيء او انها شيء تافه تعجز عن اصدار أي حكم او تنفيذه.. وكل ما ذكرته الآن عن محاكمة مجرمي البوسنة يجعلني اتفاءل كثيراً بخصوص ما حدث ويحدث في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة بمعنى ان شيئاً ما لا ينبغي ان يقف في طريق اصرارنا على ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة للقصاص منهم وسبب تفاؤلي هو ان محكمة مجرمي الحرب في البوسنة نشأت بدون اقتناع من العالم ولكنها مع الاصرار والدأب بلغت ما تريده ونجحت في استدعاء الرئيس اليوجوسلافي ميلوسيفيتش ليمثل امامها وتوجه له 70 تهمة منها تهمة التخطيط والتنفيذ لابادة الشعب البوسني المسلم. محاكمة شارون .. ليست مستحيلة @ لكن توافر الارادة الدولية قد ساعد كثيراً في استدعاء ميلوسيفيتش وهو امر اتصور انه لن يتحقق في حالة الاصرار لاحقاً على مثول المجرم الاخر شارون امام المحكمة فما رأيك؟ * لا ينبغي ان ننظر إلى المسألة بهذه الطريقة لان احداً لا يعرف على وجه الدقة ماذا يمكن ان يحدث في الاشهر القليلة المقبلة بمعنى ان الارادة الدولية وان تعذر توافرها او ضمانها اليوم فقد لا يكون الحال هكذا غداً وبالنسبة لي شخصياً فأنا لا ارى ان هناك اختلافاً كبيراً بين ما حدث في البوسنة وما حدث ولا يزال يحدث في نابلس وجنين وطولكرم ورام الله انني بصراحة اقوم دائماً بعمل مضاهاة بين ما حدث عندنا وما حدث في يوجوسلافيا وارى ان محاكمة شارون ليست مستحيلة وفقاً لتجربتي لكنني رأيت الشعب اليوجوسلافي يثور على رئيسه ميلوسيفيتش ويعلن كراهيته له عندما عرف انه بجرائمه في حق الشعب البوسني قد شوهه تماماً وقضى على سمعته كشعب وهنا اقول من يدري ربما يحدث هذا مع شارون.. ولذلك يتوجب علينا ان نعمل لكي نصل إلى مرحلة الادانة بالنسبة لشارون باعتبار ان جريمته بتهمة الابادة الجماعية واضحة ولا لبس فيها وقد شاهدها جميع الناس على شاشات التليفزيون.