يعتبر التداوى بالاعشاب من الظواهر العريقة والمنتشرة فى اليمن حيث تزخر المدن اليمنية بالعشرت من عيادات العلاج بالاعشاب. ورغم تواجد الطب الحديث وتوفر المستحضرت الطبية المصنعة الا ان الكثيرين يؤمنون بأهمية العلاج بالمواد الطبيعية او مايسمى العلاج الشعبى الذي يحقق نتيجة سريعة ودون آثار جانبية حسب اعتقادهم اضافة الى امكانية الحصول عليها بسهولة. وتمتلك اليمن نظرا لتعدد مناخاتها ثروة هائلة من الاعشاب الطبية والعطرية تنتشرفى مساحات شاسعة ومتفرقة وفى بيئات مناخية مختلفة فى السواحل والوديان والهضاب والمرتفعات الجبلية والصحارى وفىالحقول الزراعية وغيرها والكثير منها نباتات موسمية تظهر بعد هطول الامطار وتختفى عند الجفاف ومنها المعمر والشجيرات. وتعد جزيرة سقطرى جزيرة النباتات الفريدة والنادرة والتى تعالج الكثير من الامراض كشجرة دم الاخوين والصبر والسقطرى وغيرها من النباتات التى لم تستغل علميا بعد مما يغرى للقيام بأبحاث ودراسات صيدلانية على نباتات الجزيرة التى قد تكون مصدرا لاكتشاف عقاقير جديدة. والنباتات الطبية تحتوى - بعض او كل أجزائها- على مواد فعالة ذات قيمة علاجية وهي ستخدم فى صورة جذور او قلف اوسيقان او أوراق أو ثمار وبذور او عصارة واحيانا أعشاب كاملة كما هو متبع فى الطب الشعبى او تستخدم فى صورة مركزة بفضل مواردها الفعالة التى تدخل فى تركيب الكثير من المستحضرات الصيدلانية ويعزى اليها الفعاليه العلاجية. ورصدت مصادر يمنية مائة وستة عشر نوعا (116) من النباتات الطبية في اليمن تعالج الكثير من الامراض مثل أمراض الضغط والقلب والرئتين والسكر والكلى والكبد وبعض أمراض الشرايين وأمراض المعدة وأمراض السرطان المختلفة اضافة الى العديد من الامراض الجلدية والروماتزمية. وتتعدد أسماء وأنواع هذه النباتات منها نبات (الفنكا) والذى قيل انه يعالج بفعالية مرض السرطان خاصة سرطان الدم لدى الاطفال ونبات الكندر أو اللبان البدوى الذى يستخدم منقوعه لعلاج السعال والتهاب الحنجرة وكذا نبات البلاب الحقول وحب الرشاد والسرو والحمرة والريحان والنعناع والسنامكى والمريممرة والبابونج والخروب وغيرها والتى تستعمل فى علاج العديد من الامراض كما يستخدم بعضها كمقوى ومنشط. وتكتظ عيادات الاطباء المعالجين بالاعشاب فى اليمن بالمرضى طالبى العلاح من امراض اما خطيرة واستعصى علاجها بالطب الحديث او من امراض شائعة يفضل اصحابها العلاج بالطب الشعبى لعدم تقبلهم طعم الادوية المصنعة غير المستساغ ورائحتها النفاذة بل ولاعتقادهم الكبير فى العلاجات الطبيعية. وافاد بعض اصحاب عيادات العلاج بالاعشاب ان لكل منطقة فى اليمن نباتاتها واعشابها المتميزة والتى تعالج امراضا معينة واكدوا معالجتهم للكثير من مرضى مصابون بامراض خطيرة عجر الطب التقليدى امامها مشيرين الى ان من مميزات العلاج بالاعشاب عدم حدوث اية اخطار او اعراض جانبية حتى لو تناول المريض جرعات زائدة والتى يسببها العلاج بالطب الحديث او العلاج الكيمائى من آثار ضارة تؤثر على صحة الانسان وقوة مناعته فى مقاومة الامراض. لكن اطباء متخصصين وصيادلة عارضوا عشوائية العلاج بالاعشاب وحذروا من مخاطر الاستعمال الخاطئ لها وبدون مقاييس علمية صحيحة مما يضر بصحة الانسان وقد تؤدي احيانا بحياته لاحتواء بعضها على مواد سامة وخطيرة. ونظرا لاتجاه العالم اليوم نحو الاعشاب الطبيعية باعتبارها مصدر امن لصناعة الادوية لفت اطباء الى ضرورة الاهتمام بكنوز اليمن الطبيعية من الاعشاب الطبية والعطرية النادرة. وطالبوا بانشاء مراكز خاصة للعلاج بالاعشاب وصيدليات خاصة بها كما هو متبع فى الكثير من الدول لضمان استخدامها بطريقة صحيحة تضمن حماية صحة المريض.