قال وزير الخارجية الامريكية كولن باول ان الرئيس الأمريكى جورج بوش مصمم على تشكيل تحالف دولى لنزع أسلحة العراق باستخدام القوة. وطالب باول العراق فى حديث صحفي نشر في القاهرة امس بتقديم الوثائق والتسهيلات وأن يلعب لعبة تقديم الحقيقة بدلا من الاخفاء والخداع. وحول رد فعل الولاياتالمتحدة في حالة استخدام الجانب العراقي في الحرب المحتملة أسلحة الدمار الشامل التي تقول الادارة الأمريكية انه يحوزها قال باول لصحيفة الاهرام المصرية شبه الرسمية ان الولاياتالمتحدة ليس لديها نية القيام بأي شيء من شأنه الحاق الأذي بالشعب العراقي وأضاف ولكننا سنقوم بما هو ضروري للدفاع عن أنفسنا. وعما اذا كان لدى الولاياتالمتحدة لائحة مستهدفين في المنطقة وأن العراق ليس سوى البداية نفى باول وجود مثل هذه اللائحة لدى بلاد مؤكدا أنها لا تبحث عن دول لاستهدافها بل تبحث عن أصدقاء وشركاء واصفا الحديث عن هذه اللائحة بأنه مثير للسخرية. وأشار باول إلى أن بلاده ترحب بأية محاولة من القادة العرب لمخاطبة الرئيس العراقي صدام حسين وابلاغه بأن عليه الالتزام معربا عن استعداده لاستقبال أي وفد عربي أو ممثل للحكومة المصرية في هذا الاطار. ولفت إلى أن الرئيس بوش يؤمن بقوة أنه يجب تشكيل تحالف دولي يقوم باستخدام القوة من أجل نزع أسلحة الدمار الشامل لكنه قال ان استخدام القوة سيتم بطرق محسوبة وليس بهدف الحاق الأذى بالشعب العراقي. وأشار إلى أن هناك الكثير من الدول مثل بريطانيا وأسبانيا وايطاليا تشارك بوش ايمانه بضرورة تشكيل هذا التحالف. وأضاف ان الولاياتالمتحدة والحلفاء بعد انتهاء النزاع سيقومون بكل ما في وسعهم لمساعدة الشعب العراقي وضمان الاستفادة من دخل بلاده من النفط الذي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار سنويا في بناء مستشفيات وطرق ومدارس وللقيام بكل ما هو ممكن للتأكد من أن العراق لا يقوم بانفاق هذه الأموال علي أسلحة الدمار الشامل. من جهة اخرى عقدت الدول الاعضاء في حلف الاطلسي امس في بروكسل اجتماعا عاجلا في محاولة لتجنب صب امريكا جام غضبها عليهم بعد استخدام ثلاث دول رئيسة حق الفيتو ضط طلب ارميكي لدعم تركيا على حد قول واشنطن في حال نشوب نزاع في العراق. وقد اطلق وزير الخارجية الامريكي كولن باول الحريص على ما يبدو على حلحلة الوضع قبل الجمعة اول تهديد للأوروبيين عندما دعا يوم الثلاثاء الحلف الاطلسي الى القيام بما ينبغي ازاء تركيا في الساعات الاربع والعشرين المقبلة والا ستمضي واشنطن قدما مع الدول الراغبة في ذلك.وتبعه نظيره البريطاني جاك سترو معبرا عن قلقه الشديد من ان تؤدي الازمة الى نسف العلاقات الاطلسية في مجال الدفاع. فبينما يصر المحور الثلاثي الممثل في باريس وبرلين وبروكسل على مواقفه الرافضة للدخول في منطق الحرب، تهدد الولاياتالمتحدة من ناحيتها الالتفاف على هذه المعارضة وتعريض حلف الاطلسي لكارثة قد تنهي وجوده وفي هذا الصدد قال دبلوماسي لدى خروجه مساء الثلاثاء من اجتماع لسفراء الحلف الاطلسي افضى الى الفشل بعد عشرين دقيقة فقط، ما زلنا عند النقطة نفسها. وقد رفض الفرنسيون والالمان والبلجيكيون الاثنين الموافقة على سلسلة من المطالب الامريكية تتناول خصوصا تقديم مساعدة عسكرية وقائية لتركيا. ولم يتغير موقف هذه الدول الثلاث منذ ذلك الحين رغم ان انقرة تبنت مواقف واشنطن بعد تعرضها فيما يبدو لضغوط امريكية مستندة الى البند الرابع من المعاهدة المؤسسة للحلف الاطلسي والذي ينص على اجراء مشاورات بين الحلفاء عندما يعتبر امن احدهم او سلامة اراضيه في خطر وكانت تركيا قد اعتبرت في الساعات الاولى بعد اعلان الموقف الاوروبي تفهمها له وانه لا يستهدفها. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال ان تقرير هانس بليكس سيكون عنصرا جديدا يجب ان يؤخذ بالاعتبار في هذا الاتجاه او ذاك.