ماذا سيحل بائتلاف محاربة الإرهاب الدولي؟ هل تبقى واشنطن تقسّم الأوروبيين إلى سيئين وجيدين؟ ماذا سيحدث للعالم العربي؟ هل يهدّد تكرار السيناريو العراقيإيران وبعد ذلك دولا عربية أخرى؟ ماذا سيحدث لسوق النفط العالمي؟ يتضح بجلاء ان طموح الولايات المتّحدة العنيف لإنهاء المشكلة العراقية بالقوة يثير المخاوف في المجموعة الدولية. هذه المخاوف بعيدة عن التجرد ومدفوعة بتوقع النتائج التي يمكن لعمل عسكري محتمل في العراق ان يتركها على الشؤون الدولية في مجال السياسة، والاقتصاد، والقانون الإنساني وعلم البيئة. إذا وجهت واشنطن ووزارة الدفاع الأمريكية ضربة عسكرية ضدّ العراق، فان عددا من الأسئلة المعيّنة ستظهر بالضرورة. على سبيل المثال، ماذا سيحل بائتلاف محاربة الإرهاب الدولي إذ ان عددا من دول العالم القيادية لا تدعم الولايات المتّحدة في خططها ضدّ العراق منذ الآن؟ هل تبقي واشنطن تقسّم الأوروبيين إلى سيئين و جيدين مع الأخذ في الحسبان موقعهم من المشكلة العراقية؟ ماذا سيحدث للعالم العربي؟ هناك أسئلة عديدة أيضا في المجال الإقتصادي، خصوصا مشكلة النفط الحيوية لأيّ بلاد اليوم. هل يهدّد تكرار السيناريو العراقيإيران وبعد ذلك دولا عربية أخرى؟ ماذا سيحدث لسوق النفط العالمي إذا تصورت الرغبات الأمريكية انها المحتكر الوحيد هنا؟ عرضت هذه المشاكل بوضوح على جدول أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس التي شكلت منذ فترة طويلة مكانا لأكثر من المناقشات الاقتصادية. في المنتدى الذي جمع السياسيين ورجال الأعمال البارزين من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا، بما في ذلك روسيا جرى ترديد نظرية تقول ان تلك الاختلافات في تخمين العديد من المشاكل في الولايات المتّحدة وفي القارة الأوروبية لم يسبق لها أن كانت أكثر حدّة. هذا يتعلّق بالدفاع الاستراتيجي أولا والقضايا الامنية واختلاف وجهات النظر بشأن المشاكل الدولية (بشكل متعدد الأطراف او من طرف واحد.) يعتقد المشاركون في منتدى دافوس أنّ أوروبا والولايات المتّحدة لديهما وجهات نظر مختلفة حيال الوضع المحيط بالعراق، ويشدّدون على أنّ المذهب العسكري الأمريكي فيما يتعلق بالعراق يقوّض الثقة بواشنطن تقريبا في جميع أنحاء العالم. وطرحت فكرة جديّة بأن يجري بذل كلّ الجهود لإيجاد حلّ سلمي للمشكلة العراقية بدلا من قعقعة السيوف لان كلّ السيناريوهات السلمية للحالة المحيطة بالعراق لم تستنزف بعد. وتم الاعراب عن الثقة بأن تلك الاعمال العسكرية الأحادية الجانب للولايات المتحدة، بدعم من بريطانيا العظمى وغير المقرّة من قبل مجلس الأمن الدولي ستلقى الادانة الحاسمة من العالم بأكمله، وواشنطن ستجد صعوبة في تشكيل علاقات جديدة بكلّ البلدان، وضمان حلفائها في التحالف المضاد للإرهاب. إنّ السهولة التي تعمل بها الولايات المتّحدة لشنّ حرب على العراق قد تؤدّي إلى فشل تامّ في المعركة ضدّ الإرهاب الدولي. علاوة على ذلك، إذا سمحت الولايات المتّحدة لنفسها بمكافحة الإرهاب بالإرهاب فان العالم سيقسّم. خاطب الامين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي العام جورج روبيرتسون المنتدى بالقول أنّ التحالف الأطلسي الشمالي لم يتّخذ أيّ قرار حتى الآن حول دوره إذا انطلق اي نزاع عسكري ضدّ العراق. وردّدت ستراسبورغ صدى دافوس: عشية الجلسة الشتائية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا فان الرّئيس بيتر شيدر قال إنّه إذا نشبت الحرب في العراق، فان نتائجها ستؤثّر على كلّ شخص بما في ذلك أوروبا. وحسب رأيه فان مجلس أوروبا والمؤسسات الدولية الأخرى يجب ان تشارك في اتخاذ القرار وليس فقط بلاد واحدة حتى وان كانت كبيرة كالولايات المتّحدة واعلن بيتر شيدر بثقة ان أغلبية البلدان الأوروبية تعارض حلّ الأزمة العراقية بالقوة بدون انتداب الأمم المتّحدة. الى ذلك فان معارضة سياسة الرّئيس الأميركي للحلّ العسكري للمشكلة العراقية نشيطة جدا في الولايات المتّحدة أيضا. طبقا لآخر استطلاعات الرأي العامّ، فان ثلثي الأمريكيين يعارضون هذا السيناريو ويفضّلون التمسّك بخط الأمم المتّحدة بدلا من ذلك. موقف موسكو يبقى بدون تغيير: إنّ الحالة المحيطة بالعراق عامل استقرار في الشرق الأوسط وفي العالم، بشكل خاص في المنظمة الأطلسية الأوروبية. أيّ محاولات للحل أحادية الجانب، أو ثنائية، هي محاولات قصيرة النظر من الناحية الاستراتيجية. تعتقد موسكو أنّه لا توجد أسباب تستدعي اللجوء إلى الإجراءات المتطرفة، وبمعنى آخر استعمال القوة الآن. وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف قال في مقابلة مع شركة تليفزيون (إن بي سي) الأمريكية: نحن لا نستطيع القول بالتأكيد إنّ العراق يشكّل تهديدا حقيقيا الآن على الولايات المتّحدة . الوزير أضاف: ولا يمكن ان نقول بثقة إنّ العراق يشكّل تهديدا على الأمن الإقليمي والدولي . طبقا له، على العراق ان يحلّ المشكلة المعيّنة الآن وهي تصفية أسلحة الدمار الشامل وان الجهود يجب أن تنصب في هذا الاتّجاه المعيّن. إنّ القيادة الروسية على قناعة بأن الخطوات السياسية والدبلوماسية وحدها يمكنها إنهاء المشكلة العراقية. إنّ الشيء الرئيسي هو التأكّد مما اذا كان العراق يملك أسلحة دمار شامل. لهذا فان نشاط المفتشين الدوليين هناك مهم جدا. المفتشون يجب أن يمنحوا فرصة للعمل في العراق كما قال الرّئيس فلاديمير بوتين.. الذي أوضح أنّ موسكو يمكن أن تغيّر موقفها وتتفاهم مع الولايات المتّحدة لحساب قرارات أقسى ضمن مجلس الأمن الدولي إذا اعاق العراق نشاط المفتشين . الحقيقة أنّ كلّ النزاعات يجب أن تحلّ على أساس القانون الدولي، وقرارات الأممالمتحدة هي ذات أهمية عظمى، كما استنتج فلاديمير بوتين. * محلل سياسي في وكالة نوفوستي الروسية