عزيزي رئيس التحرير: تفاعلا مع ما كتبه باللهجة المحلية الأخ عبدالله ابابطين لجريدة (اليوم) بتاريخ 12 من ذي القعدة تحت عنوان (السعودة على المائدة) استهله بقوله: كان الله في عون هالسعودة في كل مكان نجدها. يوم في ندوة ويوم في محاضرة ويوم في مؤتمر ويوم على المائدة ويوم في التلفزيون. ومن لم يجد شيئا يكتب فيه تناول موضوع السعودة ومع ذلك فالسعودة لا تزال تشكو حظها الطايح لان ما حصل لها مكان إلا في سوق الخضار وفي سيارات الليموزين.. إلخ. وأود ان أشارك الأخ الكاتب بهذه المداخلات: * السعودة لم تبسط نفوذها في كل أسواق الخضار حيث لا تزال أسواق الخضار في بعض مدن الحجاز واخص مكةالمكرمة بيد الوافدين كما كانت من قبل. * اذا كانت السعودة قد تحققت في بعض أسواق الخضار فقد تلاشت في كثير من المجالات.. كان السعوديون يعملون في صيانة شبكات المياه وفي ايصال التيار الكهربائي وفي خدمة المرضى وفي تنظيف المدارس فحل مكانهم العمال غير السعوديين بعد انتقال أعمال الصيانة والنظافة الى القطاع الخاص في هذه الجهات وغيرها. حتى نقل المعلمات الذي يعمل فيه الآن المئات من السعوديين سوف يخسرون هذه الفرص الجيدة للعمل اذا انتقل الى القطاع الخاص قياسا على غيره. * لا يزال القطاع الخاص يمتنع عن تشغيل السعوديين حتى في الأعمال التي لا تحتاج الى مؤهلات دراسية او مهارات فنية وتدريبية غير عادية وكيف نرجو من شركات ومؤسسات يعمل في إدارة شؤون الموظفين فيها غير سعوديين ان يساعدوا ويسهلوا توظيف السعوديين. * القطاع العام نفسه متهم بعدم التحمس لتوطين الوظائف وعلى سبيل المثال وزارة الصحة لديها المئات من الفنيين المؤهلين من خريجي الجامعات والمعاهد والكليات الصحية ومع ذلك لا تكاد تشاهد احدا منهم في كثير من المستشفيات لا لانهم غير موجودين ولكن لانهم مكلفون بغير اعمالهم الفنية التي لا يزال يقوم بها الوافدون الذين كان من المفروض الاستغناء عنهم بتشغيل السعوديين لو توافر الاهتمام الكافي حتى الجامعات لا تزال بعد عشرات السنين من انشائها تعتمد اعتمادا شبه كلي على الاساتذة غير السعوديين وحول هذه الحقيقة يقول د. ابراهيم بن عبدالله الملحم أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل: عشرات السنين مرت منذ افتتاح الجامعات السعودية كانت كافية في تقديري لاحلال الكفاءات الوطنية محل نظيرتها الأجنبية على مستوى القطاع الأكاديمي لكن الواقع يشهد بضآلة المنجز وحسبك زيارة واحدة لقسم من أقسام أي من هذه الكليات في جامعاتنا لترى كم من الوظائف يستحوذ عليها المتعاقدون من العرب والأجانب. ولك ان تتساءل. الم يكن هناك كم وافر من الطلاب المتميزين الذين خرجتهم جامعاتنا ليستقطبوا كأعضاء هيئة تدريس.. إلخ وهو كلام واقعي وصحيح يدركه الكثيرون ويثير تساؤلاتهم. بل هناك الجهاز الأكاديمي في كليات المعلمات الذي لا يزال يعج بالمتعاقدين والمتعاقدات بينما لا تجد أوائل الخريجات مجالات للعمل كمعيدات بدعوى عدم توافر وظائف مع ان التعيين على وظائف معيدات يتم على بند (105) تماما كما في تعيين معلمات المرحلة الابتدائية. ولكنه مع الأسف وأقولها بقليل من المجاملة وكثير من الصراحة سوء التخطيط يضاف اليه قليل من عقدة الأجنبي التي لا تزال تهيمن على أفكار بعض المسؤولين في قطاع التعليم بشكل خاص ممن لا يبدو ان لديهم ما يشجعون به المتفوقين والمتفوقات إلا التشجيع الإعلامي عن طريق الاحتفال بهم وتوزيع الشهادات عليهم والتصفيق لهم. وهو تشجيع هم في غنى عنه لانه لا يسمن ولا يغني من جوع. كما انه ليس التشجيع الحقيقي الذي ينشده ولاة الأمر حفظهم الله الذي ينتفع به الوطن وينتفع به المتفوقون والمتفوقات ولو وجد مثل هذا التشجيع لوجد نظام يقضي باستقطاب الأوائل كأعضاء في هيئة التدريس في مختلف الكليات. هذه بعض انطباعاتي الخاصة حول قضية السعودة أعرف انها لن تغير من الأمر الواقع شيئا لكنني اعبر بمثل هذه الكتابة عما اشعر به من الغيرة على المصلحة العامة وحب الوطن. @@محمد الحزاب الغفيلي الرس