تتجدد الحاجة في مثل هذا الموسم من كل عام للحديث عن بعض الامراض التي قد يتعرض لها الحاج مالم يتخذ الاحتياطات الكافية لاجتنابها. والامراض التي يكون الحجاج عرضة لها كثيرة ونحتاج لاعادة الحديث عنها في كل موسم من قبيل استعادة المعلومات الخاصة بكل مرض واساليب الوقاية منه. الأمراض الجلدية .. وامراض الانف والاذن والحنجرة.. ربما يعتبرها البعض ثانوية قياسا بنسبة التعرض لها ولكنها تقع.. ونحن هنا في الصفحة نريد التذكير بها مرة اخرى ليسعى الحاج الى الوقاية منها.. ثم نضيف بعض اهم الامراض الشائعة التي يتعرض لها الناس بكثرة وقد يحملها بعض الحجاج معهم الى المشاعر المقدسة. أمراض الأنف والأذن والحنجرة الدكتور احمد خضر علي اخصائي اول الانف والاذن والحنجرة اوضح في بداية حديثه اهم المشاكل الصحية التي قد يعانيها حجاج بيت الله الحرام في الجهاز التنفسي العلوي او في جزء منه كأعراض الرشح والزكام، والتهاب البلعوم واللوزتين بالاضافة الى بعض الاعراض الاخرى كالحساسية الانفية او الدوار.. الخ، وذلك لاسباب عديدة من اهمها : الزحام الشديد والتعرض للعدوى بسهولة. التعرض لتغيرات الجو ودرجات الحرارة المختلفة خلال اليوم الواحد بسبب تغيير الموقع الدائم والبقاء في العراء وتحت اشعة الشمس لفترات طويلة وكذلك الانتقال الى اماكن مختلفة في نفس اليوم. ارتداء ملابس الاحرام الخفيفة وعدم الحرص على مراعاة تغيرات درجات الحرارة خلال النهار والليل. عدم الانتباه لبعض العادات السيئة من قبل البعض مثل الشرب من نفس الاناء او العطاس دون تغطية الفم مما يؤدي الى سهولة انتشار العدوى. عدم حرص الحجاج على الرعاية الطبية المناسبة اما بسبب انشغالهم باداء المناسك او لكثرة عدد المرضى المراجعين للمراكز الطبية المتوافرة في مكة. تناول بعض المشروبات الباردة او الايس كريم اثناء الانتقال من منطقة الى منطقة دون الانتباه الى تعريض الجسم الى درجات حرارة منخفضة على الرغم من التعرق او ارتفاع حرارة الجسم بسبب بذل المجهود والحركة الدائمة. وبناء عليه فاننا نوصي الاخوة الحجاج الكرام بمراعاة هذه الامور واخذها بعين الاعتبار حرصا على سلامتهم وتمكينهم من تأدية مناسك الحج على الوجه الاكمل وبصحة جيدة وعدم نقلهم العدوى الى غيرهم وذلك من خلال مراعاة التدرج في الانتقال من مكان حار الى آخر بارد واتقاء ذلك من خلال التريث، واعطاء الجسم الوقت الكافي للراحة وعدم التعرق الزائد. عدم شرب الماء او العصيرات او الايس كريم البارد اثناء بذل الجهد وارتفاع حرارة الجسم مباشرة. استعمال ورق المناديل وتغطية الفم اثناء العطاس لمنع انتشار العدوى بين الحجيج، وعدم الشرب من نفس الاناء لاكثر من شخص. مراجعة المراكز الصحية والطبية المنتشرة في كافة اماكن تواجد الحجيج مع بداية ظهور اعراض اية حالة مرضية للتعامل معها على الوجه الاكمل. كما يوصي مرضى حالات الربو والحساسية المزمنة بضرورة توافر علاجاتهم معهم مسبقا لاستعمالها حسب اللزوم منعا لتضاعف الحالة لديهم. الأمراض الجلدية الدكتورة فاطمة ابراهيم برعي صادق اخصائية الامراض الجلدية تحدثت عن المشاكل الجلدية التي قد يتعرض لها الحاج بسبب تعرضه لاشعة الشمس الحارة وما قد ينتج عنها كبعض الالتهابات الجلدية والحروق البسيطة في الوجه والكتف الايمن خاصة الحجاج ذوي البشرة الفاتحة. وقد يظهر ايضا الطفح الفيروسي المعروف باسم الهربس البسيط على الشفاه والانف، وهناك بعض الامراض الجلدية التي تتفاقم بالتعرض للشمس مثل الذئبة الحمراء البورفيريا وكذلك بعض انواع الصدفية والبهاق. فعلى الحاج ان يستعمل المظلة كلما امكنه ذلك، وكذلك الاسراع بتغطية كتفه بعد اداء المناسك التي تتطلب ان يكون الكتف عاريا كما يجب لذوي البشرة البيضاء الحساسة استعمال دهان واق من الشمس وتلطيف البشرة الجافة او الملتهبة بالكريمات. كما ان احتكاك الجلد يسبب التهابا شديدا يضايق الحاج كثيرا خاصة الذين يعانون السمنة، ولان الحاج يسير مسافات طويلة في الطواف والسعي والانتقال بين المشاعر فلابد ان يتجنب حدوث الالتهاب الاحتكاكي، وذلك عن طريق استعمال بودرة التلك او الكريمات الملطفة للبشرة، اما النساء فيمكنهن ارتداء السراويل الطويلة التي تحميهن من هذه المشكلة. التهاب جلد القدمين نتيجة السير بدون نعال اثناء الطواف والسعي خاصة لمرضى السكري عليهم العناية الشديدة بالاقدام والحفاظ عليها من الاصابات اثناء الزحام وتلطيف الجلد بالكريم مع التدليك الخفيف كلما امكن ذلك، ويمكن للنساء لبس الجوارب السميكة حتى يحافظن على ليونة الجلد ويمنعن حدوث التشققات بالكعبين.. هناك نوع من حساسية الجلد يعرف بالارتكاريا بعد المجهود، وفيه تظهر البقع الحمراء مع الحكة الشديدة، ويمكن علاجها باقراص ضد الحساسية. الامراض الباطنية وبالنسبة للوقاية من الامراض الباطنية يقول الدكتور عبدالعزيز محمد الدجوي اخصائي الامراض الباطنية والطوارئ : هناك بعض الاحتياطات اللازمة لبعض الامراض على سبيل المثال مرض السكر والربو الشعبي واصابات الامراض المزمنة كمرض القلب وارتفاع ضغط الدم واولى هذه الاحتياطات ان يستشير المريض طبيبه قبل ان يبدأ رحلة الحج لمساعدته في اتخاذ التدابير اللازمة له من اختيار العلاج المناسب لحالته وطبيعة الغذاء وحمل بطاقة تعريف تبين انه مصاب بهذا المرض وكتابة بعض الاعراض التي يتعرض لها على الكارت الخاص به وكيفية التعامل معها كمرض السكر فمن المعلوم ان هناك انواعا كثيرة من داء السكري وتختلف طرق العلاج حسب نوع الاصابة فبعض المرضى يحتاجون الى تنظيم غذائي فقط والبعض الآخر يحتاجون الى اقراص او حقن انسولين ولابد من تنظيم جرعات الانسولين واوقاتها لتتناسب مع اوقات الوجبات وعلى الحاج ان يحتفظ دائما اثناء الرحلة والطواف بكربوهيدرات سريعة المفعول لتجنب حدوث بعض الاعراض مثل : الجوع - الرعشة - التعرق وهي مؤشرات لانخفاض نسبة السكر في الدم، وعلى الحاج ان يضع الادوية الخاصة به (الاقراص والانسولين) في حقيبة خاصة بالادوية ولديه بعض من الدواء تكفيه خلال رحلته فالانسولين لا يشترط ان يحفظ بثلاجة ولكن ينبغي ان يتعرض لدرجة حرارة اكثر من (32 درجة مئوية) وليأخذ معه كمية من الحقن ومطهر خلال الرحلة، اذا سافر الحاج في حملة او مع اقاربه فعليه ان يخبر من معه انه مصاب بالسكر ويشرح لهم الاحتياطات حتى يتمكنوا من مساعدته ان احتاج الى ذلك ولا ينسى حمل الكارت الخاص بمريض السكر معه، اما بالنسبة لمرضى الربو وحساسية الصدر وكذلك مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم فينبغي عليهم الحرص على عدم القيام بمجهود شديد ويفضل لهؤلاء المرضى ان يستخدموا الكرسي المتحرك واذا شعر احدهم بصعوبة في التنفس فعليه استخدام البخاخات الخاصة به وعليه ان يخلد للراحة اثناء ذلك ومن الممكن ان يواصل اداء الشعائر بعد هدوء حالته يجب ايضا تجنب الاطعمة الدسمة وعدم الشعور بامتلاء وعليه ايضا الاقلاع عن العادات السيئة كالتدخين لما فيه من ضرر صحي وخطأ شرعي والفرصة سانحة في مثل هذه الاوقات المباركة للتخلص من التدخين، والحقيقة ليس مريض السكر وحده بل الحاج عليه ان يصحب الادوية الخاصة به كأدوية ارتفاع ضغط الدم وعليه متابعة قياس ضغطه مع طبيب الحملة او اقرب مركز طبي. واذا كان يعاني قصورا في الشريان التاجي (الذبحة الصدرية) فعليه ان يصطحب معه الادوية الخاصة به والاقراص سريعة المفعول في علاج هذه الحالات كالامراض التي تذوب تحت اللسان. هناك ايضا بعض النصائح العامة لتجنب الاصابة بالعدوى واضرار تلوث الاطعمة فيبتعد عن شراء الاكلات من الباعة الجائلين وان يستخدم اواني وادوات خاصة وحده وتجنب الاستخدام الجماعي لها لعدم حدوث امراض وتناول الاطعمة التي يتم اعدادها اعدادا جيدا، ليتجنب حدوث النزلات المعوية والتسمم الغذائي وتجنب تناول الاطعمة النيئة مثل اللحوم او السمك وكذلك الحليب غير المبستر والحرص على تفادي التعرض للشمس لفترات كثيرة. واخيرا على الحاج ان يحرص على حمل حقيبة ادوية مع الوضع في الاعتبار : المرض الذي يعاني منه او اعراض سابقة الحدوث في رحلات سفر مثل - ادوية الغثيان والقيء والاسهال ومضاد حيوي وادوية مخفضة للحرارة والمغص ونزلات البرد وكريمات ملطفة للجلد ومطهر وضماد. مراكز طبية اقامتها الدولة لرعاية الحجيج صحيا