المبيعات هل هي مهنة ام حرفة, اقصد ان كانت مهنة فلم يطلب احيانا كثيرة شهادات متخصصة في الهندسة او الادارة او التسويق او حتى الصيدلة لشغلها, وان كانت حرفة فلم يتم تدريسها في المعاهد والجامعات ويمنح لخريجيها الشهادات العلمية كي تساعدهم في شق طريق الحياة العملية؟ من الواضح ان اساليب البيع وان تنوعت وتشعبت تسعى لشيء واحد اساسا وهو اقناع العميل ونيل رضاه لاتمام عقد البيع, والبائع الجيد الذي يتمتع بمهارة واسلوب اقناع يستطيع به ان يبيع اي شيء دونما الحاجة لأن يكون متخصصا بما يبيعه, وان تطبيق نظريات المبيعات بصورة حرفية او الاعتماد على شهادات التخصص فقط تخلق بائعا جيدا ابدا, وفي اعتقادي ان الظروف قد تجعل من بائع سيئ محظوظا احيانا اذا ما حقق صفقة مبيعات كبيرة وعلى فترات طويلة ولكنها (اي الظروف) لن تجعل منه بائعا ناجحا ابدا الا اذا كانت لديه الموهبة والرغبة اساسا ويصقل ذلك ما يتعلمه من علوم ومعارف سواء كانت شهاداته في المبيعات اصلا او تخصصه اعلى من ذلك فلابد للبائع المتميز من بصمات وخصائص ذاتية خاصة به فقط ويستطيع اي خبير مبيعات اكتشافها فورا ولا اعني بذلك سؤاله عن خطط المبيعات والنتائج وما حققه في الماضي لكن مناقشة اسلوبه في البيع وربط ذلك بما يبيعه (ايا كانت بضاعته) والمكان والمجتمع. ويؤسفنا ملاحظة رغبة وقفز الجميع على هذا التخصص وهو الاكثر انتشارا في العالم دون التبصر حقيقة في كيفية الاختيار بين من هو بائع موهوب او محترف ومن هو مجرد اسم بائع. @ التجارب العملية احيانا كثيرة نافعة جدا وان كانت صغيرة بل وهامة ايضا اذا ما تم طرحها وتداولها بين المهتمين وبأسلوب صحيح, اذكر منذ زمن قرأت عن شركة خدمات لديها عدة فروع وتعمل بطريقة مستقلة لكل فرع قد تعرضت لخسارة نتيجة تراكم ديون في كل الفروع, وبعض هذه الديون مصدرها نفس العميل الذي استفاد من استقلالية كل فرع فبدأ يتعامل مع فرع واحد على وحدة وعندما تتراكم ديونه ينتقل بالتعامل مع فرع آخر وهكذا تراكمت ديونه مع كل الفروع, والخلاصة لو كانت هناك قائمة سوداء يتداولها كل الفروع ومتوافرة للجميع للاطلاع عليها لما استطاع هذا العميل خداعهم بهذه السهولة, ومن هنا يأتي دور الادارة المركزية التي يجب ان تضع خططا تسهل بها نقل تجارب كل فرع وكل قسم حسب الامكانية وتعميمه على بقية الفروع والاقسام الاخرى للاستفادة من الناحية التسويقية والادارية ولتفادي مثل هذه الاخطاء الشائعة التي وللاسف الشديد مازال الكثير والكثير من الجهات ذات النشاطات المتعددة والفروع المستقلة تقع بها دون انتباه وقديما قالوا اسأل مجرب ولا تسأل طبيبا. @ سألني احد الاصدقاء ذات يوم عن ردود القراء حول ما اكتبه من مقتطفات انتقادية وفي الحقيقة انا لم افكر في ذلك من قبل فبالرغم من انني اكتب ما اكتبه عن قناعة شخصية لا انتظر مقابلها اية ثناء الا انني مثل كل من يكتب اود ان استشعر برأي وتجاوب القراء لأعرف اذا ما كانت كتاباتي لها صدى وتقبل لدى القراء وكذلك لأصحح من معتقداتي وقناعتي ان كانت خاطئة وبحاجة الى تعديل، فالكاتب قبل كل شيء بشر وله رأي وكلنا يحمل الخطأ ولا نستطيع بالطبع فرض رأينا على الآخرين، ومن ذلك نأمل ان تبادر جريدتنا الى ترك باب الحوار المفتوح ولارسال ملاحظات القراء الى الكتاب ان امكن بواسطة عنوان البريد الالكتروني لكل كاتب كما هو متوافر لدى بعض الجرائد المحلية والعالمية، فنرجو من ادارة التحرير ان تأخذ بهذه المبادرة وسيكون لها بليغ الاثر في توجيه حماس الكتاب ولتقديم مزيد من العطاء والا ايش رأيكم!